[خليل الحريري]

حكاية الدم الملوث

** يثير استغرابي أولئك الذين يخرجون علينا بين الحين والآخر ليتهموا أحد الصحفيين بأنه سبق له وأن كتب أن ذاك المهاجم المعتزل كان مصابا بمرض الإيدز، لأن هذا الاتهام هو افتراء وكذب وأتحدى من يثبت العكس.. أما الأكثر غرابة فهم أولئك الذين مازالوا يزعمون بأن صحفيا هلاليا (....) هو من كان خلف عبارة (الدم الملوث) التي سبق وأن قيلت بحق ذات المهاجم، وأن القصد من ذلك كان هو الإساءة، باعتبار أن الواقع يقول إن تلك العبارة صدرت من أخصائي العلاج (برنبوك) أبان فترة عمله مع المنتخب عام 93م من خلال حوار صحفي.. ولأن عبارة (تلوث الدم) هي مصطلح طبي، وجاءت على خلفية (حالة تسوس كبيرة) كان يعاني منها المهاجم نفسه في أسنانه، وبحجة أن هذا التسوس يقلل من حجم عملية ضخ الدم داخل الجسم، وهو في النهاية أمر طبيعي ومن شأنه أن يؤثر سلبا على علاج إصابة أي لاعب يعاني من تمزق في عضلاته السفلية مثلما هو حال ذاك المهاجم الذي كان يعاني من ذات الإصابة ومثلما ذكر ذلك برنبوك وفهمناه منه آنذاك..

** مع العلم.. أن عبداللطيف الغنام لاعب الهلال سبق وأن ظهر بحقه تشخيص طبي يؤكد أن (دمه ملوث) لأنه كان يعاني من تسوس أسنانه وأثر كثيراً على سير علاج إصابة كان يعاني منها.. ولكن لأنه ليس لاعبا في ذاك الفريق مر هذا التشخيص مرور الكرام وكأن شيئا لم يكن.. وتبقى المشكلة أن بعض أبناء الجيل الرياضي الحالي أنهم يعتمدون على ما تبثه وكالة يقولون.. ومن هنا بات حجم الشائعات يتزايد وعلى إثر ذلك أصبحنا نسمع عنها يوما بعد آخر!!

** عندما شارك (بليه) في مونديال 1958م الذي أقيم في السويد وساهم بقوة في حصول البرازيل على بطولة هذا المونديال.. لم يكن (مارادونا) على الوجود.. أي بمعنى أنه وقتها لم يولد.. بل وربما أن أباه لم يكن متزوجا على أمه.. لكن رغم ذلك أخرج علينا مارادونا المولود في عام 1961م وقبل سنوات قليلة لينتقد (بليه) وليؤكد أنه كلاعب أفضل منه.. فهل خرج أحد البرازيليين ليهاجم مارادونا وبحجة أن أمه لم تلده إبان مشاركة بليه ونجوميته في مونديال 58م.. أو لأنه أيضا كان (طفلا صغيرا) وقت مساهمة بليه في حصول البرازيل على كأس العالم عام 1970م الذي أقيمت منافساته في المكسيك.. بالتأكيد كل ذلك لم يحدث.. لكنه حدث عندنا ضد (طارق التايب).. وبسبب أنه رد على انتقاد ماجد عبدالله بانتقاد أقسى وبحجة أن المنتقدين للتايب يرون أن لا يحق له انتقاد ماجد واستنادا إلى أنه كان (طفلا صغيرا) أيام نجومية ماجد مع المنتخب في الثمانينات الميلادية.. وهذا (بالمناسبة) هو الفارق بيننا وبينهم في العالم المتطور كروياً.