[خليل الحريري]

الفاتحة .. !!


فيصل الغامدي

كتب علي الشريف قبل مواسم عدة مقالات تحت عنوان: «والدي الذي مات»، وكان المقصود النادي الأهلي بكل ما فيه من كبرياء. وقتها كنت شبلا أجمع القصاصات الخضراء بما في ذلك أوراق الشجر .
أغضبني الشريف وقررت مقاطعة مقالاته فالأهلي في نظري كما هو حال جماهيره كالشجر لا يموت، وإن مات.. مات واقفا، وذلك ما دعاني للغضب والحزن في آن معا.
مرت سنين ، وهاهو منصور النجعي ـ الحارس الذي جاء للأهلي من ضمك ـ يؤكد مقولة الشريف بشتم جماهير الأهلي فضائيا لأنهم صفقوا للحزم ومارسوا التصفير معهم، وتناسى بأن أجمل ما في الأهلي في العقد الأخير من عمره جماهيره، بل لم يبقى من مقومات الأهلي كنادي له إيقاع خاص في كرتنا في السنتين الأخيرة غير جماهيره، التي أن فاز أنشدت «مجانين» وإن خسر أنشدت «آه يا لأهلي». هي مع الأهلي لا تغادره لمجرد خسارة أو سقوط، ولاحظوا الهتافات الأخيرة لجماهير الأهلي «يكفي حلاوة شعاره»، لم تهتف منذ ارتدى النجعي وأشباهه شعار الفريق لـحلاوة الروح، لأن في الأهلي من اللاعبين من هم بلا روح ولون ولا رائحة، وقس على ذلك الرجالات الذين يتوسلهم الاهلاويين صباح مساء، في الصحف وفي المنتديات، ولكن لا حياة لمن هم بلا حياء .
ليأتي الهزازي الذي ليته يولي قميص الأهلي ذات الاهتمام الذي يوليه لحذائه، مكملا شريط النجعي و مؤكدا بأن الخسارة جاءت من فريق كبير، فإذا كان فريق الثلاث سنوات كبير فماذا نقول عن فريق يستعد للاحتفال بيوبيله الماسي ؟!.
ليس هذا فقط، بل وصل الأمر بالأهلاويين العاملين في النادي أن يمنون على جماهيرهم بالمركز الثالث في الدوري، هم بالفعل جاهلون بالتاريخ، و بأن الأهلي أول فريق سعودي يحقق بطولة الدوري العام. بل مرت أعوام لم يكن الأهلي يتعادل فيها فما بالكم بالخسارة ؟!.
هم فعلا «عاملون» لا يمتون للعمل الإداري بأية علاقة، فماذا نسمي من يعتمد على نشيد بلاد العرب أوطاني في تعاقداته ويحضر لاعبين من السودان، والأردن، والجزائر، دول ليس فيها غذاء فكيف يكون بها كرة.؟!.
الأهلي الذي بات يتجرع كؤوس الخروج من أمام الحزم، والفتح، والوطني بحاجة لفكره القديم، ولن أقول فكرا جديدا، فالجديد لم يجلب للأهلي غير الدمار. أعيدوا سيرة عبدالله الفيصل «رحمه الله» واعملوا كما كان يعمل، وقتها لن نكون بحاجة للجديد، نحن بحاجة لقليل من سياسة العصى التي لم تحضر مع الشباب في الموسم الماضي، ولم تحضر مع الفتح هذا الموسم لنشاهد ذلك المنظر غير الحضاري من الجماهير بعد أن فاض بها الكيل التي فضلت أن يكون العقاب على طريقتها أمام الحزم.
مشاكل الأهلي عويصة تبدأ بصراع الأقطاب لكنها لا تنتهي، فالأهلي النادي الوحيد الذي يغادر فيه الشرفي والرئيس مقعدهما ليتحولان لطابور خامس يطعنون الأهلي في خاصرته.
مشاكل الأهلي تدعوك في بعض الأحيان للاعتقاد بأن الأهلي بلا حل، فالأهلي قضية أن فاز أو خسر، فالبطولات لا تجلب رجالات الأهلي والخسائر لا تجلبهم. هم معلقون كل واحد يحبه بطريقته الخاصة وكم من الحب ما قتل، ويبقى الأهلي يتيما إلا من العشاق يا منصور النجعي، العشاق الذين يتسائلون عن النجعي (قبل، وبعد) الحزم؟!.
العشاق الذين كانوا ضحية ليصبحوا في نظرك الجاني والجلاد.
للأسف أكثر الشامتين بالأهلي هم أهلاويون. فعلا الأهلي مات، ولكن أليس من ابسط حقوق الميت علينا إكرام جنازته.