[محمد القفاري العزيزي]

[align=center]الخيانة .. دمار الحياة

[bimg]http://www.a6iaf.net/up/upfiles/OtO58139.bmp[/bimg]

الغدر كلمة تجمعت حروفها لتشكل خنجرا يطعن كل جميل في هذه الحياة يطعن الحب في ظهره فيرديه قتيلا ويجرد الوفاء من ملابسه فتظهر فضائحه تجرح القلوب فتصيبها بمرض للأسف، إن ذلك ليس له دواء إلا الموت، فالغدر ما هو إلا حروف قليلة لآلام كبيرة، آلام لا تداويها مئات السنين فكم من قلوب تفطرت وكم من عيون بالدموع جادت وكم من ديار حطمها الغدر فانهارت، الغدر هو الشبح الذي نشعر به قبل أن نراه، له رائحة غريبة نشمها لكننا لخوفنا الشديد منه نحاول أن نكذب أنفسنا ليسير زورقنا في هذه الحياة متناسين كل الأحداث التي تدق ناقوس الغدر والخيانة.. نعم.. إنها الخيانة، فالخيانة هي المعنى الأشمل والأعم لكلمة الغدر، والخيانة لها أشكال وأنواع فهناك خيانة صديق وهناك خيانة زوج وأيضا هناك خيانة زمن عندما يستل الزمن سكينه ليغمده في ظهرك ليصل إلى جدار قلبك فيدميه لن تجد سوى كبريائك تمرد معلنا رحيله عنك فتصبح بقايا إنسان ليس له إلا قلب ينزف، فقد الإحساس بالأمان بالحب بالثقة فقد الكرامة والكبرياء، الخيانة ليست فقط خيانة جسد، فالخيانة قد تكون خيانة عيون أو كلمة من لسان قذر، وحتى لو حاولنا أن نتقوى على جراحنا لنقف من جديد على أقدامنا لعلنا بهذه الوقفة نستطيع أن نخدع من حولنا ونوهمهم بقوتنا وبأننا قادرون على تكملة المسير إلا أننا نعرف داخلنا وحقيقة أنفسنا، فالشك الذي سيسلب الحياة روحها ولونها ونكهتها سيكون صديقنا.. فأي حياة هذه التي نعيشها وأي ألم هذا الذي نعانيه، نعيش حياتنا كالأموات جسد فقط بلا روح.

ـــــــــــــــــــــــــــــ
عكاظ العدد : 2905[/align]