[خليل الحريري]

الأهلي بين العبث والهامشية

باشا محمد
ليس بالجديد أو الغريب أن يغادر الأهلي منافسات كأس خادم الحرمين الشريفين، لأن كل المؤشرات أوحت للمتتبعين لشؤونه بأن الفريق يسير باتجاه معاكس لشخصية وهوية ومقومات الفريق البطل.
ولعل الكل يدرك أن (فأسي) الفتح والحزم اللذين ضربا (رأس) الأهلي مرتين، وأوجعا قلوب جماهيره، عكسا شخصية أهلي مالدينوف والعبسي وزوايد الأندية، وترجما أخطاء الإدارة في الصفقات الـ(هايفة) خلال فترتي التسجيل.
فأسا الفتح والحزم عاقبا طموح جماهير الأهلي التي اتكأت على تاريخ ناديها وحجم الكيان الذي تم التلاعب والعبث فيه، لذلك جاءت ردة الفعل غاضبة ومحتقنة.
وبالتالي فمن حق تلك الجماهير وحتى الإعلام أن ينتقد ويهاجم من تلاعب بهذا التاريخ، ومن حق بعضهم الآخر أن يطالب باستثمار هذه النكسة بوضع الحلول العاجلة والفعالة وليست البطيئة بأن يتم التعاقد مع مدرب معروف و (غير حقود) وترصد ملايين ـ أكرر ـ ملايين وليست ملاليم، لاستقطاب رباعي أجنبي يعيد لجماهير الأهلي طموحها المسلوب وينسيها كأس العلقم الذي شربته من صفقات بهاء وما أدراك ما بهاء!!
وحتى يكون التقييم أكثر عقلانية فمن المنطقي أن يكون الاستقرار الإداري حاضرا في هذه المرحلة حتى لا يتكرار المشهد الحصري الذي تعودت جماهير القلعة رؤيته بمتابعة جمعية عمومية جديدة تشهد تنصيب إدارة أخرى، وكأن نظام مدة الأربع سنوات القانونية للإدارات غير قابل للتفعيل في الأهلي فقط لأن غالبية إدارات الأندية الأخرى أكملوا تلك المدة، مع عدم تجاوز الأخطاء التي ارتكبتها الإدارة الحالية رغم الميزانية الضخمة التي وفرتها عقود الرعاية ودعم الأمير خالد بن عبد الله.
وحتى لا تتم مصادر إيجابيات الإدارة فهي لم تتسلم النادي والفريق الأول حامل للقب الدوري، بل كان وضعه لا يقل سوءا عن الآن، وبالتالي من المنطقي أن يتم التنويه ببطولة الخليج التي ساهمت الإدارة في تحقيقها بجانب إنجازات الألعاب المختلفة.

الكبار كبار
كل الوقائع التي يعانيها الأهلي تؤكد أن هناك جرحا غائرا، ولكنه على الأقل (ظاهر) وعلاجه مقدور عليه عاجلا أم آجلا، لأن هذا النادي حتى وإن مرض لكنه سيحيا، لأنه استمد عنفوانه وكبرياءه وشموخه من رموزه وداعميه التاريخيين بداية من الأمير الراحل عبد الله الفيصل ومرورا برجال المراحل الأمراء محمد العبد الله وخالد بن عبد الله ومحمد بن فيصل بن تركي.
ولكن الجرح الأكبر و (الأخطر) أن يتخفى بعض من يدعون أنهم أعضاء شرف أو أصدقاء لاعبين خلف بعض المواقع العنكبوتية، ليدعموا الأهلي ليس بالمادة ولكن على طريقتهم التي تحرض على الانشقاق والتفرقة، وتتبنى الإساءة والتطاول على الرموز.
وهناك من يجزم بأنهم سيظلون كذلك لأن دعم خزينة الأهلي آخر اهتماماتهم، بعد أن أختاروا لعب هذا الدور الذي لا يجيدون غيره، وفضلوا البقاء على الهامش متوارين خلف الحواسيب بأسماء مستعارة، ليبثوا سمومهم وخربشاتهم وليثبتوا أنها ذريعة جديدة لعدم رغبتهم في الدفع، والمضحك أنهم يتصورون أن تلك الخربشات تقدم أو تؤخر وكأنهم لا يعلمون أن الكبار يظلوا كبارا!!

بسرعة
نظام تأهل من سجل أكثر في مرمى الخصم يحتاج لإعادة نظر كون معطيات منافساتنا لا توفر المعايير الملموسة التي تلزم اتحاد القدم على العمل عليه، ما دامت أكثر من مباراة حاسمة تلعب على ملعب واحد ذهابا وإيابا.
الأخطاء التحكيمية التي ظهرت في مواجهتي شباب الهلال والاتحاد وناشئي الأهلي والاتفاق تدعم موقف كل من نادى باستحداث محكمة رياضية، طالما أن البطولات باتت تسلب بتلك الطريقة.