[خليل الحريري]

الجماهير السعودية .. الانتصار على النفس أعلى درجات الفروسية
الشلهوب .. أتعس رجال الهلال بركلة أم صلال



أحمد الديحاني من المدينة المنورة
حين أطلق حكم مباراة فريقي الهلال وأم صلال البارحة صافرته منها اللقاء الذي احتضنه ستاد الملك فهد الدولي ضمن دور الـ 16 لبطولة دوري المحترفين الآسيوي بتأهل الفريق القطري، ساد شعور طاغ بأن أتعس رجل في الرياض في تلك الليلة هو ذلك الفتى النحيل الذي يقترب من الأرض ليضع كرة حظ خائبة أضاعت مستقبل فريقه في البطولة الآسيوية التي استعصت عليها كثيرا. ذهبت التوقعات بعيدا والنجم محمد الشلهوب يهم بالتسديد إلى أن هذا الموهوب المنهك أهدر الركلة فتحمل أوزار القوم الذين لعبوا من قبله في ساحة الملعب ولم ينجزوا شيئا يغنيهم عن مواجهة ضربات الحظ الترجيحية، وباتت هموم وأحلام نحو 50 ألف متفرج داخل جدران "درة الملاعب" تتعالى صيحاتهم كالأمواج الهادرة في أحيان وتهدأ في حين آخر لتتحول إلى مدينة أشباح وهم واجمون بعد ضياع الضربة الحاسمة التي أخرجت زعيمهم من المسابقة القارية. لم يكن الشلهوب الشخص المناسب لهذا الاختيار وهو الشخص المرهف الذي بإمكانك توقع مشاعره لحظة التسديد، والتي جعلته يسدد كرة ضعيفة خرجت من عزيمة مثقلة بالأحمال المعنوية وقبل ذلك الجسدية مع ركض مستمر كان هو فيه الأفضل والأكثر حماسا من زملائه لإنهاء المباراة قبل الركون إلى الترجيح من ركلة الجزاء وكأنه يعلم يقينا أنها قد تذهب بفريقه إلى خارج المنافسة وبشكل أكثر اقترابا من الهم الشخصي أن يكون هو الصورة الأخيرة في مشهد هذه الهزيمة التي لن ينساها سريعا بني هلال وعشاق الزعيم بشكل عام. لم يكن الشلهوب سيئا في المباراة بل كان بطلها غير المتوج فهذا النجم الخلوق لم تصدر منه طيلة مشواره الرياضي ما يعكر صفو نجوميته ما جعل الشارع الرياضي السعودي بشكل عام يتعاطف معه ويرجو أن يكون هدف الفوز مسجلا باسمه لا يجد الرياضيون السعوديون أي غضاضة في تتويجه بنجومية أكبر يستحقها غير أن كرة القدم مثلها مثل الشارع ليست دائما مكانا جيدا لتوقع المثاليات.



لم يكن التوقع ليصل في البعد عن هذه المثالية في الروح الرياضية إلى حد القذف بكل ما تحمله اليد من جانب عديد من الجماهير الرياضية للفريق المنافس لأنه فاز ولأفراد أمن الملعب لأنهم يمثلون الملعب الذي هزم فيه فريقهم، وهنا لك أن تسأل: إلى أين تتجه الكرة السعودية ممثلة في أنديتها وجماهيرها المتعصبة من كل لون؟! بالتأكيد إلى طريق ليست فيه كرة القدم مجرد لعبة يهزم فيها الكبار أحيانا ويبتسمون في وجوه منافسيهم عقب انتهاء المبارزة مكرسين روحا عالية من الفروسية والنبل