[احمد الزهراني]

من حق القلم
النصر ... مرحلة جديدة
عبدالله الفرج
سجل أعضاء الشرف بنادي النصر نجاحاً كبيراً بالتفافتهم التاريخية حول ناديهم، وقدرتهم على التعامل مع الوضع الحرج الذي كان يمكن أنْ يمرَّ به النادي (الأصفر) في حال ظلَّت الأمور معلقة؛ خصوصاً وأنَّ الإدارة التي يقودها الأمير فيصل بن عبدالرحمن تنتهي فترتها الرسمية في شهر ذي القعدة المقبل؛ أي بعد عدة أشهر من انطلاق الموسم الرياضي الجديد، وكنت قد دعوت الشهر الماضي النصراويين لأهمية مناقشتهم لمستقبل ناديهم، وحسْم أمر مستقبله الإداري باكراً؛ حتى تتمكن الإدارة الجديدة من الإعداد للوسم الجديد؛ وفق رؤيتها هي، وبصراحة أظنُّ أنَّ النصراويين من أعضاء الشرف والإدارة المستقيلة سجَّلوا موقفاً تاريخياً شعاره مصلحة النصر؛ بزيارتهم للرئيس العام لرعاية الشباب، وإعلان رغبتهم في تكليف نائب رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي، بعد قبول استقالة الرئيس الذي بذل جهداً طيباً وفق الإمكانيات المتاحة، وجاء تنكُّره لذاته، وقرار الرحيل ليؤكد أنَّه يحب النصر، ويدعم خطط توجُّهات أعضاء الشرف.
أعتقد جازماً أنَّ التغيير الذي حصل كان وراءه الجماهير النصراوية، التي أبدت غضبها من الأوضاع، وبدأت في ترك المدرجات في الأسابيع الأخيرة من الموسم المنصرم؛ في سابقة لم تحدث منها منذ فترة طويلة، وهي التي اشتُهرت بنموذجيتها في الوقوف بكثافة مع فريقها وهو في أسوأ حالاته الفنية في السنوات الأخيرة؛ وجاء الغياب الأخير برأيي رسالة مباشرة تطالب بالتغيير، وهو التغيير الذي لا يُلغي جهود إدارة الأمير فيصل بن عبد الرحمن؛ فقد تطور أداء القطاعات السنية، وفي عهده تمَّ التشكيل الرسمي لهيئة أعضاء الشرف، والمكتب التنفيذي، والذي صادقت عليه الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ويبقى طموح الجماهير متجاوزاً ذلك إلى عودة نصرها لسابق أمجاده.
منذ سنوات لمْ يحظَ نصراوي بتأييد شرفي وجماهيري كما هو حاصلٌ للرئيس الجديد الأمير فيصل بن تركي، الذي أبدى رغبته الأكيدة في تولي رئاسة النصر في فترة هامة، وقدم نفسه بصورة رائعة؛ داعماً كبيراً، وشرفياً مميزاً قريباً من جميع الإدارات السابقة؛ منذ عهد الراحل الأمير عبدالرحمن بن سعود، وكان حضوره مع الإدارة المستقيلة مشهوداً؛ فتكفل بحفل تكريم النجم التاريخي ماجد عبدالله بعد انتظار عشرة أعوام بحضور ريال مدريد الإسباني بنجومه الكبار، وتكفل بنفقات التغييرات التي حدثت في يناير الماضي على صعيدي الجهاز الفني، واللاعبين (محليين وأجانب)، فضلاً عن حضوره المشرف مع الفئات السنية، وأمامه عمل كبير في معالجة أوضاع كرة القدم، والألعاب المختلفة.
جهود رئيس المكتب التنفيذي لأعضاء الشرف الأمير منصور بن سعود كانت ملموسة في إتمام التغيير الذي طرأ في الرئاسة بهدوء، والتي تكشف عن حرصه الكبير على مصلحة النصر؛ الذي هو أحد أهم رموزه، ولا شك أنَّ دعم الإدارة الجديدة بالحفاظ على استقرارها، وحمايتها من التشويش الذي ربما يعترضها في المستقبل هو أحد أهم ما تحتاجه في الوقت الراهن