[صالح بن فارس]

بسم الله الرحمن الرحيم



أعود لكم من جديد ..




رغم حتمية علاقته المتينة بالبترول ، إلا أني كنت على يقين بأن الأمر لدينا ليس له علاقة بالبترول لا من قريب ولا بعيد !

لا لشيء سوى لأن ما يحدث لدينا هو من مبدأ ( أمسك لي واقطع لك ) ولمن لم يمر عليه هذا المثل الشعبي العظيم فإنه يعني بالمتعارف عليه : لنقتسم الكعكة بالتساوي !

والكعكة هنا هي المواطن ، فجيوب التجار { لا تبقي ولا تذر } وكل يقطع منها الجزء الذي يعجب ( حضرته ) ، والمواطن المغلوب على أمره ليس له سوى الاستمتاع بأنيابهم وهم يتلذذون في نهش ما تبقى منه هذا إن بقي شيء !

بالأمس القريب ، علقوا كل زيادات الأسعار بأمر البترول ، فرفعت الأسعار مباشرة وعندما جاء الأمر الملكي الكريم لتحمل نسبة معينة في بعض السلع تم الوضع كما هو عليه ولم يتغير شيء بل على العكس زاد بضعة ريالات وكأن الأمر عنادا ( مع سبق الإصرار والترصد ) ، وعندما ووجهوا عللوا بقولهم : أن الأمر الملكي ينطبق على البضائع المستوردة مستقبلا لكن ما يوجد الآن في السوق مخزن مسبقا وبكميات هائلة فلا ينطبق عليه الأمر السامي الكريم ( وابقا سلملي عالبدنجان ) !!!

لكن تلك الكميات إلى الآن لم تنتهي ! وما يجعلك تشد شعر رأسك غيضا هو الحالة التي هبطت إليها أسعار البترول الحالية ، فبعد أن تم رفع الأسعار على أساس تعدي أسعار البترول المائة دولار هاهو يهبط لمستوياته الطبيعية قبل الزيادة إلا أن الأسعار لازالت نار ، ويا مواطن كل ( غبار ) !

وما يجعلك تتأكد بأن الأمر مجرد وعودا في الهواء هو ما أطرب به مسامعنا وزير التجارة المبجل من حلول لمشكلة الأسعار هذه وتحديدا خلال أسبوعين ، وهاهي الأسبوعين وتمضي ورائها الأسبوعين وقد تمضي السنتين والثلاث والحال ( مكانك سر ) ويا مواطن ( لك الله ) .

والعجيب أن تلك الكميات المخزنة إلى الآن لم تنته ، ولم تتأثر بأسعار البترول المنخفضة منذ أكثر من ستة أشهر !

يقول الشاعر علي الحسني :

والحين أدوّر سلف من شان أسدد سلف

أظن هذا الشطر اختصر مقالات كثيرة تعبر للوزير الكريم حالة المواطن في ظل هذا الغلاء المزمن .

ويا شعب لا تحزن !


دمتم بخير