عرض مشاركة واحدة
قديم 24-11-2006, 10:13 PM   #6
تأبط شراَ
 
الصورة الرمزية تأبط شراَ
 







 
تأبط شراَ is on a distinguished road
افتراضي

[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="solid,4,royalblue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ترنمتْ ترنمُّ الأسيرِ
ترنمتْ ترنمُّ الأسيرِ=ورقاءُ فوقَ ورقٍ نضيرِ
تنطقُ عن قلبٍ لها مكسور=كأنها تخبرُ عن ضميري
لبيكِ يا حزينة َ الصفيرِ=إن استجرتِ فبمستجيرِ
مثلكِ في تبلدِ المهجورِ=قصَّ جناحي زمني فطيري
لكِ الخيارُ أنجدي أو غوري=و حيثما صار هواكِ صيري
و إن أردتِ الأمنَ تجوري=فيممي بغدادَ ثمَّ سيري
أو حومي بربعها المعمورِ=مذ غاب فيه قمري بالنورِ
عسى تقولين لأهل الحورِ=و أوحشتي بعدك للسرورِ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="solid,4,orange" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
تغربْ فالبدار الحبيبة ِ دارُ
تغربْ فالبدار الحبيبة ِ دارُ=وفكَّ المطايا فالمناخُ إسارُ
و لا تسأل الأقدارَ عما تجره=مخافة َ هلكٍ والسلامة ُ عارُ
إذا لم يسعها الأمنُ في عقر دارها=فخاطر بها إنّ العلاءَ خطارُ
أرى إبلي تعصى الحداة َ كأنما=بوازلها تحتَ الحبالِ بكارُ
تقامصُ من مسَّ الهوان جنوبها=كأنّ الأذى طردٌ لها وعوارُ
تحسى القدى المنزورَ من ماءِ أهلها=و تأبى َ النميرَ العدَّ وهوبحارُ
و مذ علمتْ أن الحشاشة َ ذلة ٌ=ففي خطمها من أن تخشَّ نفارُ
لغيري قرى ألبانها ولحومها=ولاقحة ٌ من أدمها وحوارُ
متى دبَّ ماءُ الضيم فيها فلم تعدْ=مطيَّ قفار الأرض وهي قفارُ
و إن لم تناضلْ من عقودِ نسوعها=نصولُ نعيَ سيبَ اللصابِ تبارُ
ظرابُ الغضا من تحت أخفافها سفاً=يطيشُ وأحقافُ الغويرِ حفارُ
كأنّ السياطَ يقتلعنَ إذا هوت=سفائنَ منها والسرابُ بحارُ
مقامي على الزوراء وهي حبيبة ٌ=مع الظلم غبنٌ للعلا وخسارُ
و كم حلة ٍ مجفوة ٍ ولها الهوى=و أخرى لها البغضاءُ وهيْ تزارُ
و في غيرها المجدُ الذي كان مرة ً=لها شرفٌ في قربه وفخارُ
إذا حملتْ أرضٌ ترابَ مذلة ٍ=فليس عليها للكريم قرارُ
و كم عزمة ٍ مرتاضة ٍ قد ركبتها=فخضتُ بها الحاجاتِ وهي غمارُ
و ذي سنة ٍ فجعتُ بالنوم عينه=و أجفانه عطفاً عليه طوارُ
صحا لي وقد ناديتُ من سكرة ِ الكرى=و قد دار في عينيه منه عقارُ
تبخرتُ أقصى جودهِ وهو كارة ٌ=و لم يك للمولى عليّ خيارُ
و ليلٍ أضافَ الصبحَ تحت جناحه=و حصَّ فلم يرفعهُ عنه مطارُ
هجمتُ عليه فادحا ببصيرتي=دجاهُ وليلُ الزبرقانِ نهارُ
و مشترفٍ من العفافِ أطلعتهُ=و قد نم واشٍ واستقام نوارُ
فلمَ يتوصمني وسادٌ علوته=بعيبٍ ولم يشهدْ عليَّ إزارُ
و قافية ٍ أسهلتُ طريقها=لها في حلوقِ القائلين عثارُ
نضار من القول الذي لم يردْ به=لجينٌ ولم يوجد عليه نضارُ
إذا ما استبقن الحسنَ يبسطن عن فمي=شردنَ فلم يعلقْ لهن غبارُ
يعيرني قومٌ خلَّ معاطني=وفيهم رغاءٌ ما اشتهوا ونعارُ
و لاعيبَ أن أهزلتُ وحدي وأسمنوا=إذا أنا أنجدتُ العلاءَ وغاروا
و لستَ ترى الأجسامَ وهي ضئيلة ٌ=نواحلُ إلا والنفوسُ كبارُ
خفيتُ ونوري كامنٌ في قناعتي=و ما كلُّ ما غمَّ الهلالَ سرارُ
و كيف أذود النومَ أخشى خصاصة ً=و لي من كلاءاتِ الوزير جوارُ
و نعماه إن دهري أغار حماتهُ=على الحرّ من مسّ الهوانِ تغارُ
إذا ضمني مؤيد الملك مانعا=فما لدمِ الأيام عنديَ ثارُ
نكولي إذا أمسكتُ أطرافَ حبله=قويً وافتقاري في ذراه يسارُ
سقى اللهُ ماءَ النصر بنانها=غصونٌ لها درُّ البحار ثمارُ
و حيا على غم الكواكب غرة ً=أسرتها للمعتقين منارُ
ترى الرزق شفافا وراء ابتسامها=كما شفَّ عن لمع البروق قطارُ
و زاد انبساطا في الممالك راحة ٌ=يمينُ الحيا إن جاودته يسارُ
من القوم لو طار الفخارُ بمعشرٍ=إلى غاية ٍ فوق السماء لطاروا
بنى الملكِ والدنيا بماءِ شبابها= وأيامها زغبٌ تدبُّ صغارُ
خيامٌ على أطنابها رخجية ٌ=لها في سماوات الفخار ديارُ
و زيرية ٌ جدا فجدا يعدها=على المجدِ عرقٌ ضاربٌ ونجارُ
يراحُ عليها بالعشيَّ لبونها=إذا روحتْ على البيوتِ عشارُ
و شقَّ دجناتِ الخطوبِ برأيه=بصيرٌ به سرُّ الغيوب جهارُ
إذا ردَّ في أعطافه لحظاتهِ=تشعشعَ سربالٌ له وصدارُ
قريبُ الجنى حلوٌ لأيدي عفاتهِ=وأشوسُ بين العاقرين مرارُ
إذا ما بدا للعين راقت بشاشة ٌ=عليه وراعت هيبة ٌ ووقارُ
فيطمعُ فيه ثغرهُ حين يجتدى=ويؤيسُ منه الأنفُ حين يغارُ
له اللهُ من ملك حميت سريرهُ= وغايتهُ للطامعين وجارُ
و قد نام عنه الدافعون وكشفتْ=خباياه للأبصارِ وهي عوارُ
مددتَ بباعيه فلم يرَ معصمٌ=له بارزاً إلا وأنتَ سوارُ
و غربك الأعداءَ خلقٌ مسامحٌ=لهم وخلالٌ أن رضيتَ خيارُ
و ما علموا أنّ النصولَ شوارعٌ=على علقِ الأكبادِ وهي طرارُ
فإنَّ رقابَ الأسد جون عراكها=مصارعُ للآجالِ وهي قصارُ
و قد جربوا عزميك والجودُ ساكنٌ=على السلم والنقعُ الأغمُّ مثارُ
و كم لك من يومٍ يخيم شجاعهُ=و لا يصمُ المهزومَ منه فرارُ
تناكرَ عنه المدعون فلم يكن=سوى اسمك للأبطالِ فيه شعارُ
وقفتَ له والمرهفاتُ كأنها=دبى ً فوق بيضِ الدارعين مطارُ
و لو أنَّ حدَّ السيف خانك دونه=وَ في لك جدٌّ لم يعقه عثارُ
أسلْ مزنتيْ كفيك يغرقْ بها العدا=و سمْ باسمك الأعداءَ فاسمك نارُ
و لا تلقَ يومَ الروع إلا مصالتا=بجدك إن كلت ظباً وشفارُ
فإنّ لجرحِ السيف لا بدَّ ثائرا= له وجراحات الجدود جبارُ
قضى اللهُ في حسادِ ملكك أنهم=وقودٌ وأنّ الغيظَ منك شرارُ
فألسنهم غيظاً بواردُ رطبة ٌ= و أكبادهمُ خلفَ الضلوع حرارُ
تناهوا حذارا أن يعلى حديثهم= فما بين كلَّ اثنين فيك سرارُ
و لاموا نجومَ السعدِ جهلا وإنما=تدورُ لك الأفلاكُ حيث تدارُ
تواقفُ أقدامَ الأسودِ كأنما=جنابك عزا أن يرامَ مغارُ
و تخجلُ من دفع الحقوقِ كأنما=لثامك من فرط الحياء خمارُ
أجبْ دعوة يا سيد الوزراء لم=تجبها قريبا إذ دعتك مرارُ
تناديك عن شوق مواقدُ نارها= فؤادي وأنفاسي الحرارُ أوارُ
أداريه خوفَ الشامتين وظاهري=قياسٌ لما في باطني وعيارُ
إلى كم يقلُّ البعدُ ظهري وكم يرى=لجنبي على جمر الفراق قرارُ
كأني حيالَ البعدِ بيني وبينكم= يقدُّ أديمي أو حشايَ تعارُ
و ليتَ الومانَ المطربي باقترابكم=كما زال سكرٌ منه زال خمارُ
يكاد نزاعي نحوكم أن يطيرَ بي=و هل لقصيصٍ في السماءِ مطارُ
و أطمعَ قومٌ بعدكم في تهضمي=فشنوا على أحسابكم وأغاروا
و لم يعلموا مقدارَ عطفة ِ جودكم=عليَّ فلي نقصٌ بهم وضرارُ
إذا حبسوا الماءَ الذي سقتموهُ لي=فمن أين تسقى سرحتي وتمارُ
و قد علموا أن لا ارتجاعَ لنيلكم=و لا الثوبُ مما تلبسون معارُ
عسى اللهُ أن يقتادَ لي بإيابكم=فيدركَ من باغي انتقاصيَ ثارُ
بكلَّ عزيزٍ بذلها عند قومها=لها منصبٌ معْ حسنها ونجارُ
إذا خطرتْ بين الرواة ِ حسبتهم=يمانينَ فيما يحملون عطارُ
تنمُّ بما فيها كأنَّ طروسها=لطائمُ أهدتها إليك صحارُ
تضوعُ رنداً فارسياً لجنسها=و للعرب فيها حنوة ٌ وعرارُ
إذا جليتْ عطلي عليك فحليها=علاك وحسنُ الإستماع نثارُ
على المهرجان وسمة ٌ من جمالها=عروبة ُ منها فاصلٌ وشيارُ
لئن قصرَّ المقدارُ خطويَ عنكمُ=فلي غاية ٌ في بعثها وقصارُ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="solid,4,tomato" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
تمدُّ بالآذانِ والمناخرِ
تمدُّ بالآذانِ والمناخرِ=لحاجرٍ ومنْ لها بحاجرِ
تغرُّها منهُ أحاديثُ الصِّبا=ولا معاتٌ في السَّحابِ الباكرِ
وأعينٌ موكَّلاتٌ بالحمى=منْ مستقيمِ اللَّحظِ أوْ مخازرِ
تودُّ لو أنَّ ثراهُ عوضٌ=منْ دمعها يستافُ بالمحاجرِ
أرضٌ بها السَّابغُ منْ ربيعها=وشوقها المكنونُ في الضَّمائرِ
مشاربٌ تخرُّ تحتَ سوقها=وعشبٌ يضفو على المشافرِ
وحيثُ دبَّتْ وربتْ فصالها=وبركتْ تفحصُ بالكراكرِ
وأمنتْ ساربة ً سروحها=شلَّة َ كلِّ مطاردٍ مغاورِ
تمنعها سيوفُ بكرٍ أنْ ترى=بؤساً وتحميها رياحُ عامرِ
فهل لها وهلْ لمنْ تحملهُ=منْ عائفٍ بحاجرٍ أوْ زاجرِ
سارتْ يمينا والغرامُ شأمَّة ٌ=ياسرْ بها يابنَ رواحٍ ياسرِ
فإنَّها منْ حبِّها نجداً ترى=بكثبِ الغورِ شفارَ الجازرِ
وبالحمى أفئدة ٌ منْ شجوها=خالية ٌ سالمة ُ الضَّمائرِ
وأعينٌ تحسبها قريرة ً=نائمة ً عنْ أعينٍ سواهرِ
يرمينَ كلَّ ساهرٍ بمزعجٍ=وكلَّ مجبورِ الحشا بكاسرِ
كفَّلهنَّ السُّقمُ بقلوبنا=فكلُّ قلبٍ في ضمانِ ناظرِ
ياليتَ شعري والمنى تعلَّة ٌ=هلْ بمنى ً لعهدنا منْ ذاكرِ
أمْ هلْ على بعدِ النَّوى إلى التي=لها الهوى منْ راكبٍ مخاطرِ
لعلَّهُ يحملْ منْ سلامنا=نخبة َ زادِ الرجلِ المسافرِ
ألوكة ً خفَّتْ ومنْ ورائها=بلابلٌ تعقرُ بالأباعرِ
إذا رأيتَ الشَّمسَ في أترابها=فاحبسْ وقلْ عنِّي غير صاغرِ
اللهُ يا ذاتَ اللمى في أدمعٍ=قوائرٍ وأدمعٍ فواترِ
وفي عهودٍ كتبها مبلولة ٌ=وهي لديكَ في النَّسيِّ الدَّاثرِ
فإنَّ منْ دينكمْ في يعربٍ=أنْ تأنفوا منْ الذَّمامِ الفاجرِ
وفي الضُّيوفِ الغرباءِ عندكمْ= قلبٌ يضامُ مالهُ منْ ناصرِ
فقرِّبوا صحبتهُ واحتفظوا=فيهِ بحقِّ البائعِ المهاجرِ
إمّا قرى النَّادي الكريمِ أو فر=دُّوهُ على أربابهِ بالخاطرِ
أكلَّ كفٍّ ظفرتْ لئيمة ٌ=وكلُّ عقدٍ في بنانِ غادرُ
منْ لكَ بالنّاسِ ولا ناسُ همُ=إلاّ كلامُ المحرجِ المكاشرِ
نفسكَ صنْ ليسَ أخوكَ غيرها=فقاللِ النّاسَ ولا تكاثرْ
واعلمْ بأنَّ عزَّها قنوعها=برزقها الميسورِ في المعاسرِ
وإنْ وصلتَ أو سألتَ فأخاً=صحَّ على التّجريبِ والمخابرِ
أخاً ترى لوجههِ قبلَ الجدا=أسرَّة ً تلقاكَ بالبشائرِ
مثلَ ابنُ أيُّوبٍ وأينَ مثلهُ=مثِّلَ للأشباهِ والنَّظائرِ
منْ طينة ِ المجدِ الّتي فروعها=تنبيكَ عنْ طهارة ِ العناصرِ
الطَّيِّبينَ أنفساً باقية ً=وأرمساً في ظلمِ الحفائرِ
يدلُّكَ المجدُ على الأوائلِ ال=ماضينِ منهمْ بعلا الأواخرِ
داسوا ثرى المجدِ القديمِ ومشوا=خطراً على خدِّ الزَّمانِ الغابرِ
وأنطقوا بالخرسِ منْ أقلامهمْ= ألسنة َ الدَّسوتِ والمنابرِ
كلَّ كريمٍ لاسمهِ في مجدها=مالأسانيدِ الحديثِ السَّائرِ
ولابنهُ منْ بعدهِ ما يرثُ ال=شُّبولُ في الغابِ عنِ القساورِ
شهادة ٌ صدَّقها محمَّدٌ=صدقَ الربى عنِ الغمامِ الماطرِ
قامَ فأدَّى ثمَّ مرَّ زائدا=تجاوزَ الذِّراعِ شبرَ الشَّابرِ
قضى لهُ قاضي السَّماحَ والنَّدى=يومَ تحورُ حجَّة ُ المفاخرِ
قضيَّة ٌ شقَّتْ على الهضبة ِ منْ=رضوى وأزرتْ بالفراتِ الزَّاخرِ
رأى الكمالَ حلَّة ً فاحتلَّها=وربعها مقوٍ بغيرِ عامرِ
ونهضَ الفضلُ لهُ في مزلقٍ=مسَّنمٍ يكسرُ بالعوابرِ
جرى ففاتَ والعلا منْ خلفهِ=تقولُ قاصرْ منْ خطاكَ قاصرِ
حتّى أرانا العجزُ في قولهمُ=طالبُ شأوِ المجدِ غيرُ ظافرِ
للهِ أنتَ منْ جمالٍ ظاهرٍ=وخلقٍ صافي الغديرِ طاهرِ
وعدَّة ٍ ليومٍ لا يغني أخا ال=حاجة ِ إلاَّ أنفس الذّخائرِ
عهدٌ كملمومِ الصّفاة ِ متعبٌ=جانبها لنْ يبتغى لفاطرِ
وخلَّة ٌ لا يهتدي لنقضها=على الزَّمانِ ناقضُ المرائرِ
أحرزَمنْ كنتَ وراءَ ظهرهِ=حصنا لهُ منْ جولة ِ الدَّوائرِ
يحسدكَ النَّاسُ وأيُّ عاجزٍ=لمْ تدوهِ شقاوة ٌ بقادرِ
وإنَّني معْ بغضِ كلِّ حاسدٍ=أقضي لحسَّادكِ بالمعاذرِ
يفديكِ كلُّ ساكتٍ مدامجٍ=بغلَّة ٍ وبائحٍ مظاهرِ
وشامتٍ إنْ رفعتْ لعينهِ=صيفية ٌ منَ السَّحابِ العابرِ
جهامة ٌ يفتحُ فاهُ نحوها=يحسبها جهلاً منَ المواطرِ
يسرّهُ العاجلُ منْ أظلالها=وهي غداً مهتوكة ُ السَّتائرِ
وربَّما عادتْ بذي حواصبٍ=عليهِ واجتاحتْ وذي صراصرِ
كمنْ جنى البغيُ على أمثالهِ=منْ غامطٍ نعماءَ كمْ وكافرِ
وأنتمُ في معزلٍ منْ شرِّها=وجانبٍ منَ النَّجاءِ وافرِ
عوائدٌ للهِ فيكمْ ضمنتْ=لمَّ الشَّتيتِوجبورِ الكاسرِ
كمْ مثلها قدْ غلطََ الدَّهرُ بها=ثمتَ لاذّ منكمُ بغافرِ
دجتْ ولكنْ أقشعتْ عنء أنفسٍ=سواكنِ وأعينٍ قرائرِ
وكمْ تعيَّفتُ لكمْ سفورها=منْ قبلِ أنْ يبرزَ وجهُ السَّافرِ
فلمْ تكذَّبْ فيكمُ زاجرتي=قطُّ ولا خُيِّبَ يمنُ طائري
فانتظروها ويدي رهنٌ بها=فربما كانتْ كرجعِ النَّاظرِ
بكَ استجابَ الدَّهرُ لي ودعوتي=تجولُ منُ حولَ سمعٍ واقرِ
وأبصرَ الحظُّ الطَّريقَ فاهتدى=إليَّ وهو أبلهُ البصائرِ
حصَّنتَ وجهي وحقنتَ ماءهُ=فليسَ مذْ حقنتهُ بقاطرِ
ولمْ تدعْ لي منذُ أولدتَ المنى= مشقَّة ً إلى لقاحِ العاقرِ
كمْ أربٍ كنتُ إليهِ سببي=فتلتهُ بمحصدِ المرائرِ
وخلَّة ٍ أعضلني شفاؤها=شفيتني منْ دائها المخامرِ
ملكتني ملكَ الوفاءِ بيدٍ=تطلبُ بعضي فتحوزُ سائري
فصارَ يرضيني بما ترضاهُ لي=منذُ عرفتُ نافعي منْ ضائري
فلا تخفْ فيكَ اللَّيالي جانبي=بقاصدِ السَّهمِ ولا بغائرِ
ولا يزلْ عزُّكَ لي ذخيرة ً=لأوَّلٍ منْ عيشتي وآخرِ
مالاحَ صبح بضحى أضاءَ لي=وشوّقَ الواردُ ريُّ الصَّادرِ
وحسرَ النيروزَ منْ قناعهِ=طلعتهُ على الرَّبيعِ النَّاضرِ
وزاركمْ يرفلُ في وشائعٍ=منْ حللِ الرَّوضِ وفي حبائرِ
بكلِّ عذراءَ لها في خدرها=صرامة ً ما للهصورِ الخادرِ
حاطمة ٍ تنحى على معاشرٍ=وتحفة ٍ تهدى إلى معاشرِ
إقذاعها على عداكمْ ولكمْ=منها يدُ الرَّاضي ولفظُ الشَّاكرِ
تطربُ للحادي إذا غنَّى بها=فيكمْ وتستقصرُ ليلَ السَّامرِ
كأنَّهمْ لمْ يسمعوا منْ قبلكمْ=في ماجدٍ مقالة ً منْ شاعرِ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="solid,4,coral" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
تمناها بجهلِ الظنَّ سعدُ
تمناها بجهلِ الظنَّ سعدُ=و ما هي من مطايا الظنَّ بعدُ
و خالَ ظهورها قعدا ليانا=فرحلَ وهي مزلقة ٌ تكدُّ
و راوحها القعابَ ليعتشيها=فضرعٌ زلَّ أو خلفٌ يندُّ
براثنُ أوسقتهُ دما صبيبا=و في قومٍ لها أقظٌ وزبدُ
لعلك سعدُ غرك أن تراها=على الجراتِ تأكلُ أو تردُّ
و أنّ العام أخلفها فجاءتْ=حبائلَ في حبائلها تمدُّ
مفللة ً على الأعطانِ فوضى=هببتَ تظنُّ أنّ الفلَّ طردُ
و ما يدريكَ من يحمي حماها= و يحضرُ ذائدا عنها وببدو
و إنَّ وراءها لقنا تلظى=و أسيافاً وألسنة ً تحدُّ
و منتقصَ الطبائع إن أخيفت=لشدُّ الأسدِ أهونُ ما يشد
إذا صاح الإباءُ به تنرى=و يطيع الغيظَ أغلبُ مستبدُّ
و مشحوذا من الكلم المصفى= به الأعراضُ تفرى أو تقدُّ
إذا عصبَ اللهاة َ الريقُ فاضت=دوافقُ منه واديها ممدُّ
تحاشدُ يعربٌ ان قال نصرا=و تغضبُ بالطباع له معدُّ
فما لك لا أبالك تتقيها=و فيها السيفُ والخصمُ الألدُّ
طغى بك أنْ ونتْ عنك القوافي=و خلفَ فتورها دأبٌ ووخدُ
لئن دردتْ فلا يغررك منها=أراقمُ يزدردنَ وهنَّ دردُ
و إن نأت البلادُ برافديها=فقومٌ آخرون لها ورفدُ
و لم يقعدْ عن المعروف جندٌ=من الكرماء إلا قام جندُ
و كم من حاضرٍ دانٍ كفاني=رجالا لفهمْ سفرٌ وبعدُ
و لم أعدمْ نوالهمُ ولكن=وجوهٌ بعدها ألمٌ ووجدُ
سقى اللهُ ابنَ أيوبٍ سماءً=تروح سحابها ملأى وتغدو
و إلا ماءُ خديه حياءً=و إلا خلة ٌ منه وودُّ
و أيْ خلالهِ كرماً سقاه=كفىو سقى َ نميرٌ منه عدُّ
أخوك فلا تغيره الليالي=إذا لم يرعَ عند أخيك عهدُ
و مولاك الذي لا الغلُّ يسرى=به ظهراً ولا الأضغانُ تحدو
تضيفهُ وأنت طريدُ ليلٍ=رمى بك فيه إقتارٌ وجهدُ
و قد ألقت بكلكلها جمادى=لخيط سمائها حلٌّ وعقدُ
و هبتْ من رياح الشامِ صرٌّ=عسوفٌ لم ترضها قطّ نجدُ
و أبوابُ البيوت مقرناتٌ=فلا نارٌ ولا زادٌ معدُّ
تجدْ وجهاًيضىء لك الدياجي=كأنَّ جبينه في الليل زندُ
و كفا تهربُ الأزماتُ منها=ترقرقُ سبطة ً والعامُ جعدْ
و بتْ وقراك ميسرة ٌ وبشرٌ=و زادك نخبة ٌ وثراك مهدُ
تمامَ الليلِ واغدُ بصالحاتٍ=من الأخلاق إن تركتك تغدو
شمائلُ أصلها حسبٌ وخيرٌ=و زهرة ُ فعلها كرمٌ ومجدُ
تقبلها أباً قأباً مؤدًّ=كما أخذَ العلا إرثا يردُّ
تتمُّ به إذا حسبَ المساعي=عن الآباء عدة ُ ما يعدُّ
تفردَ بالمحاسن في زمانٍ=تنكرَ أن يقالَ البدرُ فردُ
و جاراه على غررٍ رجالٌ=لهم شدٌّ وليس لهم أشدُّ
فقصر كلُّ منتفخٍ هجينٍ=و مرَّأقبُّ يطوي الشوطَ نهدُ
ثقيلٌ والحلومٌ مشعشعاتٌ=نصيعُ العرض والأعراضُ ربدُ
ملكتُ به المنى وعلى الليالي= ديونٌ بعدُ لي فيه ووعدُ
و كان نوالُ أقوامٍ ضمانا=أسوفه وجودُ يديه نقدُ
أحدَّ بنصره نابيَّ حتى=فرستُ به الخطوبَ وهنَّ أسدُ
و عاد أشلَّ كفُّ الدهر عنيّ=بأنك لي به سيفٌ وزندُ
فلا يعدمك معتمرٌ غريبٌ=له بك أسوة صبرٌ وحشدُ
و لا يفقدك منى ّ مستضيءٌ=بهديك في الظلام وأنتَ ردُ
وردَّ عليك رائحة ً ثنائي=عزائبَ مثلها لك يستردُّ
خمائصَ أو يجدنَ اليك مرعى=خوامسَ أولهنَّ نداك وردُ
حواملَ من نتاج الجود ملء ال=جيوب فمالها شكرٌ وحمدُ
من الكلم الذي إن كان حدٌّ=لغاياتِ الفصاحة فهو حدُّ
سبقتُ به المقاولَ مستريحا=ففتهمُ وقد نصبوا وكدوا
تكرُّ عليك واحدة ً ومثنى=بهنّ وفودها ما قام أحدُ
ليوم المهرجان وكان عطلاً=وشاحٌ من فرائدها وعقدُ
سلبتُ الناس زينتها ضنينا=بها وبرودها لك تستحدُّ
عتقني من الحرص اقتناعي=بما تولى ومولى الحرنقصِ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="solid,4,crimson" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
تهوى وأنت محلأٌ مصدودُ
تهوى وأنت محلأٌ مصدودُ=ماءَ النقيب وإنه مورودُ
و يقرُ عينك والوصالُ مصوحٌ=غصنٌ يرفُّ على الحمى ويميدُ
و إذا رغبتَ إلى السحاب فحاجة ٌ=لك ما يصوب على الغضا ويجودُ
ما ذاك إلا أن عهدك لم يحلْ= أفما لحيًّ في النخيل عهودُ
و من الشقاوة حافظٌ متجنبٌ=يقضي عليه غادرٌ مودودُ
قسما ولم أقسمْ بسكانِ الحمى=عن ريبة ٍ لكنه تأكيدُ
لهمُ وإن منعوا مكانُ مطالبي= و همُ وإن كرهوا الذين أريدُ
أتنسمُ الأرواحَ وهي رواكدُ=منهم وتجدبُ أرضهم فأرودُ
و أكذبُ الواشي إليّ بغدرهم= وعلى الحديثِ دلائلٌ وشهودُ
فهم الصديقُ ولا مودة َ عندهم=و هم الأقاربُ والمزارُ بعيدُ
و بأيمنِ العلمين من أبياتهم=ظبيٌ يصادُ الظبيُ وهو يصيدُ
لاهٍ إذا جمع الرجالُ حلومهم=حل العزائمَ خصرهُ المعقودُ
يرمي القلوبَ وما دمٌ بمطوحٍ= ما لم ترقه مقلة ٌ أو جيدُ
وعدَ الوفاءَ وليس منه فغرني= ومن السراب إذا اغتررتَ وعودُ
أعنو له وأنا العزيزُ بنفسه=وألينُ عمدا والفؤادُ جليدُ
و إذا عزفتُ فتبتُ من دين الهوى=جذبَ الغرامُ بمقودي فأعودُ
و لقد أحنّ إلى زرودَ وطينتي=من غير ما فطرتْ عليه زرودُ
و يشوقني عجفُ الحجازِ وقد ضفا=ريفُ العراق وظله الممدودُ
و يطربُ الشادي فلا يهتزني=وينالُ منيّ السائقُ الغريدُ
ما ذاك إلاّ أنّ أقمارَ الحمى=أفلاكهنَّ إذا طلعنَ البيدُ
طفق العذولُ وما ارتفدتُ برأيه=فيهن يبدئُ ناصحا ويعيدُ
فأنا الذي صدعَ الهوى في أضلعي=ما لا يلمُّ العذلُ والتفنيدُ
يا صاحِ هل لك من خليلٍ مؤثرٍ=راضٍ بأن يشقى وأنت سعيدُ
متقلقلٍ حتى تقرَّ وربما=بقى رقادك ساهرٌ مجهودُ
يلقى َ القواذعَ أو يقيك لسانهُ ال=مشهورُ فيك وعزمهُ المشدودُ
كذبالة ِ المصباحِ أنت بضوئها=في الليلة الظلماء وهي وقودُ
من دون عرضك نثلة ٌ منضوضة=منه وإن لم يقضها داودُ
قلَّ الثقاتُ فإن علقتَ بواحدٍ=فاشدد يديك عليه فهو وحيدُ
لا يبعد اللهُ الألى حفظ العلا=بيتٌ لهم حولَ النجوم مشيدُ
و إذا اقشعرّ العامُ أغدقَ من ندى=أيديهم الوادي ورفَّ العودُ
و إذا سرى نقصُ القبائل أقبلتْ=تنمى المكارمُ فيهمُ وتزيدُ
لا يعدمُ الجودَ الغريبُ ومنهمُ=شخصٌ على وجه الثرى موجودُ
بيتٌ بنو عبدِ الرحيم طنوبهُ=وأبوهمُ ساقٌ له وعمودُ
تطغى رياحُ البرَّ فيه عواصفا= و لها بأثناء البيوت ركودُ
من حولهِ غررٌ لهم وضاحة ٌ= تبيضّ منهنّ الليالي السودُ
و إذا أناخ به الوفودُ رأيتهم=كرما قياما والوفودُ قعودُ
فإذا أردتَ طروقهُ لملمة ٍ=فأبو المعالي بابهُ المقصودُ
جاراهمُ فأراك غائبَ أمسهم=رؤيا الزيادة يومهُ المشهودُ
و مضى َ يريدُ النجمَ حتى جازه=شوطا فقال النجمُ أين تريدُ
شرفٌ كمالُ الملك في أطرافه=حامٍ عن الحسب الكريم يذودُ
فصحَ البوازلَ وهو قارحُ عامه=و أجابَ داعي الشيبِ وهو وليدُ
يقظانُ يقدح في الخطوب بعزمة ٍ=تسري به وبنو الطريق هجودُ
عشقَ العلا وسعى فأدرك وصلها=متروحا وحسودهُ مكدودُ
و وفى بأشراطِ الكفاية ِ داخلا=من بابها ورتاجها مسدودُ
عبقٌ بأرواح السيادة عطفه=فكأنه في حجرها مولودُ
لو طاول الغمرُ المغفلُ خلقه=شيئا تعلَّم منه كيفَ يسودُ
هشٌّ لصدر اليوم إما مالهُ=فيه وإما قربه المنقودُ
لا قبلَ نائله إذا سئل الندى=وعدٌ ولا قبل اللقاءِ وعيدُ
و إذا الخلالُ الصالحاتُ تكاملتْ=فهي الشجاعة ُ أو أخوها الجودُ
أفنى الثراءَ على الثناءِ وعلمهُ=أنّ الفناءَ مع الثناء خلودُ
و لربما بلي البخيلُ بموقفٍ=يخزيه فيه مالهُ المعبودُ
لك من خلائقه إذا مارسته=جنبانِ ذا سهلٌ وذاك شديدُ
فمع الحفيظة قسوة ٌ وفظاظة ٌ=حتى كأنّ فؤاده جلمودُ
و مع المودة هزة ٌ وتعطفٌ=فتقول غصنُ البانة الأملودُ
يا أسرة َ المجدِ التي لم تنتبهْ=عن مثلها الأيامُ وهي رقودُ
كفي الزمانُ العينَ في أعيانكم=إن الزمانَ عليكمُ محسودُ
لولاكمُ نسيَ الثناءُ ولم يكن=في الناس لا رفدٌ ولا مرفودُ
و لكان قلُّ الفضلِ أو ميسورهُ=يفنى َ فناءَ كثيره ويبيدُ
بكمُ رددتُ يدَ الزمان وباعهُ=متوسعٌ بمساءتي ممدودُ
و حملتُ مضعوفا ثقائلَ خطبه=و هي التي توهي القوى وتؤودُ
و خلطتموني بالنفوس فمن يقعْ=جنباً فإني منكمُ معدودُ
و إذا تلونَ معشرٌ بتلونِ ال=دُّنيا فعهدي فيكم المعهودُ
و عنيتَ أنت بخلتي فسددتها=و نظمتها بالجودِ وهي بديدُ
و إذا تقاعدَ صاحبٌ عن نصرتي=فالنصرُ حظى منكَ والتأييدُ
فلأجزيتك خيرَ ما جازى امرؤٌ=وجدَ المقال فقالَ وهو مجيدُ
مما يخالُ قوافيا ومعانيا=بالسمعِ وهو حبائرٌ وبرودُ
و يكون زادَ السفرِ في ليل الطوى=و يقادُ تتبعه المهاري القودُ
من كلَّ مخلوعٍ عذارُ محبها=فيها ومعذورٍ بها المعمودُ
و كأنها بين الشفاهِ قصائداً=فوق النحورِ قلائدٌ وعقودُ
عذراء تحسدها إذا أنصفتها=أوقاتها منك الكعابُ الرودُ
يحتثها شوقا لك النيروزُ أو=يأتي فيطلعها عليك العيدُ
لك من بشائرها الخلودُ ودولة ٌ=تمضي بها الأيامُ ثم تعودُ
ما أحسبُ الدنيا تطيب وأمرها=إلاَّ إلى تدبيركم مردودُ
فبقيتم والحاسدون علاكمُ=لا خيرَ فيما ليس فيه حسودُ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="solid,4,red" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
حبَّ إليها بالغضا نرتيعا
حبَّ إليها بالغضا نرتيعا=وبالنَّخيلِ مورداً ومشرعا
وبأثيلاتِ النَّقا طلائلاً=يفرشها كراكرا وأذرعا
تقامصُ البزلاءُ فيها بكرها=منْ المراحِ والصَّنيِّ الجذعا
منى ً لها لو جعلَ الدَّهرُ لها=أنْ تأمنَ الطَاردَ والمدعدعا
عزَّتْ فما زالَ بها جورُ النَّوى=والبيدُ حتى آذنتْ أنْ تخنعا
أمكنتْ منْ الخشاشِ آنفاً=ما طمعتْ منْ قبلُ فيها مطمعا
اللهُ يا سائقها فإنَّها=جرعة ُ حتفٍ أنْ تجوزَ الأجرعا
أسلْ بها الوادي رفيقاً انَّها=تسيلُ منها أنفساً وأدمعا
قدْ كانَ نام البينُ عنْ ظهورها=وضمَّ شتَّى شملها الموزَّعا
فعادَ منها مضرماً ألهوبهُ=لا بدَّ في طائرهِ أنْ يقعا
منْ بمنى ً وأينَ جيرانُ منى ً= كانتْ ثلاثاً لا تكونُ أربعا
راحوا فمنْ ضامنِ دينٍ ما وفى=وحالفٍ بالبيتِ ما تورَّعا
وفي الحدوجِ غاربونَ أقسموا= لا تركوا شمساً تضيءُ مطلعا
سعى بي الواشي إلى أميرهمْ= لا طافَ إلاَّ خائباً ولا سعى
لا وأبي ظبية َ لولا طيفها=ما استأذنتها مهجتي أنْ تهجعا
ولا رجوتُ بسؤالي عندها=جدوى سوى أنْ أشتكي فتسمعا
يا صاحبي سرُّ الهوى إذاعة ٌ= طرَّتْ خروقٌ سرَّثا أنْ ترقعا
إشرافة ً على قبا إشرافة ً=أو أجتهاداً دعوة ً أنْ تسمعا
يا طلقاءَ الغدرِ هلْ منْ عطفة ٍ=على أسيرٍ بالوفاءِ جمعا
سلبتموني كبداً صحيحة ً=أمسِ فردَّوها عليَّ قطعا
عدمتُ صبري فجزعتُ بعدكمْ= ثمَّ ذهلتُ فعدمتُ الجزعا
وأنتِ يا ذاتَ الهوى منْ بينهمْ= عهدكِ يومَ وجرة ٍ ما صنعا
لمَا ملكتِ بالخداعِ جسدي=نقلتِ قلبي وسكنتِ الأضلعا
وارتجعا إليَّ ليلة ً بحاجرٍ=أنْ تمَّ في الفائتِ أنْ يرتجعا
قالوا ألكنا فوعظنا صخرة ً=لا يجدُ الغامزُ فيها مصدعا
قلباً على العتبِ الرَّفيقِ مااعوى=لحاجة ٍ فيكَ وسمعاً ما وعى
قلتُ فما ظنُّكما قالوا نرى=أنْ ندعْ الدَّارَ لهمْ قلتُ دعا
فهو معَ اللَّوعة ِ قلبُ ماجدٍ=إذا أحسَّ بالهوانِ نزعا
قدْ باطنَ النَّاسَ وقدْ ظاهرهم=وضرَّهُ تغريرهُ ونفعا
وقلَّبَ الإخوانَ وافتلاهمُ=فلمْ يجدْ في خلِّة ٍ مستمتعا
بلى حمى اللهُ العميدَ ما حمى=عيناً بجفنٍ وسقاهُ ورعى
وصانَ منهُ للعلا منبتها الزَّ=اكي وشرعَ دينها المتَّعبا
والواحدَ الباقيَ في أبنائها=والثكلُّ قدْ أوجعها فيهمْ معا
ضمَّ فلولَ الفضلِ حتى أجتمعتْ=مفرَّقٌ منْ مالهِ ما اجتمعا
وانشرَ الجودَ الدَّفينَ مطلقُ ال=كفِّ إذا أعطى ابتداءً أتبعا
ودبَّرَ الأيَّامَ مرتاضاً بها=فلقَّبتهُ النَّاهضَ المضطلعا
وفى بما سنَّ الكرامُ في النَّدى= ثمَّ استقلَّ فعلهمْ فابتدعا
منْ طينة ٍ مصمتة ٍ طائيِّة ٍ=يطبعها المجدُ على ما طبعا
خلَّى الرِّجالُ حلبة َ الجودِ لها=والبأسِ قداماً وجاءوا تبعا
ومرَّ منها واحدٌ معْ اسمهِ=يفضحُ كلَّ منْ سخا أو شجعا
ولا ومنْ أولدهمْ محمَّداً=واختارهُ منْ غصنهمْ وأفرعا
ما خلتُ أنْ يبصرَ ضوءُ كوكبٍ=منْ هالة ِ البدرِ ابيهِ اوسعا
وأنَّنا نغفلُ ذكرَ حاتمٍ=في طيِّءٍ ونذكرُ المزرَّعا
حتى علتْ منْ بيتهِ سحابة ٌ=جفَّ لها ما قبلها وأقشعا
وامطرتْ منَ العميدِ مزنة ٌ=عمَّتْ فما فاتَ حياها موضعا
صابتْ حساماً ولساناً ويداً=بأيِّها شاءَ مضى فقطعا
مدَّ إلى أفقِ العلا فنالهُ=يداً تردُّ كلَّ كفٍّ إصبعا
والتقطَ السوددَ منْ اغراضها= فلمْ يدعْ لسهمِ رامٍ منزعا
تختصمُ الأقلامُ فيهِ والظُّبا=كلٌّ يقولُ بي بدا ولي سعى
ويدَّعيهِ الجودُ ما بينهما=لنفسهِ فيعطيانِ ما ادَّعى
أيقظكَ التَّوفيقُ لي وما أرى=في النَّاسِ إلاَّ الهاجعَ المضطجعا
وأجفلتْ عنِّي صروفُ زمني= مذ قمتَ دوني بطلاً مقنَّعا
وغرتْ للمجدِ التَّليدِ أنْ ارى=تقلُّلاً عندي أو تقنُّعا
ملأتُ وطبي فمتى أقرى القرى=لا أسقِ إلاَّ مفعماً أو مترعا
وكنتُ في ظلِّكَ أبدي جانباً=منْ جادة ِ البحرِ وأزكى مرتعا
فما أبالي حالبات المزنِ أنْ=تفطمني بعدكَ أو أنْ ترضعا
أغنيتني عنْ كلِّ خلقٍ أنفقُ ال=نِّفاقَ في ابتياعهِ والخدعا
وملكٍ مستعبدٍ بمالهِ=أحطُّ منْ عرضي لهُ ما رتفعا
غذا دعا مستصرخٌ برهطهِ=يدفعُ ضيمَ الدَّهرِ عنهُ مدفعا
ناديتُ في تاديَّ آلِ جعفرٍ=على نوى الدَّارِ فكنتُ مسمعا
وبتُّ أرعى منْ جنى إسعادكمْ=روضاً أريضاً وجناباً ممرعا
لبستُ عيشي أخضراً أسحبهُ=بينكمُ وكانَ رثَّاً أسفعا
ليالياً يحسبنَ أيَّاماً بكمْ=حسناً وأيَّاماً يخلنَ جمعا
فإنْ شكوتُ أنَّ حظِّي عاثرٌ=بعدكمُ فقلْ لحظِّي لا لعا[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="solid,4,red" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
حرم عليها نزهاتِ الوادي
حرم عليها نزهاتِ الوادي=و ولها جوانبَ البلادِ
و غنها إنْ طربتْ لصافرٍ=آذانها برهجِ الجلادِ
و اسبقْ بها إلأى العلا شوطَ الصبا=لعلها تعدُّ في الجيادِ
قد لفظتكَ هاجدا وقاعدا=مكاسرُ البيتِ وحجرُ النادي
كم التمادي تطلب العفوَ به=قد بلغَ الجهدَ بك التمادي
لا بد إن عفت تخاليطَ القذي=ان تخلطَ الأرجلُ بالهوادي
ما العزُّ بين الحجراتِ كامنا=و لا الغني في الطنبِ والعمادِ
تفسحي يا نفسُ أو تطوحي=إما الردى أو دركُ المرادِ
إن النفوس فاعلمي إن حملتْ= مسجونة ٌ في هذه الأجسادِ
خيرٌ من الزاد الوثيرِ والأذى= أن أنفضَ الأرضَ بغير زادِ
قد ملني حتى أخي وأنكرتْ=كلابُ بيتي في الدجى سوادي
كم أحملُ الناسَ على علاتهم= قد جلبَ الظهرُ وجبَّ الهادي
في كل دارٍ ناعقٌ يخبطُ في=جنبيّ وهو خاطبٌ ودادي
و حالمٌ لي فإذا استسعدتهُ=في يوم روعٍ مال بالرقاد
يعجبهُ قربي لغير حاجة ٍ=فإن عرتْ طارَ مع البعادِ
إذا عدمتُ عددي ضحكتُ من= تبجحي بكثرة ِ الأعدادِ
أنسا على ما خبلت وخلبتْ=بروقها بوحشة ِ انفرادي
ما أنا والحزمُ معي بآمنِ=شريحتى ْ صدري على فؤادي
قد شمتَ النقصانُ بالفضلِ وقد=تسلط العجزُ على السدادِ
فاجفُ الوصولَ واهجُ من مدحهُ=فربما تصلحُ بالفسادِ
و لا تخلْ ودَّ العميد منحة ً=سيقتْ بقصدٍ أو عن اعتمادِ
لكنها جوهرة ٌ يتيمة ٌ=تقذفها البحارُ في الآحادِ
جاءت بها والوالدات عقمٌ=مقبلة ٌ غريبة ُ الولادِ
خلَّ له الناسَ وبعهم غانيا=به على كثرتهم وفادِ
و حكم المجدَ التليد فيهم=و فيه واسأل ألسنَ الروادِ
بالأقربينَ الحاضرين منهمُ=ما غاب من ذاك البعيدُ النادي
و حبذا بين بيوتِ أسدٍ=بيتٌ إذا ضلَّ الضيوفُ هادي
أتلعُ طال كرما ما حوله=تشرفَ الربوِ على الوهادِ
موضحة ٌ على ثلاثٍ نارهُ=إن سرفوا النيرانَ في الرمادِ
بيتٌ وسيعُ الباب مبلولُ الثرى=ممهد المجلسِ رخصُ الزاد
إنْ قوضَ البيوتَ أصلٌ حائرٌ= طنبَ بالآباءِ والأجدادِ
ترفعُ عن محمدٍ سجوفهُ=جوانبَ الظلماء عن زنادِ
أبلج يورى في الدجى جبينه=على خبوّ الكوكب الوقادِ
ساد وما حلتْ عرى تميمه=بالأطيبين النفسِ والميلادِ
و جاد حتى صاحت المزنُ به=أكرمتَ يا مبخلَ الأجوادِ
من غلمة ٍ تحاشدوا على الندى=تحاشدَ الإبلِ على الأورادِ
و دبروا المجدَ فسدوا ما ولوا=سدَّ السيوف ثغرَ الأغمادِ
مشوا على الدارس من طرق العلا=و يقتفي الرائحُ إثرَ الغادي
يعتقبون درجا ذروتها=تعاقبَ العقودِ في الصعادِ
مثنى ووحداناً إلى أن أحدقوا= بهالة ِ البدرِ على ميعادِ
للكلمِ المعتاصِ من سلطانهم=عليه ما للجفل المنقادِ
فهم قلوبُ الخيل مثلُ ما همُ=إن خطبوا ألسنة ُ الأعوادِ
هل راكبٌ وضمنتْ حاجتهُ=غضبيَ القماصِ سمحة ُ القيادِ
مطلقة ُ الباعِ إذا تقيدتْ=من الكلالِ السوقُ بالأعضادِ
تدرُّ قبل البوّ أو تطربُ من=مراحها قبل غناء الحادي
لا يتهمُ الليلُ عليها فجرهُ=و لا يخافُ عدوة َ العوادي
لها من الجوّ العريضِ ما اشتهتْ=همك في السرعة ِ والإبعادِ
تصدقها واللحظاتُ كذبٌ=عينا قطاميًّ على مرصادِ
بلغ وفي عتابك الخيرُ إذن=تحية ً من كلفِ الفؤادِ
ينفثُ فيها شجوه كما اشتفى ال=مدنفُ بالشكوى إلى العوادِ
قلْ لعميدِ الحيّ بين بابلٍ=و الطفَّ جادت ربعك الغوادي
ما اعتضتُ أو نمتُ على البين فلا=بقلقي بتَّ ولا سهادي
أشرقني الشوقُ إليك ظامئا=بالعذب من أحبابيَ البرادِ
ما زارني طيفُ حبيبٍ هاجرٍ= إلا اعترضتُ فثنى وسادي
و لا نسمتُ البانَ تفليه الصبا= إلا تضوعتك من أبرادي
و البدرُ يحكيك فيشقى َ ناظري=حتى كأنّ بيضه دآدي
فهل على ماء اللقاء بلة ٌمالك =يروي بها هذا النزاعُ الصادي
أنت جوادٌ والنوى مبخلة ٌ=ما أعجبَ البخلَ من الجوادِ .
ملكتني بالودّ والرفدِ معا=و الرفدُ من جوالبِ الودادِ
و قاد عنقي لك خلقٌ سلسُ ال=حبل على صعوبة انقيادي
حملتُ منك اليدَ بعدَ أختها=بكاهلٍ لا يحمل الأيادي
و لم يكن قبلكَ من مآربي=لمسُ يدِ المجدي ولا من عادي
موافقا أعطيتَ فيها مسرفا=و البحرُ يعطيني على اقتصادِ
فما أذمُّ الحظَّ إلا قمتَ لي=بمنة ٍ تكسبه أحمادي
و لا أنادي الناسّ إلا خلتني=إياك من بينهمُ أنادي
و لم تكن كخلبيًّ برقهُ=لا للحيا اعتنَّ ولا الإرشادِ
يجلبُ مدحي بلسانٍ ذائبٍ=مع النفاق ويدٍ جمادِ
ما عرفتْ فيه الندى طيٌّ ولا=أغناه شيخُ البيتِ في إيادِ
يدخلُ في مجدِ الكرام زائدا=غبينة َ الأنسابِ في زيادِ
تلسطَ البخلُ على جنابهِ=تسلطَ الخلفِ على الميعادِ
لتعلمني شاكرا مجتهدا=إن هو كافا عفوك اجتهادي
بكل مغبوطٍ بها سامعها=كثيرة الأحبابِ والحسادِ
مصمت لها النديُّ واسع=نصيبها الضخمَ فمُ الإنشادِ
غريبة حتى كأنْ ما طبعتْ=من طيبِ هذا الكلمِ المعتادِ
ترفعها عنايتي عن كلفة ِ ال=لفظِ ومعنى الغارة المعادِ
تغشاك إما بالتهاني بالعلا=أو التهادي بكرة َ الأعيادِ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="solid,4,firebrick" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
حماها أنْ تشلَّ وأنْ تراعا
حماها أنْ تشلَّ وأنْ تراعا=رصيدُ الكيدِ ما حملَ استطاعا
هصورٌ تقبضُ الأقدارُ عنهُ=حبائلها إذا بسطَ الذِّراعا
ذكيُّ العينِ أغلبَ لمْ تزدهُ=ممارسة ُ العدا إلاَّ امتناعا
يبيتُ بنفسهِ جيشاً لهاما=ويكفيهِ توحُّدهُ الجماعا
إذا ذعرَ الطّريدة َ لمْ يجرها=هوتْ خفضا أو اطلعتْ يفاعا
يشمُّ الرِّزقُ عنْ مسرى ثلاثٍ= فيقطعها على سغبٍ تباعا
تكلِّفهُ الدَّماءُ ملبَّداتٌ=لهُ بالغابِ تنظرهُ جياعا
لهُ ثقة ٌ بأوبتهِ نجيحاً=يطاولها الهمامُ أو النزاعا
إذا نصلتْ مخالبها لغوباً=أعادَ خضابها العلقُ المتاعا
يغاديهاالغريضُ ويعتشيها=شبولاً أوْ تتمُّ لهُ سباعا
فكيفَ يخافُ سائمها عليها=وما يحفظْ أسامة ُ لنْ يضاعا
رعتْ وادي الأمانِ بهِ وراحتْ=رواءً منْ مشاربها شباعا
تضيقُ على كراكرها خطاها= إذا صاحَ الحداة ُ بها الوساعا
مضتْ بجنوبها عرضاً وطولاً=فما تسعُ الحبالُ ولا النَّساعا
كفاها عمدة لإ الملكِ الولايا=وأفرشها النَّمارقُ والنّطاعا
ومدَّ لها منَ الإحسانِ ظلاًّ=يفيءُ بهِ الحدائقَ والوقاعا
وقدْ تامَ الرُّعاة ُ وغادروها=على جرَّاتها نهباً مشاعا
تواكلها الحماة ُ وتصطفيها=ولاة ُ السُّوءِ بزلاً أو جذاعا
إذا حامتْ لوردِ العدلِ قامتْ=عصيُّ الجوعِ تطردها تباعا
فحرَّمَ سرحها وحنا عليها=وضمَّ سروحها بدداً شعاعا
فتى ً إنْ مدّتْ الجوزاءُ كفّا=لها خرقاءَ مدّ يداً صناعا
فقرَّتْ في معاطنها ودرَّتْ=وباركتِ المنائحَ والقراعا
وفي الكافي وقدْ عجزتْ رجالٌ=علتْ حظَّاً ولمْ تعلو اضطلاعا
ونالَ بحقِّهِ ما نالَ قومٌ=فشا غلطُ الزَّمانِ بهمْ وشاعا
أضيفوا في العلا نسباً دخيلاً=فعدّوُها الزَّعانفَ والكراعا
زوائدَ مثلما ألصقتَ ظلما=بثوبٍ لا خروقَ بهِ الرِّقاعا
وما قرعوا على النَّعماءِ باباً=ولا بسطوا إلى العلياءِ باعا
تعاطوها مكلفة ً كراهاً=وقمتَ بها مولَّدة ً طباعا
وملَّككَ السِّيادة ُ عرقُ مجدٍ=تليدٍ كانَ إرثاً لا ابتياعا
حضنتَ بحجرها وسقتكَ درَّاً=بخلفيها فوفّتكَ الرِّضاعا
وجئتَ ففتَ عزَّ الأصلِ حتّى=فرعتَ بنفسكَ الأفقَ ارتفاعا
نظمتَ الملكَ منخرطاً بديدا=وقمتَ بحفظهِ ملغى ً مضاعا
شعبتْ قناتهُ ولقدْ تشظَّتْ=معاقدها وصوماً وانصداعا
ورشتَ فطارَ وهوَ أحصُّ ترمي=محلِّقة ُ النُّسورِ بهِ الضِّباعا
على حينِ النزيُّ رأى المداوي=وحطَّ مخمِّرُ الشَّرِّ القناعا
وقامَ الدَّهرُ يجذبُ كلَّ عنقٍ=معظَّمة ٍ فيوطئها الرِّعاعا
وباتَ الخوفُ يقسمُ كلَّ عينٍ=فما يجدِ الكرى طرفاً خشاعا
وكلُّ يدٍ لها بطشٌ بأخرى=بغشمٍ لا ارتقابَ ولا ارتداعا
نهضتَ وبالظُّبا عنها نياطٌ=تهزُّ قناً وأقلاماً شراعا
ولمْ أرَ كالحسامِ غداً جبانا=دعا قلماً فأصرخهُ شجاعا
فداجية ٌ برأيكَ قدْ تجلَّتْ=وعاصٍ منْ حذاركَ قدْ أطاعا
إذا الوزراءُ ضمّهمُ رهانٌ=فتيَّاً أو~ْ ثنيَّاً أوْ رباعا
سبقتَ بخصلة ٍ لمْ يحرزوها=على ما قدَّموا القضبَ الوساعا
وكنتَ أعفَّهمْ نفساً وأجرا=همُ عزماً وأرحبهمْ ذراعا
عزفتَ فما ترى الدُّنيا جميعا=وزخرفَ ملكها إلاّ متاعا
وقدْ أعطتكَ مقودها ذهابا=على تصريفِ أمركَ واتِّباعا
وغيركَ قادراً لمْ يعصِ والي=هواهُ ولا استطاعَ لهُ دفاعا
مدحنا النّاسَ قبلكَ ذا نوالٍ=حوى خيراً ومحشيَّاً مراعا
وقلنا في الكرامِ بما رأينا=عياناً أوْ نقلناهُ سماعا
فلمَّا عبَّ بحرُ نداكَ كانوا=إلى يدكَ النَّقائرَ والبقاعا
وأنَّكَ بالّذي سمعوا لأولى=ولكنْ صافقٌ غبنُ البياعا
فيالشهادة ٍ بالجودِ زوراً=جرتْ ومدائحَ ذهبتْ ضياعا
ولو أنّا ملكنا الرِّيحَ رمنا=لذاهبٍ ما استعاروهُ ارتجاعا
وسقناهُ إليكَ فكانَ أنقى=وأضوعَ عبقة ً بكَ وارتداعا
هلْ أنتَ لقولة ِ طغتْ اضطرار=تقابلها فتوسعها استماعا
أدومُ على خصاصتهِ طويلا=مخافة َ أنْ يقالَ شكا اقتناعا
يسارقُ عيشة ً رعناءَ حيرى=فلا وهداً تحلُّ ولاتلاعا
يرقِّعها وتسبقهُ خروقاً=وهذا الفريُّ قدْ غلبَ الصِّناعا
وكنتَ تعيرهُ لحظاً فلحظا=فتحفظهُ ولولا أنتَ ضاعا
وتمسكهُ ببلغة ِ ما تراهُ ال=مكارمُ ممكناً لكَ مستطاعا
فينقصُ عمرهُ يوماً فيوماً=بفضلة ِ ذاكَ أوْ ساعاً فساعا
وقدْ نسخَ العطاءُ فصارَ منعاً=وعادَ الوصلُ صدَّاً وانقطاعا
وكادَ الكامنُ المستورُ يبدو=وأسرارُ التَّجمُّلِ أنْ تذاعا
وضاقتْ ساحة ُ الأوطانِ حتَّى=تطاولَ أينَ يرسلها اطِّلاعا
وما للحرِّ تلفظهُ بلادٌ=كعزمٍ ينهضُ الإبلَ الظِّلاعا
وأقسمُ لوْ أمنتُ عليكَ عقبى ال=سماحة ِ لمّا بم خفتُ الزَّماعا
وما ونداكَ ما هوَ أنْ أمرَّتْ=مريرة ُ جفوتي إلاَّ الوداعا
أفارقكمْ لغيرِ قلى ً فظنِّي=بنفسي بعدكمْ أنْ لا انتفاعا
وأتركُ بينكمْ غررُ القوافي=تناوحُ خلفَ ظهري أو تناعى
فمنْ لكمُ يقومُ بها مقامي=إذا اندفعتْ مواكبها اندفاعا
بقيتُ لها وماتَ النَّاسُ غيري=فغاروا للبقية ِ أنْ تضاعا
هبوني مهرة َ العربيِّ فيكمْ=تجاعُ لها العيالُ ولنْ تجاعا
أعيذُ علاكَ انْ أنسى قريباً=وأنْ تشرى الكفاة ُ وأنْ أباعا
لعلَّكَ تصطفي عرقاً كريماً=فتحمدهُ اغتراساً واصطناعا
ومدلية ٍ إلى نعماكَ عنِّي=بحقٍ في المكارمِ أنْ تراعى
تشافهكَ الثَّنا عنِّي وتمسي=حصاباً في عدوِّكَ أوْ قراعا
لها في بعدِ مسراهُ أجيجٌ=عصوفُ الرِّيحِ يخترقُ اليراعا
تكونُ تمائماً لكَ أوْ رقى ً في= لساعِ الدَّهرَِ إنْ لهُ لساعا
وأنَّ المهرجانَ لهُ شفيعٌ=خليقٌ أنْ يبرَّ وأنْ يطاعا
فلا عدمتكَ يا بدرُ الليالي=ولا خفتَ المحاقَ ولا الشِّعاعا
ولا خلجَ الزَّمانُ عليكَ بيتاً=بفرِّقُ ما تحبُّ لهُ اجتماعا
فإنَّ ظعائناً بالسَّفحِ قدَّتْ=أديمَ اللّيلِ ينصعنَ انصياعا
حملنَ بها مكرّمة ً رخيَّاً=حصينا عهدهُ ودماً مضاعا
طوالعُ أوْ غرائبُ في شرافٍ=ملاً فملاً يرونَ بها ملا عا
وفي الأحداجِ محجوباً هلالٌ=إذا راقَ العيونَ خفى فراعا
يحييهِ خفوقِ الظّلِّ حتّى=إذا ركبَ الهوى صدقَ المصاعا
أشاطَ دمي وخلَّفني ودمعي= سيلُ بهِ الملاعبَ والرِّباعا
سطا بقبيلهِ فلوى ديوني=قضاعة َ منْ لخصمكمُ قضاعا
أمنكَ سرى ابنة َ الأعرابِ طيفٌ=وقدْ كذباَ على الشَّعبِ انصداعا
سرى والصُّبحُ يذعرُ من توالي ال=نُّجومِ معذِّباً بقراً رتاعا
ألمتْ منْ شرافَ لنا فحيَّتْ=أظبية ُ أمْ أرى حلماً خداعا
فإمَّا أنتَ أوْ طيفٌ كذوبٌ=كلا الزُّورينِ كانَ لنا متاعا[/poem]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
__________________
[poem=font="Simplified Arabic,6,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,crimson" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
اينحن زهران لا ناوى ولا نرحم ولا نحن[/poem]
أخر مواضيعي
تأبط شراَ غير متواجد حالياً