[خليل الحريري]

رأي
الهلال بلا جمهور


سليمان العساف

خرج الهلال من مربع كأس الأبطال وليست المشكلة في خروجه، فهذا حال كرة القدم وانما المشكلة في أنه يعاني من جماهيره في العاصمة الرياض حيث مقره، فهذه الجماهير غريبة الأطوار ويضرب بها المثل في العقوق، ففريقها يهديها الذهب والبطولات والإنجازات ويتواجد كطرف ثابت دوماً قرب منصات التتويج وهي تكافئه بالغياب المتعمد إلا عدد على اصابع اليد لا يصدق من يشاهده أنه جمهور الهلال الذي يُضرب به المثل في كثافته وشعبيته.

** تخطى الهلال منافسه التقليدي وشقيقه النصر في دور الثمانية لكأس الأبطال ليواجه الشباب بالمربع بمدرجات فارغة تكرر منظرها في مواجهات محلية وأخرى آسيوية إذ تكتفي جماهير الهلال في الرياض بحضور اللقاءات النهائية ومواجهات النصر وتختفي في البقية عكس جماهير الفريق خارج العاصمة التي تمثل قمة الوفاء في حضورها لعب الفريق في جدة أو الدمام أو أبها أو تبوك أو بريدة أو الرس أو نجران حيث تمتلئ الملاعب ويشهد مدراؤها على الأرقام القياسية لحضور لقاءات الهلال .

** الهلال عندما تكالبت عليه الظروف وهي بالفعل قاهرة بدءاً بإبعاد المدرب «كوزمين» وإن حدث قبل ذلك ما حدث في العلن والخفاء!! إلا أن وقعها أقل تأثيراً من إبعاد المدرب وما بعده من مسلسل غريب لحكام مواجهاته المهمة «الأجانب» الذين ساهموا وصادقوا على الايقاع به ومباركة نقل نجومه على سيارات الاسعاف إلى المستشفيات ونقل البعض الآخر إلى عيادة النادي والضغط على آخرين بالبطاقات الملونة لتكون مصائبه فوائد لدى الفرق المنافسة.

** في البداية المشهد لا يصدق ويلام مسؤولو الفريق عندما يشكتون مما يحاك ضدهم لكن الأمور أصبحت واضحة وانجلى الغيم باستمرار المسلسل الغريب وبدأت تنكشف خيوط اللعبة الخطيرة المدعومة بأصوات إعلامية مقروءة ومسموعة ومشاهدة عبر حوارات ومداخلات الفضاء!!.

في هذه الأثناء ووقت الشدة الذي مر به الهلال بحث عن جماهيره في الرياض فلم يجدها بالفعل خيبت الظن وخذلته دون أسباب مقنعة حتى وهو لتوه يعود من إيران ويقدم لها التأهل والنقاط الثلاث من أصعب مواجهاته أمام سابا باتري الإيراني إذ كان من الممكن أن يكون الجمهور الهلالي رقماً صعباً كعادته في السابق ويعدل الفوارق الخارجة عن إرادة الفريق لصالح الشباب ويؤثر لكنه لم يفعل وساعد في خروج فريقه وربط حضوره بالمناسبات وبعض النجوم وتخلى عن الكيان ولم يضع الفارق وفريقه يلاقي فريقاً غير جماهيري لتكون المباراة وكأنها تجمع فريقين يتساويان في الشعبية.

** عندما يلعب الاتحاد أو الأهلي أو الاتفاق أو النصر قبل غضب جماهيره على نتائجه يأتي الحضور قوياً ومؤثراً سواء كان الفريق المقابل صغيراً في امكاناته أو كبيراً، كانت المباراة محلية أو خارجية في أدوار تمهيدية أو على نهائي الدعم واحد لا يتبدل وليس هناك جفاء واكتفاء بالمشاهدة عبر الشاشة لكن عندما يلعب الهلال في الرياض يكون شرط ومقياس الحضور والدعم أن تكون المباراة على نهائي أو أمام فريق منافس وتلك صفة سلبية إن لم يتخل عنها الجمهور الهلالي فسيكون المتضرر فريقه، فالجمهور يطالب بالبطولات والانتصارات ويلوم إدارة النادي مباشرة أو عبر المنتديات فيما هو يمارس الخطأ والضغوط ويسجل حالة غياب عند الحاجة الماسة لتواجده وحضوره.