[احمد الزهراني]

مقال الكاتب طارق بن طالب

عذر البليد .. مسح السبورة!

طارق بن طالب
قد تكون نظرية المؤامرة هي السائدة في ثقافتنا بشكل عام والرياضية بشكل خاص، فعندما يخسر فريق ما، مباراة أو بطولة نجد التبريرات وأسباب الخسارة، فتارة نضع الحكم شماعة للخسارة ونتهمه بتعمد خسارة الفريق، وتارة الإرهاق وتارة أرضية الملعب وتارة الحالة الجوية، وقد يتمادى البعض بأن يتهم لجان اتحاد القدم في السعي لإسقاط الفريق، بل قد يذهب البعض إلى اتهام الفرق المنافسة بإبعاد مدرب الفريق "الفلتة" حتى تتوقف مسيرتنا، ونتباكى على إصابات لاعبينا ونتناسى أن لعبة كرة القدم لعبة رجولية يتعرض فيها جميع اللاعبين في أرض الملعب للإصابة، وآخر الشماعات التي نلقي عليها أسباب فشلنا هو ذلك المسكين " الحظ "والذي مل هو الآخر كما مللنا من ترديد تلك الأسطوانات المشروخة والتي ملؤوا بها الصفحات الرياضية ضجيجا وصخبا، لماذا لا نعترف بأخطائنا؟، لماذا نتناسى أن هناك فرقا أخرى تعمل للفوز وتمر بالظروف نفسها التي نمر بها؟ لماذا لا نكون أكثر صدقا مع أنفسنا؟ لماذا لا نتمتع بالروح الرياضية؟ ونعي أن الكره فوز وخسارة ولكل مجتهد نصيب، نحتاج إلى التغيير في طريقة التفكير، نحتاج إلى الكثير والكثير وأولها احترام الذات قبل احترام الغير!.
سعدنا كثيرا بتأهل أنديتنا المشاركة في دوري المحترفين الآسيوي الأول إلى دور الـ16، ونتمنى أن تكتمل الفرحة بتحقيقها جميعا المركز الأول لكي تضمن اللعب على أرضها وتتلافى ملاقاة بعضها بعضا في هذا الدور الحاسم.
لقد تفوقت هذه الفرق على الفرق الإيرانية والإماراتية والقطرية المتواضعة نسبيا ولم تواجه فرقا قوية سوى الجزيرة الإماراتي وأم صلال والغرافة القطريين وفريق بختاكور الأوزبكي، وفيما عدا ذلك كانت الفرق الأخرى متواضعة إلى الحد الذي يستطيع أي فريق سعودي من الدرجة الأولى الفوز عليها، لقد انتهت مرحله مهمة وستبدأ الفرق المهمة الأصعب في مواجهة الفرق اليابانية والكورية والأسترالية، وكلي ثقة بأن الفرق السعودية سيصبح جل تركيزها خصوصا بعد أن شارفت بطولات الموسم على الانتهاء على استعادة اللقب الآسيوي الغائب عن الأندية السعودية منذ عام 2005.
استطاع نادي النصر لملمة أوراقه بسرعة بعد خروجه خالي الوفاض من بطولات الموسم، واجتمع رجاله وحسموا موضوع الرئاسة رسميا الذي ذهب للأمير فيصل بن تركي أمل النصر ورجل المرحلة القادمة، والذي أجمع ويجمع عليه كل النصراويين لما يتمتع به من دماثة في الأخلاق ورحابه في الصدر، وخير دليل على ذلك تصريحاته بعد تنصيبه بأنه رئيس لكل النصراويين وأنه سيعمل على إعادة الجميع للعمل معه ومساندته في مهمته القادمة.
لقد ترجل فارس من فرسان النصر وهو الأمير فيصل بن عبد الرحمن، ومعه رفيق دربه الأمير الوليد بن بدر اللذان عملا معا بجد واجتهاد وأسسا قاعدة العمل الاحترافي في نادي النصر ليأتي الأمير فيصل بن تركي لإكمال المسيرة، وهو جدير بذلك ولديه الفرصة والقدرة والكفاءة لإعادة النصر إلى منصات التتويج وجعل النصر فريقا منافسا على كل البطولات خصوصا أنه لن يبدأ من نقطة الصفر، ولديه الوقت الكافي لاستقطاب نجوم محلية وأجنبية تدعم الفريق بالتشاور مع المدير الفني للفريق المدرب الأرجنتيني الداهية باوزا.
خاتمة
ملأى السنابل تنحني بتواضع .. والفارغات رؤوسهن شوامخ.