[احمد الزهراني]

العالمي في صحافة الجمعه 6 / 5 / 1430

مدرب النصر وغياب الدوليين




قلةٌ هم المدربون الذين يتولون الإشراف الفني على الفرق الجماهيرية وينهون الموسم الرياضي دون تحقيق بطولة ويحظون في الوقت ذاته بالرضى من العمل الذي قدموه؛ بل إنَّ ما عهدناه هو أنْ يكون المدربون ضحايا الإخفاقات الرئيسيين، وقرارات إلغاء عقودهم هي أول ما يتم اتخاذه من الإدارات، التي ترمي بالمسؤوليات يُمنة ويُسرة في وقت يحاول فيه المسؤولون تبرئة أنفسهم، وامتصاص ضغوطات الجماهير بتلك القرارات؛ يتبعها وعود بتجديد تاريخية باستقطاب لاعبين أجانب عالميين، وتوقيع عقود احترافية مع أبرز النجوم الدوليين. المدرب الأرجنتيني إدقاردو باوزا تولى تدريب النصر قبل أربعة أشهر تقريباً، وخلال فترة قصيرة جداً نجح في إحداث نقلة نوعية في شخصية الفريق؛ واستطاع مجابهة أبرز الفرق السعودية في الوقت الحاضر؛ على الرغم من الأسماء التي تقلُّ في عطائها الفني، ومجهودها البدني عن الاتحاد والهلال والشباب، ولا حظ الجميع التطوُّر المذهل للنصر في الجانب الدفاعي؛ حتى أصبح من الفرق التي يصعب اهتزاز شباكها؛ وخذل باوزا الأداء الضعيف للاعبي الوسط بقيادة البرازيلي إيلتون والمصري حسام غالي، وفشل المهاجمين عدا ريَّان في إكمال العمل الجيِّد؛ ليصبح النصر الأصعب استقبالا للأهداف؛ لكنه الأقل قدرة على هزِّ شباك الخصوم!!. سنوات طويلة والإدارات النصراوية تتوجَّه نحو التغييرات في المدربين، واللاعبين الأجانب، الذين أثقلوا خزينة النصر، وجاء باوزا اليوم ليثبت أنَّ المشكلة في انهيار الفريق منذ سنوات لم تكن أبداً في الأجهزة الفنية؛ بل هي الإدارة التي لم تجارِ في عملها الآخرين، بالمنافسة على أبرز النجوم الدوليين، والتعاقد مع الأجانب المؤثرين، بدليل عدم انضمام لاعب نصراوي واحد لصفوف المنتخب، وغياب التأثير الذي يصنعه التايب وويلهامسون للهلال، وبوشروان ومتعب للاتحاد، وكماتشو للشباب، وصلاح الدين عُقال، والبرنس للاتفاق، ويكفي القول بأنَّ المهاجم العماني حسن ربيع الذي استعان به النصر، ولعب أكثر من عشر مباريات لم يسجل هدفاً واحداً!!. يقول المدرب إنَّ النصر سيحقق بطولات عندما يتواجد لاعبوه في المنتخب، وكلنا يعلم من أين أتى الهلال والاتحاد والشباب بمعظم نجومهم الدوليين وآخرهم عيسى المحياني؛ ما يجعلنا ندرك بجلاء أنَّ القضية إدارية بحتة؛ فالمنافسون وفروا الأموال، ثم صرفوها في طريقه الصحيح؛ فأين النصر من التنافس على نجوم الكرة السعودية؟!.
باختصار
**استقالة إدارة النصر هو أول قرار يفترض أنْ تسمعه جماهير الشمس التي أعلنت عصيانها بتركها المدرجات خاوية على عروشها.
**ربيع أرجع غيابه عن التسجيل لطريقة المدرب؛ حين وضعه وحيداً في الهجوم؛ لكنه نسي أنَّ ريَّان يتألق ويسجل دون مساند.
**مستقبل إدارة النصر يجب أنْ يُحسم قريباً؛ وقبل وقت كافٍ؛ حتى تجد الإدارة الجديدة الفرصة الكاملة للإعداد للموسم الجديد.
**من مكاسب النصراويين هذا الموسم الشعور بسهولة العودة مع الكبار، طالما كانت النتائج سريعة، وبجهود متواضعة؛ فالمؤكد أنَّ اختيار الأجانب بواسطة باوزا، والتنافس على الفوز بأبرز النجوم المحليين؛ من شأنه أنْ يحدث النقلة المنتظرة، التي ربما تعيد النصر باكرا لسابق مجده.