[خليل الحريري]

فهد بن عبدالعزيز التويجري
عندما يحضر الزعيم ..!!



فهد بن عبدالعزيز التويجري

من مجموع خمس بطولات شارك فيها ظفر الهلال ببطولة واحدة فقط !! ولو كان غير الهلال لقلنا ان ما تحقق هو انجاز مقبول ، ولكن كونه زعيم الكرة السعودية والآسيوية جاز لنا أن نسميه فشلا ولا يليق باسم ومكانة وتاريخ الزعيم . لن أتحدث كغيري ممن يحاول ايهام المتلقي بان الظروف التي عصفت بالفريق هي من تسببت في تواضع الفريق وخروجه من الموسم ببطولة يتيمة ، وهذا لايعني عدم اعترافي بجملة ظروف قاهرة وصعبة تعرض لها الفريق الأزرق هذا الموسم ولا أدري حتى اللحظة ما المقصود فيها أو الهدف منها !! ولكن لإيماني بأن تلك الظروف ماهي إلا قشور وتوافه تعود الهلال على تجاوزها ولا يمكن لها مهما تعاظمت أن تشكل حجر عثرة في مشوار الفريق وسعيه نحو تحقيق أهدافه . ما أراه أنا وأعتقد أن كثيرا من الهلاليين يرفضونه هو أن الفريق الأزرق بدا فريقا ضعيفا فنيا ولا يمكن له أن يصل لأبعد مما وصل إليه ، وبتشخيص أدق فإن الفريق الهلالي لا يملك إلا أجنبيا واحدا مميزا وهو طارق التايب أما البقية فهم لاعبون غير مؤثرين ولم يضيفوا للفريق إلا وهجا إعلاميا .. والفريق فقد كثيرا من قوته المعروفة عنه والمتمثلة بظهيري الجنب ،وإن كان الزوري يقدم اداء مقبولا إلا أنه يحتاج إلى الكثير من التوجيه الذهني ، والهلال أصبح فريقا أعرج عند الهجوم ويفشل في إيجاد مهاجم مساند للقناص ، والهلال أخيرا يرفض منح الفرصة للنجوم الواعدة ويمنحها باسهاب لمن بلغ سن اليأس الكروي !! تلك باختصار هي الأسباب الجوهرية لتواضع الهلال وعدم قدرته على مواصلة تحقيق آمال جماهيره .
طبعا لن ألوم إدارة النادي فكل متابع منصف يدرك أن سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد لم يدخر مالا ولا جهدا في سبيل تحقيق آمال جماهير الزعيم ، والرجل عمل وبذل واجتهد ولا يلام المرء بعد اجتهاده ، ولكن ما أرجوه من الإدارة الهلالية ألا تعزو تدهور نتائج الفريق لمسببات وظروف هامشية وتغفل عن الأسباب الجوهرية ، وكلنا نتذكر حال إبعاد المدرب كوزمين أن الجميع اتفق على أن الهلال هو من يصنع المدربين وهو قادر على تحقيق الانجازات حتى بأشباه المدربين ، ولكن هذا لم يحدث على غير عادة الزعيم !! إذا فالمشكلة واضحة وجلية وهي عناصرية بالتحديد وبعيدة كل البعد عن أي أشياء أخرى وهو مايجب أن يتنبه إليه سمو رئيس الهلال تحديدا ..
أمر آخر أراه أحد أهم اسباب خروج الهلال من البطولة الآسيوية وهو الحرص المبالغ فيه من قبل إدارة الهلال السابقة والحالية في الحصول على هذه البطولة وكأنها منجز فريد أو غريب يتسابق الرؤساء على تحقيقه والتميز به !! وهو في رأيي الأمر الذي شكل ضغطا نفسيا على اللاعبين وساهم في ارتباكهم وتوترهم واختلال تركيزهم ، فالهلال حتى وهو في أسوأ حالاته لايمكن له أن يخسر على أرضه من فرق خليجية متواضعة كالوحدة وام صلال وغيرها ، ولكنه الضغط الذي تمارسه الإدارة على اللاعبين أملا في تحقيق بطولة ليست بغريبة على الهلال ولاهو بغريب عليها ، فالهلال سواء حقق البطولة أو لم يحققها يبقى زعيما لآسيا وسيدها وأكثر من فاز ببطولاتها ، أما إن كان الهدف هو التميز في المشاركة ببطولة العالم للأندية فالتاريخ يشهد بأن الزعيم هو أول فريق آسيوي يتأهل لبطولة أندية العالم بعد تحقيقه بطولة القارة وليس بالترشيح و( حب الخشوم ) كما حدث لغيره !! وحديثي هذا لايعني التقليل من أهمية هذه البطولة أو عدم السعي للفوز بها وإنما فقط أردت أن لا تكون الهاجس الأكبر لدى الرئيس الهلالي وبالتالي انعكاس ذلك على اداء اللاعبين في هذه البطولة . وليعلم سمو رئيس الهلال أن هاجس جماهير الهلال هو في رؤية فريقها الأزرق ساطعا كما عهدته ، فريقا مرصعا بالنجوم ، يمتع ويبهر ويقدم أجمل الالحان الكروية ، وهي على يقين بأن البطولات مهما تعددت أشكالها وألوانها ستأتي صاغرة متى ماحضر الزعيم . تلك ياسمو الأمير هي تطلعات وآمال جماهير الشعب الكبير.