الا الكبسة يا معالي الوزير؟
احياناً... بين الأرزّ والشعير
"إلا الكبسة"! قال صديقي بعد ارتفاع أسعار الأرز في أسواق السعودية، والأرز أو «الرز» هو الوجبة الرئيسية للسكان، تجاره المحليون استعدوا بحملة إعلامية تحمّل تجار الأرز الهنود أسباب الارتفاع، وهم بخلاف المستهلك يجدون تجاوباً إعلامياً رسمياً يؤيد وجهة نظرهم، ولا أحد يتحدث عن التضخم وانخفاض سعر الدولار.
المستهلك في السعودية الآن بين فكي كماشة، طرفاها الأرز والشعير، الأخير يستخدم علفاً للحيوانات، ومنها اللحوم الحمراء، الرافد البروتيني لوجبة الأرز شبه اليومية. لم يعد الأمر محصوراً في حاجات السيارات من زيت وإطارات، ولا بأسعار العقار ومواد البناء بل وصل للبطون. «الأزمة» مرشحة للتفاقم مع قدوم شهر رمضان المبارك، بما يحفل به عادة من شره استهلاكي لا مبرر له، هذا سيمرر ارتفاع الأسعار بحيث يتم ابتلاعها فلا يرى التجار انخفاضاً في الطلب... أقصد التجار الهنود!
وعملاً بالمثل القائل: «بدلاً من أن تنتقد الظلام أشعل شمعة»، ولأنه يقال دائماً إن السوق مفتوحة والاقتصاد حر مع حقيقة انه حار! ولأن المشهد الصامت لا يشير إلى نية لتدخل رسمي حتى الآن.
لحظة، هنا أتوقف! بعد أن تذكرت قصاصة صحيفة قديمة أرسلها مشكوراً أخ عزيز، وهي لصفحة من العدد رقم «675» من جريدة «الجزيرة» السعودية الصادر بتاريخ 13 آب (أغسطس) 1973، إذ نشرت تغطية لصدور قرار برفع سعر تعادل الريال، وكانت العناوين كالآتي: «جميع المستوردات ستنخفض بعد رفع سعر الريال»، «المملكة أحاطت صندوق النقد بإجراءاتها»، وفي الموضوع إشارات إلى فرح المواطنين تجاراً ومستهلكين وبهجتهم بعد ذلك الأجراء». انتهى ما جاء في القصاصة القديمة و «عقبال» الجديدة.
تعليقاً على ذلك الإجراء القديم نريد من المسؤولين عن السياسة النقدية والمالية في اقتصادنا أن يظهروا للجمهور ويشرحوا وجهة نظرهم، ولماذا لا يتخذون إجراءً مشابهاً، أزمة بمثل هذا الحجم تواجه بمثل هذا البرود الرسمي في طقس ساخن!
وإلى أن يتم ذلك ليس أمامنا سوى شد البطون. إن الموقف الوحيد أمام المستهلك هو أن يرشد الاستهلاك، وإن لم يكن مضطراً من ناحية مالية. ادخل مطبخ منزلك، اقتحم حصن الخدم، وأنصحك بشراء مكيال للأرز، وهو يباع بسعر معقول في الأسواق، على الأقل وفّر تلك البقايا التي تذهب إلى براميل النفايات كل يوم، واحتسب الأجر والموقف الاستهلاكي. ومثلما لجأ بعض المستهلكين إلى شراء زيوت السيارات بالجملة ونجحوا في خفض كلفة على موازناتهم الصغيرة، كانت تذهب للورش التي تضامنت معها الشركات المنتجة حين وضعت أسعاراً مجحفة على العلب خصصت للمستهلك! فلا رقيبَ ولا حسيبَ، يمكن لنا أن نسجل موقفاً آخر من ارتفاع أسعار الأرز بالترشيد وتغيير الأنواع التي تعودت عليها بسبب الحملات الإعلانية، وإحلال البدائل حتى في زكاة الفطر. أما الشعير فيحتاج أمره إلى تفكير.
عبدالعزيز السويد الحياة - 14/08/07//
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|