هزات العيص تكشف تدني مستوى ثقافة المواطنين بالتعامل مع الطوارئ
المدينة المنورة: علي العمري
كشفت حوادث الهزات الأرضية التي سجلها المركز الوطني للزلازل والبراكين بمركز العيص في الشمال الغربي من ينبع البحر خلال الأيام الماضية عن تدني مستوى الوعي وافتقار السواد الأعظم من السكان لأبجديات السبل الوقائية والاحترازية التي يتعين العمل بها في حالات الكوارث الحرجة كالهزات الأرضية وما قد يتبع ذلك، وظهر ذلك من خلال ما واجهته فرق الدفاع المدني التي ما زالت ترابط في المكان منذ يومين خلال تطبيقها لخطط التوعية والتثقيف بما يتعين اتباعه في حال حدوث أي هزات أرضية عنيفة.
مشهدان متناقضان يلفتان النظر في البلدة
ففي الوقت الذي كانت فيه عناصر الدفاع المدني تتوزع على هيئة فرق في البلدة وضواحيها في مشهد يعد الأول من نوعه في تاريخ البلدة معلنين بذلك حالة الاستعداد القصوى بغية التدخل عند إعطاء إشارة البدء، كان في المقابل الآخر مجموعات من الشباب وصغار السن يتوزعون على هيئة جماعات في نواحي البلدة للعب كرة القدم، وعمالة تزاول أعمالها في البناء والدهان، ومجالس لكبار السن والأعيان قبالة المساكن تتبادل شرب القهوة والشاي كعرف دأب عليه أبناء البلدة من القدم. في ذلك ترجمة صريحة تقول في مضمونها إن تلك الاحتياطات والإجراءات الاحترازية التي صاحبت الموقف مبالغة لا مبرر لها، وإن لم يكن كذلك فإن الموقف الذي بدا مقلقا لجهات الاختصاص، ومفرزا بذلك جملة من الاحتياطات الاحترازية التي لابد من الأخذ بها هي في الأصل تعد ثقافة حديثة عهد بالمنطقة إذ إن حوادث الزلازل والبراكين والهزات الأرضية والفيضانات وغيرها من الكوارث حوادث لم يكن لها في تاريخ البلدة أي إشارة.
أجهزة الاستشعار عند البادية قديماً
يرى بعض من أعيان الهجر الطرفية النازحة بعيدا عن قلب المدينة صوب البراري وعلى مقربة من الجبال التي تعد مصدر قلق لفرق الرصد والإنقاذ ووفقا لرواية العم علي هرسان في تصرف وسلوك الحيوانات لغة لها مدلولات عميقة تتجاوز في دقتها وحساسيتها ثورة الأجهزة الحديثة.
فعلى سبيل المثال فإن استمرار تحليق الطيور وخاصة الحمام في غير الأوقات المعتادة وتنكرها لأبراجها وعششها دلالة لا تقبل الشك والتشكيك عند بني البادية على وجـود أنشطة بركانية في جوف الأرض وأن أمورا يفهمها أبناء البادية تعطي إشارات ومدلولات على أمور تدعو للقلق، وكلما كان سكـان الهجر في مناطق برية ساحقة تكثر فيها الحيوانات البرية كالأرانب فإن ذلك وبحسب العـم هرسان تأتي هنا كـقرن استشـعار لأبناء البوادي والهجر فإن قفـزها المتصل والمستمر في أكثـر من اتجـاه ودون هدف محدد وعلى غير العادة كلها إشارات ومـدلولات يفهـمها الرعيل الأول تعني وجود أنشطـة زلزاليـة في جوف الأرض لا يستشعـرها بنو الإنسان، كمـا أن الرعاة كذلك يرون في رفض المواشي وخاصة الأغنام الدخول إلى حظائرها والهرب على هيئة جماعات وفي اتجاهات متعددة دلالة على وجود أنشطة في جوف الأرض.