عرض مشاركة واحدة
قديم 24-11-2006, 10:31 PM   #13
تأبط شراَ
 
الصورة الرمزية تأبط شراَ
 







 
تأبط شراَ is on a distinguished road
افتراضي

[poem=font="Simplified Arabic,6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
منْ حاكمٌ وخصوميَ الأقدارُ
منْ حاكمٌ وخصوميَ الأقدارُ=كثرُ العدوُّ وقلت الأنصارُ
أشجى من الدنيا بحبَّ مقلبٍ=و جهين عرفُ وفائه إنكارُ
سومَ الدعيَّ إذا تضرع رده=للؤم عرقُ الهجنة ِ النعارُ
و إذا وفى لمنايَ يومٌ حاضرٌ= فأجارَ أسلمني غدٌ غدارُ
أفصخرة ٌ يا دهرُ القلبُ أم=هو للهموم الساريات قرارُ
في كلَّ يومٍ للنوائبِ شلة ٌ=من جانبيَّ وللهمومِ غوارُ
و مصائبٌ متحكماتٌ ليس لي= معهنَّ في بيع النفوس خيارُ
تنحى فأحملها ثقالا مكرها=و كأنني بتجلدي مختارُ
جرحٌ على جرحٍ ولكن جائفٌ= ضلَّ الفتائلُ فيه والمسبارُ
فجرتْ عمائقهُ العروقَ وغادرتْ=قصبَ العظامِ وهنَّ مخٌّ زارُ
فاغمزْ قناتي يا زمانُ فإنه=ذاك المماكسُ طائحٌ خوارُ
كشفتْ لنبلكَ غامضاتُ مقاتلي=و ترفعتْ عن صفحتي الأستارُ
و أكلتُ لا خلفٌ يردُّ سلامتي= ذلاً ولا يحمي حمايَ جوارُ
ذهب الذي كانت تجاملني له الد=نيا وتسقط دونيَ الأخطارُ
و يردُّ فارسة َ الخطوبِ نواصلاُ=منى َّ مخالبهنَّ والأظفارُ
من يشتريني بالنفائس مغلياً=بعدَ الحسينِ ومنْ عليَّ يغارُ
و يظلني واليومُ أغبرُ مشمسٌ=أتجللُ النكباتِ وهي أوارُ
أم من يضمُّ بدائدَ الآمال لي=و يفلُّ عني باسمه الإقتارُ
و إذا اقشعرتْ أرضيَ استرختهُ=فإذا لجينٌ تربها ونضارُ
المخذمُ البتارُ أسقطَ من يدي=و الغيثُ أقلعَ عنيَ المدرارُ
و الصاحب انتزعتْ قوادمُ أسرتي=منهُ وهيضَ جناحها الطيارُ
فاليوم لا أبتِ الصغارَ ولا اعتزتْ=إلا عبيداً فارسُ الأحرارُ
و تطأطأتْ ذلاً فطالت ما اشتهتْ=شرفا عليها يعربٌ ونزارُ
كنا وإن كرمتْ نفاخرها به=فالآنَ ما بعدَ الحسين فخارُ
لا خفتُ بعدُ ولا رجوتُ وقد ثوى=في الترب منه النافعُ الضرارُ
سائلْ بهذا الذودِ يرغو بكرهُ=في الحيّ أين المقرمُ الهدارُ
و متى أخلَّ أبو الشبول بغيلهِ=فتناهقتْ من حوله الأعيارُ
يا مدرجا فردا تسدى فوقه=بالقاع أردية ُ الثرى وتنارُ
ملقى ً وراءَ نسية ٍ ومضلة ٍ=تخفى ضريحك والقبورُ تزارُ
أذللتَ قلبي للأسى وتركتني=أتبردُ الزفراتِ وهي حرارُ
و حطمتَ آمالي فهنّ ضعائفٌ=و قصرتَ من هممي فهنّ صغارُ
أنا من شفار القاتليك متى التقتْ=من مقلتيَّ مع الكرى الأشفارُ
أو قلتُ معتاضا بجارٍ مثله=جارٌ ولا بالدار بعدك دارُ
و متى صحبتُ العيشَ بعدك باردا=و الناسُ صاروا بي إلى ما صاروا
نبذوا عهودك آنفا وتقسموا=رمماً بحبل الخلف وهو مغارُ
ظنوا بفقدك أن يلموا شعثها=يا ربَّ نقضٍ جره الإمرارُ
و رجوا بهلكك أن يخلد ملكهم=فإذا سلامتهم بذاك بوارُ
فعلامَ لم تشكمْ وقد فغرتْ لهم= فلجاءُ ينكرنا بها الفرارُ
و تفجرتْ بالشرّ بعدك والأذى=جنباتها وتداعت الأقطارُ
حذروا السجالَ يخابطون قليبها=و الحبلُ واهٍ والجبا منهارُ
ودوا لو أنك حاضرٌ فكفيتها=لما تولى أمرها الأغمارُ
و رعى الندامة َ حيث لم يشبع بها=غاوٍ رماك وآخرون أشاروا
وليَّ يفرُّ ولم يعفها سبة ً=تسري وليس من الحمامِ فرارُ
سرعانَ ما استعروا بجمرة ِ بغيهم=و لربَّ باغٍ غره الأنصارُ
طرحوا الفراتَ إلى الفراتِ فمادرى=ملقوك أيهما له التيارُ
و تعاظموا أن يقبروك ومن رأى=ليثا يخطُّ له الثرى محفارُ
و أبي العلا ما كنتُ أعلم قبلها=أنّ البحورَ قبورهنَّ بحارُ
ذلاًّ لبيض الهند بعدك شدّ ما=غدرتْ ولا سلمَ القنا الخطارُ
ما كان أنكلهنَّ عنك لو أنه=عند السلاح حفيظة ٌ وذمارُ
قتلوك محصورا غريبا لا ترى=مولى يعزُّ ولا بجنبك جارُ
من خلفِ ضيقة ِ السماء بهيمة ٍ=ينزو بقلبك بابها الصرارُ
حفروا الزبى لك فارتديت وإنما=سلطانُ ليث الغابة الإصحارُ
هلا وفيك إلى وثوبٍ نهضة ٌ= و لديك منتفدٌ وعندك زارُ
و خطاك واسعة ُ المدى تحت الظبا=لا الخيطُ يحبسها ولا المسمارُ
أعززْ عليَّ بأن تصابَ غنيمة ً=في القدَّ يجمعُ ساعديك إسارُ
في حيث لا يروى على عاداته=بيديك نصلٌ حائمٌ وغرارُ
و بمصرعٍ لك لم تثابر دونه= فوق الأكفَّ صوارمٌ وشفارُ
و الخيل صاعة على أشطانها=قرحى تقامصُ خلفها الأمهارُ
بشياتها لم يختضبْ بدمٍ لها=عرفٌ ولم يبللْ عليك عذارُ
أو أن يكون الجوُّ بعدك ساكنا=و اليومُ أبيضُ ما عليه غبارُ
و وراء ثأرك غلمة ٌ لسيوفهم= في الروع من مهج العدا ما اختاروا
يتهافتون على المنون كأنهم=حرصاً فراٌش والمنية ُ نارُ
حلماءُ في الجليَّ فإن هم أغضبوا=طاشوا فحنت فيهم الأوتارُ
لو صحتَ تسمعهم وصوتك في الثرى=فحصوا عليك وفي السماء لطاروا
خذلوك مضطرين فيك وجمجموا=من بعد ما فصحت بك الأخبارُ
و تناذروا أن يندبوك قضية=فالحزنُ بينهمُ عليك سرارُ
إن يمسكوا فيضَ الدموع فربما=فاضت عيونٌ في الصدور غزارُ
أو يجلسوا نظرا ليوم تشاورٍ= فالريثُ أحزمُ ما أرابَ بدارُ
و لربما نام الطلوبُ بثأره=لغدٍ ولكن لا ينام الثارُ
و قد اشتفى بعد البسوس مهلهل=زمنا وما نسى َ الدمَ المرارُ
و على الطفوف دمٌ أطيلَ مطالهُ=حتى تقاضى دينه المختارُ
لا بدّ من يومٍ مريضٍ جوه=للخيلِ فيه بالرؤس عثارُ
متوردِ الطرفين يكفرُ شمسهُ=دجنٌ له علقُ الكماة ِ قطارُ
تصلاه باسمك آخذين بحقهم=عصبٌ لهم عبدُ الرحيم شعارُ
فهناك يعلم قاتلوك بأنه=ما عقّ من أبناؤه أبرارُ
و يرى عدوك والبقاءُ لغيره=أنّ البقاءَ وإن أطيلَ معارُ
و إن اشتفى وحلا بفيه غدرهُ= أنَّ اعتقابَ حلاويته مرارُ
و لقد يشاك المجتني بمكان ما=عجلتْ يداه ويلدغُ المشتارُ
و ليَّ شنعاء تذهبُ نفسهُ=فيها ويبقى لومها والعارُ
درستْ بك السنن الحميدة ُ واغتدى=نقدُ المكارم وهو منك ضمارُ
هل سائلٌ بك بعدها أو قائلٌ=هيهات لا خيرٌ ولا استخبارُ
حتى كأنك لم تقدْ ملمومة ً=يوميَ إليك أمامها ويشارُ
خرساءَ إلا ما تكلم صارمٌ=في قونسٍ أو طنَّ عنه فقارُ
تهفو عليك عقابها ويضمها=منشورة ً لفنائك التكرارُ
و كأنَّ رأيك لم يلحْ قبساً إذا=عميتْ عشايا الرأي والأسحارُ
و إذا خلاط الأمرِ سدَّ طريقه= فلديك واضحة ٌ له وقرارُ
و كأنّ بابك لم يكن لعفاته=حرما يجير ولا حمى يمتارُ
يأوى إليه المسنتون ويلتقي=بفنائه السفارُ والحضارُ
و تبيت تلغطُ من وصائلِ ناقة ٍ=عشراءَ عندك برمة ٌ أعشارُ
تصفى كرائمها الضيوفَ وتكتفي=فيما يليك بما انتقى الجزارُ
و كأنّ كفك لم تبنْ في ظهرها=قبلُ الملوكِ وتشهدُ الآثارُ
و يخفُّ بين بنانها إن حملتْ=ضبطُ الحسامِ ويثقلُ الدينارُ
بالكره منك وبالمساءة روحت=لسوى العقور على البيوت عشارُ
و تراجعتْ وخدودها ملطومة ٌ=بزلٌ لقصدك وجهتْ وبكارُ
و غفلتَ لم تسأل ولستَ بغافلٍ=أنيَّ تنكب بابك الزوارُ
و تسلبتْ من فارسٍ أو راكبٍ= تلك السروجُ إليك والأكوارُ
و متى أرمَّ المادحون وأكسدتْ=من بعد ما نفقتْ بك الأشعارُ
أو أن أقولَ فلا تصيخ لقولتي=لو كنتَ متروكا وما تختارُ
و ترى الزمانَ يضيمني فيفوتني=من راحتيك حمية ٌ وغيارُ
قد كنتَ حصنا من ورايَ وكان لي=بك من أمامي جنة ٌ وصدارُ
أيامَ شيبي تحت ظلك نضرة ٌ= و صباً وليلي في ذراك نهارُ
و عليَّ من نعمى يديك طلاوة ٌ=أمشى وتتبعني لها الأبصارُ
قد كنتُ أحسبُ أن بأسك هضبة ٌ=لا يستطيع رقيها المقدارُ
و أقولُ أن لسقف بيتك في العلا=عمداً حبالُ الموت عنه قصارُ
و إخالُ جودك نثلة ً دون الردى=حصداءَ تمنع فرجها الأزرارُ
فإذا الشجاعة ُ والسماحة ُ متجرٌ=تزكو به الأعمالُ والأعمارُ
غدرا من الأيام تفتقُ شمسها=و الأرضِ تورقُ فوقها الأشجارُ
و مذلة في السحبِ وهي صواحب=ليديك تنزل بعدك الأمطارُ
كم قد تعللتِ المنى بك تارة ً=أمنٌ وطورا خيفة ٌ وحذارُ
و تخالفتْ فيك الرواة ُ فسرني=و تلونت بحديثك الأخبارُ
و لقد ظننتُ بها وراءَ لثامها= خيراً فكشفَ قبحها الإسفارُ
إن تفتقل عيني مثالك في العلا=فبنوك من عين العلا آثارُ
سدوا مكانك والشموسُ إذا هوتْ=ملأت مطارحَ نورها الأقمارُ
طبْ في الثرى نفساً فكلٌّ منهمُ=ثمَّ اقتراحك فيه والإيثارُ
هم أنفسا تدوى عداك وألسنا=من جمرتيك سلائطٌ وشرارُ
كانوا السراة َ وقد عدمتَ وبعضهم=لأبيه إن طرقَ الحمامُ عوارُ
متلاحقين إلى العلاء كأنهم=مجرونَ يجمعُ بينهم مضمارُ
الوفدُ وفدك طائفٌ بيوتهم=و الحاملُ العبقاتِ والسمارُ
تتلى عليهم فيك كلُّ فضيلة ٍ=للميتِ فيها النشرُ والتذكارُ
أيدٍ طبعنَ على السماح وأوجهٌ=في عتقها من دوحتيك نجارُ
هم ما همُ ويزينُ مجدَ أبيهمُ= خالٌ لزندِ المجدِ منه سوارُ
ما غبتَ عنهم وهو شاهدُ أمرهم=لك منه فيهم كافلٌ وطوارُ
فليبقَ وليبقوا له ما طبق ال=آفاق طيبُ ثائك السيارُ
و إذا العزاءُ أتى فذلَّ لهم به=فيك العزيزُ وأسهلَ المعسارُ
و لقد أسليهم وفي عظتي لهم= جزعٌ ورجع كلاميَ استعبارُ
ساهمتهم عبءَ المصابِ وكلنا=تحت التجمل حاملٌ صبارُ
لا تبعدنّ بلى فقد فات البلى=بك أن يظنَّ تقاربٌ ومزارُ
و سقاك إن عطش القليبُ وماؤه=متبجسٌ وقرارهُ خرارُ
متهدلُ الأطرافِ يمسحُ بالثرى=مما تراكمَ ذيلهُ الجرارُ
صخبُ الرعودِ تهيجُ في جنباتهِ=للعاصفاتِ جراجرٌ وخوارُ
فجرى يجللُ بالحيا حيطانهُ=حتى الجداولُ تحتها أنهارُ
يسقى بأعذب ما سقى حيث التقتْ=فلقُ الصفيحِ عليكَ والأحجارُ
حتى يظنَّ ثراك نشوانا به=دارت عليه من السحابِ عقارُ
و يضوعَ منك بطيبِ ما في ضمنه=فكأنّ ضارجَ تربه عطارُ
و نزلتَ حيث تحطُّ أملاكُ العلا=شوقا إليك وترفعُ الأوزارُ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,orangered" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
نديمي وما الناسُ إلا السكارى
نديمي وما الناسُ إلا السكارى=أدرها ودعني غداً والخمارا
من العجزِ تركُ الفتى عاجلاً= يسرُّ لأمرٍ يخافُ انتظارا
و عطلْ كؤوسك إلا الكبيرَ=تجدْ للصغيرِ أناسا صغارا
و قربْ فتى َ مائة ٍ أو يزي=دُ قد أكملَ الشيبَ إلا الوقارا
تسرُّ المسرة َ أحشاؤه=و يبرزُ للعين طينا وقارا
لصون سواه رأيتُ الغلا=مَ ينفضُ عن كتفيهْ الغبارا
و ذي مبزلٍ كزنادِ المكبَّ=يقدحُ بالبزلِ منه شرارا
فسلَّ من النار في وجهه=لسانا فأمسك فاهُ حذارا
و خادعهُ عن خلوقية ٍ=تذوبُ في كأسها الجلنارا
جنتْ فقرَ شرابها المسلمين=و أغنت بغمى اليهودَ التجارا
عقرنا البدورَ لهم في المهو=رِ حتى جلوها علينا عقارا
يطوف بها عاطلُ المعصمينِ= يلبسهُ الجامُ منها سوارا
شفيقٌ على الحبَّ من غيره=إذا قلت ما أحسن البدر غارا
و لا مقبلهِ ما فرقتُ=أريقنه الخمرُ أم ما أدارا
هنئيا للهوى َ إني خلع=تُ حلمي له وتركتُ الوقارا
و صرتُ فتى غبقاتِ الملوكِ=عشياً أخا النشواتِ ابتكارا
وداديَ والدهرُ ما دامَ دامَ=و شعريَ والنجمُ ما سارَ سارا
و فيحاءَ من دورهم زرتها=و أخلقْ بها جنة ً أن تزارا
تلجلجَ في وصفها المحدثون=و حدثَ رضوانُ عنها فخارا
تعربَ قاسمها عادلا=فخطَّ وتحسبه العينُ جارا
صحونا طوالا كما تقتضي=شجاعتنا وحصونا قصارا
و شقَّ لبستانها عن ثرى ً=إذا طلعَ النبتُ فيه أنارا
و قد بثَّ في ظلَّ شجرائهِ=عيونَ الأذى رقبة ً واستنارا
تخفرَ منها بمسلوبة ٍ=سوى ورقٍ ألحفتهُ إزارا
من الهيفِ حين يجورُ النسيمُ=على غصنها لا تطيقُ انتصارا
نحولٌ عرضتُ له بالسمانِ=و صغرى تجنبتُ منها كبارا
و منشورة ٍ سترتْ نفسها=فخاطت قميصا ولاثت خمارا
و عزتْ فصانت سوى ساقها= و ما إن أباحته إلا اضطرارا
نشمر عنه جلابيبها=لعادته أن يخوضَ الغمارا
فكادت تواريه ضناً به=و من حسنها أنه لا يوارى
تشككني وهي طوع الريا=حِ تتبعها يمنة ً أو يسارا
أتدنو لتسعفني بالعنا=ق في مثلها أم تصدُّ ازورارا
و تجلو عليك بناتِ الفسيلِ=إذا كست السعفاتُ الثمارا
غدائرُ غيدٍ يضفرنها=و تأبى عليهنّ إلا انتشارا
جلبنا له الماء من شاهقٍ=جزانا بحسبِ الصعود انحدارا
و ما سال حتى أسلنا اللجينَ= و لا عزَّ حتى أهنا النضارا
إذا ما تحلق مستعليا=تعلقَ بالطبع يبغي الفرارا
فثورَ خمسا إذا ما نطقنَ=بأخبارهِ خلتَ نقعا مثارا
إذا جادهنَّ ندى ً جدنهُ=و إن فرَّ طرنَ إليه نفارا
هوينَ الأمانة َ حتى اجتهد=نَ ليقضينهُ ماءه المستعارا
تروسُ عليهنّ في وسطهنَّ=كبرى تعولُ بناتا صغارا
يرزنَ يخيلنَ للناظرين=صوامعَ من حولها أو منارا
إذا سددتْ لطعانٍ قناً=حذفنَ إليها نصولا طرارا
حوتهنّ معجزة ُ الآتينِين=تجودُ الحيا وتمدُّ البحارا
فمن بين خركاءَ مضروبة ٍ=على تلعة ٍ حملتها اغترارا
تولى مجاريها فوقها=من الماء سمحٌ كريمٌ نجارا
إذا ما اديرَ لها مرة ً=لتعجبَ جادت فدارتْ مرارا
لها آية ٌ لم تكن قبلها=و لكن ظهرنا عليها اقتدارا
ترى ظلها جامداً مائعا=و تحملُ ضدين ماءً ونارا
و مثلِ العروسِ عروسٌ تديمُ= يداها على منكبيها النثارا
إذا ما جلوها أبتْ حشمة ً=بكرسيها أن تطيق القرارا
طلبنا لها الكفءَ من قومها=فعزَّ وكان سوى الكفء عارا
فعدنا نزرّ عليها السجوفَ=فترضى بها عفة ً واختفارا
و كالظبي يظلمَ باسم الجمال=فيطغى إباءً ويغضى اغتفارا
و يزبدُ فوه لغاما إذا=تفرق عن شفتيه استطار
يسير روياً إذا ما اغتدت=كبودُ المطايا عطاشا حرارا
و لولا الذي فعلَ الطنبلنبُ=لقد أنجدَ المدحُ فيهو غارا
و لكنه خافرٌ للذما=مِِ جاورتهُ فأساءَ الجوارا
بغاني فلم أنجُ مع نهضتي=و رحبِ خطائيَ منهُ فرارا
رماني فأصمي بسهمٍ له=يدور مع المتقي كيفَ دارا
إذا هو فوقه للثيا=بِ ألقى جروحا تضلُّ السبارا
فأردى ردائي وجاءت الي=ك دراعتي تبتغي منكَ ثارا
قتيلي لديكَ فلا تذهبنَّ=عليكَ دماءُ ثيابي جبارا
و بيتٍ إذا الدهرُ ضامَ الشتاءَ= تعوذَ منه به فاستجارا
صحبتُ الخريفَ به في المصيفِ=و ذكرني الليلُ فيه النهارا
و أهدى الهواءَ له ناشرٌ=جناحينْ لو حملاه لطارا
تنصتَ للريح مستفهما=بأذنينْ لا يحملان السرارا
إذا عبرتْ مطلقاتُ الريا=ح يسلكنه ظلنَ فيه أساري
فتلفظُ منها السمومُ الشرارَ=و يلقى إلينا النسيمُ الحبارا
غرائبُ روضتَ يا ابن الكرام=برأيك منها الشموسَ النوارا
و باهلتَ بالأرض فيها السما=ءَ فاعترفت خجلا وانحصارا
و قبحتَ في جنب تحسينها=بأعين أربابهن الديارا
فلو صاحبُ السدَّ لاحت له=تبين فيما بناه العوارا
و قيستْ لكسري بإيوانه=قلاهُ ولم يعطَ عنها اصطبارا
أرتك بدائعها همة ٌ=تهينُ عليك العظيمَ احتقارا
و فضلٌ يجليكَ يومَ الرها=نِ منْ لا يبدُّ ومنْ لا يجاري
فأقسمُ بالله لو أنصفو=ك قسما وردوا إليَّ الخيارا
لما كنتُ أرضى لك الخافقي=ن ملكا ولا جنة َ الخلد دارا[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,green" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
نفَّرها عنْ وردها بحاجرِ
نفَّرها عنْ وردها بحاجرِ=شوقٌ يعوقُ الماءَ في الحناجرِ
وردّها على الطَّوى سواغبا=ذلُّ الغريبِ وحنينُ الزَّاجرِ
فطفقتْ تقنعها جرَّاتها=منْ شبعِ دارٍ وريٍّ حاضرِ
يكسعها التُّرابُ في أعطافها=تساندِ الأعضادُ بالكراكرِ
ذاك على سكونِ منْ أقلقها=وأنَّها وافية ٌ لغادرِ
مغرورة ُ الأعينِ منْ أحبابها=بخالبِ الإيماضِ غيرِ ماطرِ
تقابلُ المذمومَ منْ عهودهمْ=بكلِّ قلبٍ ولسانٍ شاكرِ
وهي بأرماحِ الملالِ والقلى=مطرودة ٌ منخوسة ُ الدَّوابرِ
تشكو إليهمْ غدرهمْ كما اشتكتْ=عقيرة ٌ إلى شفارِ العاقرِ
قدْ وقروا عنها وكانتْ مدَّة ً=تسمعُ منهمْ كلَّ سمعٍ وافرِ
وكلَّما ليموا على جفائها=تواكلوا فيها إلى المعاذرِ
فليتَ شعرَ جدبها إذْ صوّحوا=أينَ الخصيبُ الكثُّ في المشافرِ
وهبهمُ عنِ السِّيولِ عجزوا=فأينَ بالقاطرِ بعدَ القاطرِ
كانتْ لها واسعة ً ركابهمْ=وكيلهمْ في الحظِّ كيلُ الخاسرِ
ففيمَ ضاقوا فتناسوا حقَّها=والدَّهرُ يعطيهمْ بسهمٍ وافرِ
كانتْ وهمْ في طيِّ أغمادهمُ=لمْ تتبرَّزهمْ يمينُ شاهرِ
وافرة ً أقسامها فما لها=لمْ تقتضبْ منْ هذهِ المناشرِ
هلْ ذخرتهمْ دونَ من فوقِ الثَّرى=إلاَّ ليومِ النَّفعِ بالذَّخائرِ
لو شاوروا مجدٌ ابنَ أيُّوبَ لما=فاتتهمْ حزامة ُ المشاورِ
إذنْ لقدْ تعلَّموا ولُقِّنوا=رعيَ الحقوقِ منهُ والأواصرُ
للهِ راعٍ منهمُ مستيقظٌ=لمْ يتظلَّمْ طولَ ليلِ السَّاهرِ
يرى الصَّباحَ كلُّ منْ توقظهُ ال=عليا وما لليلهِ منْ آخرُ
جرى إلى غايتهِ فنالها=مخاطراً والسَّبقُ للمخاطرِ
ما برحتْ تبعثهُ همَّتهُ=في طلبِ الجسائمِ الكبائرُ
حتّى أنافَ آخذاً بحقهِ=منَ العلا أخذَ العزيزِ القادرِ
ردَّ عميدُ الرؤساءِ دارسَ ال=مجدِ وأحيا كلَّ فضلٍ داثرِ
حلَّقَ حتَّى اشتطَّ في سمائهِ=بحاكمٍ في نفسهِ وآمرِ
وبعدُ في الغيبِ لهُ بقيَّة ٌ=ناطقة ُ الأنباءِ والبشائرِ
ولمْ يقصِّرْ قومهُ عنْ سودَدٍ=يخبِّرُ عنْ أوَّلهمْ بالآخرِ
ولا استزلُّوا عنْ مقامِ شرفٍ=توارثوهُ كابراً عنْ كابرِ
لكنّهُ زادَ بنفسٍ فضلتْ=فضلَ يدِ الذّارعِ شبرَ الشّابرِ
والشَّمسُ معْ أنَّ النُّجومَ قومها=تنسخهنَّ بالضِّياءِ الباهرِ
وخيرُ منْ كاثركَ الفخرُ بهِ=شهادة َ الأنفسِ للعناصرِ
هوَّنَ في الجودِ عليهِ فقرهُ=أنَّ المعالي إخوة ُ المفاقرِ
فالمالُ منهُ بينَ مفنٍ واهبٍ=والنَّاسُ بينَ مقتنٍ وذاخرِ
ولنْ ترى الكفُّ القليلُ وفرها= في النَّاسِ إلاَّ لابنِ عرضٍ وافرِ
منْ راكبٌ تحملهُ وحاجة ٌ=أمُّ الطَّريقِ منْ بناتِ داعرِ
ضامرة ٌ تركَّبتْ نسبتها=شطرينَ منْ ضامرة ٍ وضامرِ
يقطعُ عنِّي مطرح العينينِ لا=أسومهُ مشقَّة َ المسافرِ
منْ أسهلتْ أو أحزنتْ رحلتهُ= فحظُّهُ حظُّ المجيرِ العابرِ
بلِّغْ على قربِ المدى وعجبٌ= قولي بلِّغْ حاضراً عنْ حاضرِ
نادِ بها الأوحدَ يا أكرمَ منْ=تثنى عليهِ عقدُ الخناصرِ
لم تسدِ النَّاسَ بحظٍّ غالطٍ=متَّفقٍ ولا بحكمٍ جائرِ
ولا وزرتَ الخلفاءَ عرضا=بلْ عنْ يقينٍمنْ عليمٍ خابرِ
ما هزَّكَ القائمُ حتَّى اختبرتْ=بالجسِّ حدَّيكَ يمينُ القادرِ
خليفتانِ اصطفياكَ بعدَ ما=تنخَّلا سريرة َ الضَّمائرِ
وجرَّبا قبلكَ كلَّ ناكلٍ=فعرفا فضلَ الجرازِ الباترِ
لمْ تكُ كالقبائلِ في حبالهِ=والدِّينُ منهُ مسحلُ المرائرِ
يأكلُ مالَ اللهِ غيرَ حرجِ الصّ=درِ بما جرَّ منَ الجرائرِ
فانعمْ بما أعطيتَ منْ رأيِّهما=وكاثرِ المجدَ بهِ وفاخرِ
واكتسِ ما ألحفتَ في ظلَّيهما=منْ ردنٍ زاكٍ وذيلٍ طاهرِ
فحسبُ أعدائكَ كبتاً وكفى=كبَّاً على الجباهِ والمناخرِ
إنَّ الَّذي ماتَ ففاتَ منهما=بقَّاكَ ذخراً بعدهُ للغابرِ
فابقَ على ما رغموا مملَّكا=أزمَّة َ الدّسوتِ والمنابرِ
ما دامتِ المروة ُ أختاً للصفا= والبيتُ بينَ ماسحٍ ودائرِ
واجلس لأيَّامِ التَّهاني مالئا=صدورها بالمجدِ والمآثرِ
تطلعُ منها كلَّ يومٍ شارقٍ=بمهرجانَ وبعيدٍ زائرِ
لكَ الزكيُّ البرُّ منْ أيَّامها=وللأعادي كلُّ يومٍ فاجرِ
واسمعْ أناديكَ بكلِّ غادة ٍ=غربيَّة ٍ لمْ تجرِ في الخواطرِ
مؤيسة ِ الغرامِ في باطنها=مطعمة ٍ في نفسها بالظَّاهرِ
وهيَ على كثرة ِ منْ يحبها=وحسنها قليلة ُ الضَّرائرِ
تستولدُ الودادَ والأموالَ منْ=كلِّ عقيمٍ في الولادِ عاقرِ
فلستَ تدري فكرة ٌ منْ شاعرٍ= جاءتْ بها أو نفثة ٌ منْ ساحرِ
ملَّككَ الودُّ عزيزَ رقِّها=وهي منَ الكرائمِ الحرائرِ
تفضلُ في وصفكَ ما تفضلهُ=في الرَّوضِ أسآرُ الغمامِ الباكرِ
لاتشتكيكَ والملالُ حظُّها=منكَ وأنْ ريعتْ بهجرِ الهاجرِ
في سالفِ الوصفِ وفي مستأنفِ ال=جفاءِ بينَ شاكرٍ وعاذرِ
واعرفْ لها اعترافها إذْ أنصقتْ=واعرفْ لها في الجورِ فضلَ الصَّابرِ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,limegreen" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
هبَّتْ ومنها الخلابُ والخدعُ
هبَّتْ ومنها الخلابُ والخدعُ=تأخذُ منِّي باللَّومِ أو تدعُ
لأهبة ِ السَّيرِ لا تطيرُ مع الذ=كرِ بها لوعة ٌ ولا تقعُ
لمْ يختلبْ جنسها الوداعُ ولا أه=تزَّتْ لها خلفَ ظاعنٍ ضلعُ
قبلك أعيتْ عواذلي أذني=ايُّ صفاتٍ بالعذلِ تنصدعُ
في سلفِ الرَّائحينَ جائرة ٌ=تسمعُ أحكامها فتتَّبعُ
لها سوادا قلبي وطرفي فما=يغربُ فيها دمعي ولا الجزعُ
حوراءُ ودَّ الظَّبي المكانَ الذي=تنظرُ منهُ والظَّبيُ مرتبعُ
صحَّحَ رقيِ حبُّ الوفاءِ لها=ومهجتي في لحاظها قطعُ
بانتْ بحلو المنى وعيشي وآ=تي العيشَ ماضٍ ولو كانِ يرتجعُ
وعلَّمتْ طيفها الصُّدودَ وقدْ=كنتُ بأفكِ الأحلامِ أقتنعُ
وليلة َ النَّعفِ والسُّرى آمرٌ=بالنَّومِ والشَّوقُ زاجرٌ يزعُ
أكرهتُ عيني على الكرى رقبُ ال=طَّيفَ ونومي أولاهُ ممتنعُ
فما وفتْ شيمة ٌ ملوَّنة ٌ=تستنُّ في غدرها وتبتدعُ
حتى تمنيتُ لو سهرتُ مع الرَّ=كبِ وودَّ السَّارونَ لو هجعوا
شيَّبني قبلَ انْ كبرتُ لهُ=حبٌّ لظمياءَ ناشئٌ يفعُ
يأخذُ ما تأخذُ السُّنونَ منْ ال=جسمِ ولا يتركُ الذي تدعُ
آهِ لشمطاءَ لا هي الشِّعرُ=برأسي ولا هي الصَّدعُ
تؤذنني بالمدى وتخرقُ منْ=عمري ولا تسدُّهُ الرّقعُ
صحبتُ منها يبسَ الرَّفيقَ ويا= ليتَ افترقنا منْ فبلِ نجتمعُ
كصاحبِ البلدة ِ القواءِ أخو=هُ الذئب فيها وجارهُ السَّبعُ
قالوا ارتدعْ إنَّهُ البياضُ وقدْ=كنتُ بحكمِ السَّوادِ أرتدعُ
لمْ ينقلْ الشَّيبُ لي طباعاً ولا= دنَّسني قبلَ صقلهِ طبعُ
نفسي أحجى منْ أنْ تحلِّمَ بال= وعظِ وقلبي بالمجدِ مضطلعُ
وإنْ هوى بي أو حطَّني حمقُ ال=حظِّ فهمِّي يسمو ويرتفعُ
صدقتُ دهري عنِّي ليعرفني=لو كنتُ فيهِ بالصِّدقِ أنتفعُ
وقلتْ ملْ بي عنْ طرقِ مسألة ِ النَّ=ناسِ وقدنى فإنّني تبعُ
جرَّبتُ قوماً وفاؤهمْ بارقُ ال= خلَّبِ لا يمطرونَ إنْ لمعوا
في العسرِ واليسرِ يمنعونَ فإنْ=أعطوا تنميتُ أنَّهمْ منعوا
طمعتُ فيهمْ حتى يئستُ ما ال=يائسُ سوى ما أفادكَ الطمعُ
فاقعدْ إذا السَّعيُ جرَّ مهضمة ً= وجعْ إذا ما أهانكَ الشَّبعُ
وصاحبٍ كاليدِ الشَّليلة ِ لا=يدفعُ شيءٌ بها فيندفعُ
مشى جواداً معي فحينَ علا=تجمّعتْ لي بودِّهِ ضبعُ
حملتُ نفسي عنهُ عزوفاً وقدْ=يحمي فيمشي بثقلهِ الظَّلعُ
وقلتُ بابُ الإلهِ إنْ ضقتَ مف=توحٌ وهذا الفضاءُ متَّسعُ
وفي وفاءِ الحلوِ الوفاءُ ابن أيَّ=وبَ مرادٌ كافٍ ومنتجعُ
مولى يدي والحسامُ يسلمها=وناصري يومَ تخذلُ الشِّيعُ
علقتُ منهُ شررَ القوى مرسَ ال=فتلِ وحبلُ الآمالِ منقطعُ
أبلجَ يعدي الدُّجى سناهُ فتب=يضُّ إذا خاضها وتنتصعُ
راضِ العلا قارحَ العزيمة ِ واس=تظهرَ حتى كأنَّهُ جذعُ
مسدِّد النَّطقِ مستريبٌ بما=قالَ منَ الحقِّ آمنٌ فزعُ
يطلعهُ نجدَ كلِّ مشكلة ٍ=رأيٌ وراءَ الغيوبِ مطَّلعُ
عنَّ على قدرة ِ وجادَ وجوُّ ال=جدي جعدُ الأرواحِ منقشعُ
وشدَّ منهُ ملكَ الإمامينِ جل=دَ المتنِ لا عاجزٌ ولا ضرعُ
ينصح ُللهِ والخلافة ِ لا=يرفعُ في شهوة ٍ ولا يضعُ
وزارة ٌ مذ اتيتها عاشتْ السُّ= نَّة ُ فيها وماتتْ البدعُ
تشهدُ لي أنّها اليقينَ قضا=يا اللهِ والمسلمونَ والجمعُ
وزرتهمْ وارثاً اباكَ فما ار=تابوا بما أصَّلوا وما افترعوا
واغترسوا عرقكَ الكريمَ فما=أطيبَ ما أستثمروا الذي زرعوا
كانَ اصطناعاً على تمنُّعهِ=منهمْ بمنْ قدَّموا وما اصطنعوا
كنتَ لساناً يقضي إذا نطقوا=قضاءَ أرماحهمْ إذا شرعوا
وسنَّة ً تدفعُ المخالفَ عنْ=دعوتهمْ مذ همْ بكَ ادَّرعوا
فضلٌ طريفٌ منهُ ومتَّلدٌ=تنقلهُ حاكياً وتخترعُ
وحَّدكَ النَّاسُ في الدُّعاءِ ولو= ثنُّوا لضلُّوا إفكا ولو جمعوا
وأطنبَ المادحونَ فيكَ بما=صاغوا منَ السَّائراتِ أو رصعوا
ولمْ يقولوا إلاَّ بما علموا=ولا رووا فيكًَ غيرَ ما سمعوا
فليبقَ للنَّاسِ منكَ منْ أطبقَ النَّ=اسُ عليهِ في الفضلِ واجتمعوا
ولتجتنبْ ربعكَ الخطوبُ وفي=قومٍ مصيفٌ لها ومرتبعُ
وليغشَ منكَ النيروزُ أكرمَ منْ=حطَ إليهِ الوفودُ أو رفعوا
يومٌ جوادٌ حكاكَ حتى على ال=تُّربِ حلى منْ جداهُ أو خلعُ
يعطيكَ بشرى الخلودِ ما طفقتْ=تحتجبُ الشَّمسُ ثمَّ تطَّلعُ
وليفدْ كفَّيكَ مغلقُ اليدِ مخ=فورُ النَّواحي بالبخلِ ممتنعُ
ما عندهُ في المهمِّ يطرقهُ=جدٌّ ولا بالنَّدى لهُ ولعُ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,deeppink" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
هلْ بعدَ مفترقِ الأظعانِ مجتمعُ
هلْ بعدَ مفترقِ الأظعانِ مجتمعُ=أمْ هلْ زمانٌ بهمْ قدْ فاتَ يرتجعُ
تحمَّلوا تسعُ البيداءُ ركبهمُ=ويحملُ القلبُ فيهمْ فوقَ ما يسعُ
مغرِّبينَ همُ والشَّمسَ قدْ ألفوا= ألاَّ تغيبَ مغيباً حيثما طلعوا
شاكينَ للبينِ أجفاناً وأفئدة ً=مفجَّعينَ بهِ أمثالَ ما فجعوا
تخطو بهِ فاتراتٍ في أزمَّتها=أعناقها تحتَ إكراهِ النَّوى خضعُ
تشتاقُ نعمانُ لا ترضى بروضتهِ=داراً ولو طابَ مصطافٌ ومرتبعُ
فداءُ وافينَ تمشي الوافياتُ بهمْ=دمعٌ دمٌ وحشاً في إثرهمْ قطعُ
الليلُ بعدهمُ كالفجرِ متّصلٌ=ما شاءَ والنَّومُ مثلِ الوصلِ منقطعُ
ليتَ الّذينَ أصاخو يومَ صاحَ بهمْ=داعي النَّوى ثوِّروا صمُّوا كما سمعوا
أوليتَ ما أخذَ التَّوديعُ منْ جسدي=قضى عليَّ فللتعذيبِ ما يدعُ
وعاذلٍ لجَّ أعصيهِ ويأمرني=فيهمْ وأهربُ منهمْ وهوَ يتَّبعُ
يقولُ نفسكَ فاحفظها فإنَّ لها=حقاً وإنْ علاقاتِ الهوى خدعُ
روحْ حشاكَ ببردِ اليأسِ تسلُ بهِ=ما قيلَ في الحبِّ إلاَّ أنَّهُ طمعُ
والدَّهرُ لونانِ والدُّنيا مقلَّبة ٌ=الآنَ يعلمُ قلبٌ كيفَ يرتدعُ
هذي قضايا رسولُ اللهِ مهملة ٌ=غدراٌ وشملُ رسولِ اللهِ منصدعُ
والنَّاسُ للعهدِ ما لاقوا وما قربوا=وللخيانة ِ ما غابوا وما شسعوا
وآلهُ وهمُ آلُ الإلهِ وهم=رعاة ُ ذا الدِّينِ ضيموا بعدهُ ورعوا
ميثاقهُ فيهمْ ملقى ً وأمَّتهِ=معْ منْ بغاهمْ وعادهمْ لهُ شيعُ
تضاعُ بيعتهُ يومَ الغديرِ لهمْ=بعدَ الرِّضا وتحاطُ الرُّومُ والبيعُ
مقسَّمينَ بأيمانٍ همُ جذبوا=ببوعها وبأسيافٍ همُ طبعوا
ما بينَ ناشرِ حبلٍ أمسِ أبرمه= تعدُّ مسنونة ً منْ بعدهِ البدعُ
وبينَ مقتنصٍ بالمكرِ يخدعهُ=عنْ آجلٍ عاجلٌ حلوٌ فينخدعُ
وقائلٌ لي عليٌّ كانَ وارثهُ=بالنَّصِ منهُن فهلْ أعطوهُ أمْ منعوا
فقلتُ كانتْ هناتٌ لستُ أذكرها=يجزي بها للهُ أقواماً بما صنعوا
أبلغْ رجالاً إذا سمَّيتهمْ عرفوا= لهمْ وجوهٌ منَ الشَّحناءِ تمتقعُ
توافقوا وقناة ُ الدِّينِ مائلة ٌ=فحينَ قامتْ تلاحوا فيهِ واقترعوا
أطاعَ أوَّلهمْ في الغدرِ ثانيهمْ=وجاءَ ثالثهمْ يقفو ويتَّبعُ
قفوا على نظرٍ في الحقِّ نفرضهُ=والعقلُ يفصلُ والمحجوجُ ينقطعُ
بأيِّ حكمٍ بنوهُ يتبعونكمْ=وفخركمْ أنَّكمْ صحبٌ لهُ تبعُ
وكيفَ ضاقتْ على الأهلينِ تربتهُ=وللأجانبِ منْ جنبيهِ مضطجعُ
وفيمَ صيَّرتمْ الإجماعَ حجّتكمْ=والنَّاسُ ما اتفقوا طوعاً ولا اجتمعوا
أمرُ عليٍّ بعيدٌ منْ مشورتهِ=مستكرة ٌ فيهِ والعباسُ يمتنعُ
وتدّعيهِ قريشٌ بالقرابة ِ وال=أنصارُ لا رفعٌ فيهِ ولا وضعُ
فأيُّ خلفٍ كخلفٍ كانَ بينكمُ=لولا تلفَّقُ أخبارٌ وتصطنعُ
واسألهمْ يومَ خمٍّ بعد ما عقدوا= لهُ الولاية َ لمْ خانوا ولِمْ خلعوا
قولٌ صحيحٌ ونيّاتٌ بها نغلٌ=لا ينفعُ السّيفَ صقلٌ تحتهُ طبعُ
إنكارهمْ يا أميرَ المؤمنينِ لها= بعدَ اعترافهمُ عارٌ بهِ ادّرعوا
ونكثهمْ بكَ ميلاً عنْ وصيَّتهمْ= شرعٌ لعمركَ ثانٍ بعدهُ شرعوا
تركتَ أمراً ولو طالبتهُ لدرتْ= معاطسٌ راغمتهُ كيفَ تجتدع
صبرتَ تحفظ أمرُ اللهِ ومااطرحوا=ذبّاً عنِ الدِّينِ فاستيقظتَ إذْ هجعوا
ليشرقنَّ بحلوِ اليومِ مرُّ غدٍ=إذا حصدتَ لهمْ في الحشرِ ما زرعوا
جاهدتُ فيكَ بقولي يومَ تختصمُ ال=أبطالُ إذْ فاتَ سيفي يومَ تمتصعُ
إنَّ اللسانَ لوصَّالٌ إلى طرقٍ= في القلبِ لا تهتديها الذُّبَّلُ الشُّرعُ
آبايَ في فارسٍ والدِّينُ دينكمُ=حقّاً لقدْ طابَ لي أسٌّ ومرتبعُ
ما زلتُ مذْ يفعتْ سنِّي ألوذُ بكمْ=حتَّى محا حقُّكمْ شكيِّ وأنتجعُ
وقدْ مضتْ فرطاتٌ إنْ كفلتَ بها=فرَّقتُ عنْ صحفي البأسَ الّذي جمعوا
سلمانُ فيها شفيعي وهو منكَ إذا ال=آباءُ عندكَ في أبنائهمْ شفعوا
فكنْ بها منقذا منْ هولِ مطَّلعي=غداً وأنتَ منَ الأعرافِ مطَّلعُ
سوَّلتُ نفسي غروراً إنْ ضمنتُ لها=أنِّي بذخرٍ لكَ سوى حبِّيكَ أنتفعُ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,purple" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
هل تحت ليلك بالغضا من رائد
هل تحت ليلك بالغضا من رائد=يقتاف آثارَ الصباحِ الشاردِ
هيهات تلك نشيدة ٌ ممطولة ٌ=عند الغرام على المحبَّ الناشدِ
و كفاك عجزا من شجى ًّ ساهرٍ=يرجو الزفادة َ من خليًّ راقدِ
يا إخوة َ الرجلِ الغنيَّ أصابَ ما=يبغى وأعداءَ المقلَّ الفاقدِ
صاحبتُ بعدكم النجومَ فكلكم=إلبٌ عليّ وكلهنّ مساعدي
فإذا ركدن فمن تحيرٌّ أدمعي=و إذا خفقن فمن نبوَّ وسائدي
دلوا عليَّ النومَ إن طريقهُ=مسدودة ٌ بعواذلي وعوائدي
و على الثنية ِ باللوى متطلعٌ= طلعي بمربأة الرقيب الراصدِ
يقظٌ إذا خاف الرقيبَ تخطأتْ= عيناه عن قلبٍ مريدٍ عامدِ
متجاهلٌ ما حالُ قلبي بعده=جهلَ العليم وغائبٌ كالشاهدِ
و إلى َ جنوب البانِ كلّ مضرة ٍ=بالبان بين موائسٍ وموائدِ
يمشين مشى مها الجواءِ تخللتْ=عنهنّ غيطانَ النقا المتقاودِ
متقلداتٍ بالعيون صلائفاً=و طليً ولم يحملنَ ثقلَ قلائدِ
نافثتهنّ السحرَ يوم سويقة ٍ=فإذا مكايدهنّ فوق مكايدي
كنتُ القنيصَ بما نصبتُ ولم أخلْ=أن الحبالة عقلة ٌ للصائدِ
أنكرتُ حلمي يومَ برقة ِ عاقلٍ=و عرفتهُ يوم اللقاءِ بغامدِ
و جعلتُ سمعي من نبال عواذلي=غرضَ الغرورِ لكلَّ سهم قاصدِ
القلبُ قلبكَ فامض حيث مضى الهوى=بك من مضلًّ سعيهُ أو راشدِ
ما دام يدعوك الحسانُ فتى ً وما=دام الذوائبُ في قرابِ الغامدِ
فوراء يومك من صباك ضخى غدٍ=وعدٌ يسوءك منه صدقُ الواعدِ
و لقد سريتَ بليلهِ وبصحبهِ= فحماً وفي لهبَ البياض الواقدِ
فإذا المشيبُ مع الإضاءة حيرة ٌ=و إذا الشبابُ أخو المضلّ الواجدِ
و مطية ٍ للهوِ عزَّ فقارها=و صليفها عن راكبٍ أو قائدِ
مما احتمى من رحله بقماصهِ= و من الخشاش بأنفهِ المتصايدِ
أعيا على ركب الضبا أن يظفروا=بمغالقٍ من غرزها ومعاقد
قد رضتها فركبتُ منها طيعا= ينصاعُ بين مراسني ومقاودي
و أخٍ رفعتُ له بحيَّ على السري=و النجمُ يسبحُ في غديرٍ راكدِ
فوعى فهبَّ يحلُّ خيطَ جفونهِ= بالكرهِ من كفَّ النعاس العاقد
غيران قام على الخطار مساعدا=نصرَ الحسامِ رفدتهُ بالساعدِ
حتى رجمتُ الليلَ منه بكوكبٍ=فتقَ الدجى َ وأضاء وجهَ مقاصدي
فردينِ سومَ الفرقدين تمايلا=مستأمنين على طريق واحدِ
و محجبٍ تدع الفرائصَ هيبة ً=أبوابهُ من خافقٍ أو راعدِ
تتسابقُ الجبهاتُ دون سريرهِ= للفوزِ بين معفرَّ أو ساجدِ
لا تطمعُ الأقدارُ في استنزاله= بضعائفٍ منها ولا بجلائدِ
أذنتْ عليه وسائلي وترفعتْ=أستارهُ لمقاصدي وقصائدي
و بعثتُ غرَّ قلائدي ففتحنَ لي=أبوابهَ فكأنهنّ مقالدي
كعمانَ أو ملكٍ عمانٌ دارهُ=دانى النوالِ على المدى المتباعدِ
رانٍ عليّ على ارتفاع سمائه= برًّ بوفدِ مدائحي ومحامدي
بعثتْ بصيرتهُ نفاقي عندهُ=و الشعرُ يبضعُ في أوانٍ كاسدِ
و قضى على أني الوحيدُ بعلمهِ=فكفى َ بذلك أنه من شاهدي
سبق الملوكَ فبذهم متمهلا=جاروا ومرَّ على الطريق القاصدِ
و مضى على غلوائهِ متسنما= لم ترتفقْ مسعاتهُ بمعاضدِ
طيان لم يقضِ البوازلَ قبله=جذعٌ ولم يطلِ القيامَ بقاعدِ
نسبَ السماءَ يريد أين فخارها= منه فباهلها بفخرٍ زائدِ
و سما يماجدُ قومه بنجومها=فثنى ولم يظفرْ بنجمٍ ماجد
غرسَ المعاليَ مكرمٌ في تربها=فجنت حلاوة َ كلّ عيشٍ باردِ
حجراً على الأقدارِ فيما نفذتْ= أحكامها من صادرٍ أو واردِ
لن تعدمَ الآفاقُ نجما طالعا=منها ينور إثر نجمٍ خامدِ
فالسيفُ منهم في يمين المنتضى=كالسيف منهم في يمين الغامدِ
هم ما همُ . وتفرقت آياتهم=في المجد ثم تجمعتْ في واحدِ
أحيت لهم أيامُ محي الأمة ِ ال=عافي وهبتْ بالرقودِ الهاجدِ
و تسنمتْ درجَ السماء بذكرهم=أيامُ آثارٍ لهم ومشاهدِ
و إلى يمين الدولة افتقرت يدٌ= في الملك لم تعضدْ سواه بعاضدِ
نظمَ السياسة َ مالكٌ أطرافها=لم تستعنْ عزماتهُ بمرافدِ
و أقامَ ميلَ الدولتين مؤدبٌ=بثقافه خطلَ الزمانِ المائدِ
سبقَ الرجالَ بسعيه وبقومه=و المجدُ بين مكاسبٍ وموالدِ
جرت البحارُ فما وفت بيمينه= فكأنَّ ذائبها يمدُّ بجامدِ
ضنتْ يجوهرها وما في حرزها=من منفساتِ ذخائرٍ وفوائدِ
فاستخرجتها كفه وسيوفه=فسختْ بها لمؤملٍ ولرافدِ
نامَ الرعاة ُ عن البلادِ وأهلها= عجزا وعيناه شهابا واقدِ
و حمى جوانبَ سرحهِ متنصفٌ=للشاء من ذئب الغضا المستاسدِ
و إذا الأسودُ شممن ريحَ عرينه=كانت صوارمه عصيَّ الذائد
ما بين سربزة ٍ إلى ما يستقي= وادي الأبلة ِ هابطا من صاعدِ
يقظانُ يضرب وهو غيرُ مبارزٍ=عزما ويطعن وهو غير مطاردِ
كفٌّ له تحمي وسيفٌ ينتضى= و لحاظُ راعٍ للرعية ِ راصدِ
و إذا بغى باغٍ فباتَ يرومه=باتت صوارمه بغيرِ مغامد
و مطوحٍ ركبَ الخطار فرده= أعمى تحيرَّ ماله من قائدِ
كفَّ الرعاعَ وجاء يطلبُ حاجة ً=عسراءَ في كفَّ الهمامِ اللابد
يرمي الكواكبَ وهي سعدٌ كلها=بمناحسٍ من جده ومناكدِ
جنتْ به الأطماعُ فاستغوى بها=يصبو إلى شيطانها المتماردِ
خبرتهُ يبغى عمانَ وأهلها=فعرفت مصدره بجهل الواردِ
لم ينجه والموتُ في حيزومه= ما ضمَّ من حفلٍ له ومحاشدِ
جمحتْ به غرارة ٌ من حينه= قذفته في لهواتِ صلًّ زاردِ
نسفتْ بأطراف الرماحِ جنودهُ= طوحَ السنابلِ عن شفارِ الحاصدِ
من راكبٌ وفؤادهُ من صخرة ٍ=جوفاءَ أمَّ فواقرٍ وأوابدِ
حدباءَ تسلك من عثار طريقها= حدباً ذواتِ نواقصٍ وزوائدِ
فتظلّ طورا غي عنان سمائها=صعدا وطورا في الحضيض الهامدِ
تختبُّ قامصة ً ولم تطأ الثرى=و تظلُّ لا في سبسبٍ وفدافدِ
يظما بها الركبانُ وهي سوابحٌ=في غامرٍ تيارهُ متراكدِ
شنعاءَ لو طرقَ الخيالُ بمثلها= عيني لما أطبقتُ مقلة َ راقدِ
بلغْ وليتَ رسائلي تقتصها=شفتى وغائبيَ المؤخرَ شاهدي
أو ليت قلبي كان قلبك أصمعاً=في أضلعٍ صمَّ العظامِ أجالدِ
فأخوضَ بحرا من حميمٍ آجنٍ= يفضي إلى البحرِ الزلالِ الباردِ
قلْ إن وصلتَ لناصر الدين استمع=فقراً تجمعُ كلَّ أنسٍ شاردِ
يا خيرَ من حملتْ ظهورُ صواهلٍ=في الملك أو ضمتْ صدور وسائدِ
و تعضبتْ بالنور فوق جبينه= عذبُ اللواء تحفُّ تاجَ العاقد
أنا عبدُ نعمتك التي شكرتْ إذا=ما نعمة ٌ نيطت بآخرَ جاحدِ
أغنيتني عن كلّ مذمومِ الجدا= ألقاه مضطرا بوجهٍ حامدِ
و نفضتَ عن ظهري بفضلك ثقل ما=أوعيتُ من نوبٍ عليّ شدائدِ
كان الزمانُ يسرُّ لي ضغنا فقد=أصلحتَ لي قلبَ الزمان الفاسد
و حفظتَ في تكرما وتفضلا=ما أذكرتكَ قدائمي وتلائدي
ذممٌ لو اعتمَ العداة ُ بمثلها=عقدوا بهنّ لديك خيرَ معاقدِ
و من الذي يرعى سواك لنازح=عن لحظه نائي المحلّ مباعدِ
متناقصِ الخطواتِ عنك ذكرتهُ=في سكرة الملكِ العظيم الزائدِ
أوليتني في ابني ونفسي خيرَ ما=أوليتَ في ولدٍ شفاعة َ والدِ
فلذاك كرَّ على مشقة ِ طرقهِ=و كررتُ أطلبُ من نداك عوائدي
تعطى المنى ونعود نسألُ ثانيا=فتعود حبا للسماح العائدِ
و تموتُ حاجتنا وينفدُ فقرنا=و سؤالنا ونداك ليس بنافدِ
فاحكم بسنتك التي شرعَ الندى=لك شرعها حكمَ القديرِ الواحد
كفلْ علاك بحاجتي واكفف يدي=عن كلّ جعد الكف جعد الساعدِ
فالناسُ غيرك من تضيق مجالتي=فيه وتقتل بالمطالِ مواعدي
صنْ عنهمُ شفتي ودعني واحدا=في الدهر أشربْ من قليبٍ واحدِ
حاشا لمجدك أن تسددَ خلتي=بمشارك لك فيّ أو بمساعدِ
و انصتْ لها غرراً لمدحك وحده=ينظمنَ بين قلائدٍ وفرائدِ
من كلّ مخلوعٍ لصادقِ حسنها=فيها عذارُ العابدين لعابدِ
عذراءَ مفضوضٍ لديك ختامها=ما كلُّ عذراءٍ تزفُّ بناهدِ
تجلو عليك بيوتها ما أنشدتُ=حوراءَ ذات وشائح وقلائدِ
كعقلية الحيّ الحلولِ تمشت ال=خيلاءَ بين وصائفٍ وولائدِ
مما سبقتُ بخاطري أماتها=و حويتهُ برقايَ أو بمكايدي
خضعَ الكلامُ لمعجزي في نظمها=فعنا لها من راكعٍ أو ساجدِ
قد آمنَ الشعراءُ بعد فسوقهم= بدلائلي في فضلها وشواهدي
و أطاع كلُّ منافق إن سره= أو ساءه وأقرَّ كلُّ معاندِ
فاعطفْ لمهديها وحاملِ تربها=و احملْ له حقَّ السفير الرائدِ
و ارددهُ عن عجلٍ كما عودته=برواجعٍ من نعمتيك ردائدِ
و اشددْ يداً بالخافقين مملكا=عنقيهما من أتهمٍ ونجائدِ
في دولة ٍ أختِ السعود وعزة ٍ=أمَّ النجوم وعمرِ ملكٍ خالدِ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,indigo" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
هل تقبلون إنابة َ الدهرِ
هل تقبلون إنابة َ الدهرِ=أم تنصتون له إلى عذرِ
أم تعرفون لقربِ رجعتهِ=ما كان همَّ به من الغدر
فلقد أتاكم يستظلُّ بكم=من حرَّ سخطكمُ ويستذري
متنصلا من هفوة ٍ يدهُ=كادت تشلُّ بها وما يدري
خزيانَ يقسمُ لا سعيَ أبدا=للمجد في وهنٍ ولا عقرِ
وسمُ الندامة ِ فوق جبهته=و يداه بالإقرارِ في أسرِ
يلقى الجراحة َ بالدواملِ من=إقلاعهِ والكسرَ بالجبرِ
فاستعملوا البقيا التي فطرتْ=فيها حلومكمُ من الصخرِ
و استعبدوه بعفوكم فلكم=بالجود من عبدٍ لكم حرَّ
و أنا الزعيمُ لكم بعهدتهِ=و وفائهِ وشفيعهُ شعري
قد كان غمرا لم يجد خورا=و أظافرا خدشت ولم تفرِ
و نوافذاً حرشت فما لفيت=حرجاً ولا مقبضَ الصدرِ
أذنٌ تمجُّ الهجرَ تسمعه=و لسانُ صدقٍ حاضرُ النصرِ
طرفٌ أشمُّ من الرجال أبى َ=في الضيم أن يعزى إلى صبرِ
و مودة ٌ كملتْ فعورها=نبذٌ من الإعراض والهجرِ
عتبٌ تخلص في تراجمه=من عثرة الفحشاءِ والهجرِ
لم يحترش ضغناً ولا حنيتْ=عوجُ الضلوع له على غمرِ
مدَّ الوشاة ُ له رقابهمُ=يتطلعون عواقبَ المكرِ
يرمون بالأبصار رائدة ً=أني تصوبُ سحابة ُ الشرَّ
ظنوا اليدَ اليمنى إذا بطشتْ=قعدتْ بيسراها عن النصرِ
و النيران وإن هما اختلفا=فالشمسُ لا ترتابُ بالبدرِ
يا خاب سعيُ مرقشين مشوا=بالغشّ بين الماء والخمرِ
و مسولين نفوسهم حسدا=أن القطارَ تظنُّ كالبحرِ
خبطوا من التمويه في ظلمٍ=أسفرن عن مستبهمٍ وعرِ
لا يستقرُّ به الدليلُ على=قصًّ ولا يحنو على السفرِ
قد عانقوا فيه رحالهمُمن قائفٍ أثراً ومستقري
يغلي الهجيرُ بهم إذا انغمسوا= في الآل غلى َ الماءِ في القدرِ
نجواهمُ فيه إذا اشتوروا=يا ليتَ لم نركبكَ من ظهرِ
قد طأمنتْ فقعوا لها وضعوا ال=جبهات موجة َ ذلك العبرِ
و أفاقت الأيام واعترفت=بمكانِ جهلتها على السكرِ
فتساندوا أسفا إلى صدفٍ=هاوٍ على ممطولة ِ القعرِ
ملساءَ لا تجد الأكفُّ بها=علقاً بأنملة ٍ ولا ظفرِ
عضوا الحصا إن لان من كمدٍ=لضروسكم وأمشوا على الجمرِ
الله أحسنُ للعلا نظرا=و أبرّ بالمعروفِ والبرَّ
و أشدُّ ضنا بالمحاسن أن=يقوينَ من عينٍ ومن أثرِ
أو أن تعطلَ بالذي زعموا=سننُ الهدى ومواسمُ الشكرِ
و الملكُ يعلم أيَّ سيفِ وغى ً=يمضي وسهمِ رمية يبري
و ترى الرجالَ وفوتَ بينهمُ=مثلَ البهامِ تقاسُ بالغرَّ
فيعدُّ للجلى أتمهمُ=باعا وأحفظهم قوى أسرِ
و أخفهم في صدر موكبه=سرجا وأثقلهم على الصدرِ
و رأوا ظلامَ الأمر منذُ خبا=عنهم سراجُ النهى والأمرِ
قبضوا الذراعَ الرحبَ واعتفدوا=أنّ السماء تقاسُ بالفترِ
و استصغروا عفوَ اللبيب فما اس=تغنوا بجهل الغافل الغمرِ
حتى إذا أبت حلومهمُ=فراً طليعة َ رأيهم تسري
عادوا وقد خفَّ البغاثُ بهم=يستطعمون مخالبَ النسرِ
فأقلْ عثارهمُ فإنهمُ=رجعوا إليك رجوعَ مضطرَّ
و احملْ كما عودتَ ثقلهمُ=و انهض لهم بالنفع والضرَّ
و اعدْ مناكبهم كما ألفتْ=بك من ثياب العزّ والفخرِ
و تملَّ ما ألبستَ من نعمٍ=تكسو الومانَ بها ولا تعرى
هذي ثمارُ الحلم مجلبة ٌ=فتهنها ونتيجة الصبرِ
و عواقب الحسنى وواحدة ال=حسنات عند الله بالعشرِ
قد كايلوك بقدر وسعهمُ=من رفع منزلة ٍٍ ومن قدرِ
فاقنع ولا تحجلْ مكارمهم=بظلالِ عالٍ مالهُ يجري
و متى ترمْ ما تستحقُّ فقد=كلفتمُ ما ليس في الدهرِ
شمختْ بأنفكَ عزة ٌ قعستْ=أن تستقادَ بمخطمِ القسرِ
صماءُ من عبد الرحيم لها=عرقٌ يمدُّ إلى منو جهرِ
درجَ القرونُ وبيتُ مفخرهاعالي العمادِ مخلدُ الذكرِ
طابت أحاديثُ الملوكِ ولا=كالعرفِ من آبائك الغرَّ
الناضلين بكل صائبة ٍ=في الرأي ضافية ٍ على النفرِ
سيارة ٍ في الأرض سنتها=بالعدل سيرَ الأنجم الزهرِ
و الباسطين لمنع جانبهم=بوعا تطولُ على القنا السمرِ
و إذا الكماة دعوا فصدهمُ=حينٌ يغالطُ عنه بالوقرِ
شدوا الفجاجَ إلى صريخهمُ=يتكاثرون تكاثرُ القطرِ
لهم الجفانُ البيضُ ضاحكة=تحت الليالي الكلحِ الغبرِ
يتنازعون على الحديث بها=يقوى مقلهمُ على المثرى
كرماء معترفون إن طرقتْ=أمُّ السنينَ بحادثٍ نكرِ
صبروا على البؤسي تعمهمُ=فكأنهم أثروا من الفقرِ
أنشرتهم بعد الثور كما=ولدوك بعد الطيَّ والنشرِ
بك أورقت للمجد دوحتهُ=و اهتزّ في أفنانه الخضرِ
و أضاء للأقوال مسلكها=فمضى النجاحُ بركبها يسري
حلفَ السماحُ عليك لاَ وصلَ ل=أسبابَ بين يديك بالوفرِ
و من العجائب أن تعطيك في=قبضٍ يدهى جدولٌ يجري
أنا ذلك المولى المقيمُ على=صدقِ الهوى وسلامة ِ الصدرِ
محفوظة ٌ عندي ودائعكم=في الودّ حفظَ نفائسِ الذخر
خليَّ الأقاربُ عنكمُ ويدي=معصومة ٌ بكمُ إلى الحشرِ
لا نبوة ُ الدنيا تغيرني=عنكم ولا متغيرُ الأمرِ
ناديكمُ ظليَّ ودولتكم=عزى وعمرُ سعودكم عمري
جاهرتُ فيكم بالعداوة ِ منْ=تخشى العداوة ُ منه في السرَّ
و لقيتُ قوما دونكم كرهوا=أيامكم بقواصم الظهرِ
كم قولة ٍ جرعتُ قائلها=غصصا بتكذيبٍ له مرَّ
و حملتُ أخرى خفتُ صاحبها=أطوى الجناحَ له على الكسرِ
حتى تسرى الخطبُ وانفرجتْ=كربُ الدجى بتبلج الفجرِ
فالان يا نفسي لها انفسحي=جذلا ويا عيني لها قرى
و انهض بجهدك يا لسانيَ في ال=بشرى لها وتصفَّ يا فكري
و ابعث ضوارعَ عنك نائبة ً=إن أخرتك عوائقُ الدهرِ
ولاجة ً تطأ الصدورَ بها=كلمٌ توسعُ ضيقَ العذرِ
نفاثة َ العقداتِِ تحسبها=هبطتْ إلى هاروتَ بالسحرِ
و كأنما نفضَ التجارُ بها=بين البيوت حقائبَ العطر
يشقى بها المتحرشون كما=تشقى َ يدُ المشتارِ بالدبرِ
فاستقبلوا غررا موحدة ً=سيقتْ لكم من واحدِ العصرِ
و تمسكوا منى بجوهرة ال=غواص واحموا معدن التبر
و اقضوا نذورَ الشعر في فقد= قضيتُ فيكم شاكرا نذري[/poem]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
__________________
[poem=font="Simplified Arabic,6,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,crimson" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
اينحن زهران لا ناوى ولا نرحم ولا نحن[/poem]
أخر مواضيعي
تأبط شراَ غير متواجد حالياً