[احمد الزهراني]

نشاز لا يحمد


عابد هاشم
لم تعد الرياضة وخاصة كرة القدم برغم التطور الذي تحقق لهذا المجال وأعني المجال الرياضي بشكل عام في برامجه وبنيته وآلياته وفنونه ومدارسه ومنافساته ومفاهيمه.. الخ، برغم كل هذا وسواه لم تعد في كثير من مخرجاته المعنية بتجسيد ذلك البعد الأهم من بين أبعادها والمتمثل فيما كنا نسمعه ونتعلمه صغارا ونتطلع إليه معززا وماثلا كمنهل يضاف لمناهل غرس القيم بما نتوق لغرسه من خواصها وأهدافها في من يلينا من أجيال غضة تربت على سماع عبارات حاثة ومحفزة:_ العقل السليم في الجسم السليم، الرياضة مهارة وأخلاق وتجانس وانسجام، خلّي عندك روح رياضية.. الخ.
* في الرياضة عامة وكرة القدم تحديدا وعلى وجه الخصوص في زمن لم يعد في مقدورك أن تقنع وليدك ولا حتى نفسك بأن ما تغذيته من خلال ما تعلمته وعايشت كثيرا منه، بأن ما أضحى يشاهد عبر الفضاء للعالم أجمع باسم الرياضة ومن خلال منافسات لعبة كرة القدم وعلى مستوى يتجاوز ما هو محلي وعربي ليصل إلى ما هو قاري وبما يفترض أن يكون عليه من نموذجية تفيد وتثري وتحتذى، أقول قد أضحى بعيدا كل البعد عن ابسط المفاهيم والأهداف إلى الدرجة التي تتمنى معها أي مبرر يشفع لإقناعك قبل اقناع هذا النشئ وأنت وإياهم ترى التنافس الشريف قد استحال عراكا ودماء وخروجا عن كل ما كنت تسم به هذه الرياضة وهذه اللعبة من صفات وأهداف.
* هل كانت تلك الدماء التي نزفت من لاعبي الهلال السعودي في مباراة رياضية يفترض أنها تحمل ما يمت لشيء من التنافس الشريف والهادف في لعبة كرة القدم حتى على مستوى "الحواري" فما بالك وتلك المشاهد الدموية التي لا يمكن أن ترى لها مثيلا إلا فيما هو دموي وهالك ومؤذ وضار من منافسات المصارعة والملاكمة، نعم ما بالك أن يقدم ذلك الخدش والتشويه والعنف اللا إنساني من خلال مباراة كرة قدم وفي دوري "أبطال" آسيا 2009 في جولته السادسة، إن ما اقترفه لاعبو فريق باختاكور الأوزبكي لا يقف عند حدود ما تعرض له الروماني ميريل رادوي وماجد المرشدي وطارق التايب الذي لم يختلف عنهما إلا في نزف الدماء، ولا يتلاشى عند حدود التفوق المستحق لفريق الهلال بل يتجاوزه لما هو أهم وأقسى وأمر ومؤسف ومكرس لسقوط التحكيم الآسيوي في حقل منافساته عامة وما يكون فيها حضور للكرة السعودية خاصة، وحكم هذه المباراة الكوري الجنوبي كيم دونج جين ما هو إلا أحد إفرازات مسلسل هذا السقوط، فأي جسم سليم وأي عقل سليم سيبقى في ظل تشويه واضح على هذا النحو..
*******
*الإيفاء والوفاء بالوعود المشروعة والمعلنة واجب يميله ديننا قبل أي شيء آخر، وناد عريق وكبير وشامخ كالاتحاد أكبر من أن يغرق في إشكالات تمت لهذا الجانب وفيه من الرجال من لا يقبل بحدوث هذا له أو عليه، فلا ضرر و لا ضرار، وكبير النار من مستصغر الشرر والله من وراء القصد.
تأمل:
إن الشخص الماهر في الضرب بالمطرقة يرى كل شيء أمامه مسمارا.