عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-06-2009, 08:45 AM
الصورة الرمزية موسى الكناني
موسى الكناني موسى الكناني غير متواجد حالياً
 






موسى الكناني is on a distinguished road
افتراضي محكمة الحجره وصورة القضاء

[align=right]إن القضاء الحتم والقدر الجزم وفق كتاب الله وسنة نبيه هو ما نصبو إليه وتأنس أسماعنا له غالبا ً في أروقة القضاء؛ وهذا ما أولته حكومتنا الرشيدة جل اهتمامها وحثيث جهودها؛إلّا أن تقاعس بعض القضاة عن أبسط واجباتهم ورَوغهُم عن أماناتهم وذممهم أدّى إلى بروز صورة أخرى عن القضاء في الآونة الأخيرة؛صورة باهتة الألوان قضّ الحرُّ أطرافها وبدت كئيبة المنظر لا يُحبّذ النظر إليها؛ ومحاولة إعادة جمالها الفاني أمرٌ في غاية الخطورة،فحتى وهي في أرذل العمر يرى الغالبية أن لها حرمة تختلف عن غيرها من صور الجهات الرسمية؛فإما أن تبني نفسها بنفسها أو تتآكل كالنار حتى تغدو رمادا!
قاضي محكمة الحجرة ..
مثالا ً حيا ً لما سبق؛وكي لا أتهم القضاء بأكمله وأسـاهم بنشر هذه الصورة البشعة التي رأيتها له فلينبري لي أحدا ً ويفيدني هل قاضي محكمة الحجرة أحد منسوبي القضاء؟!
وهل محكمة الحجرة دائرة قضائية تابعة لوزارة العدل ؟!

إذا كان الجواب نعم؛فيا أسفاه على ما آل إليه قضاؤنا.

كان لي موعد مع مرارة الأسف خلال الشهر الماضي فضلا ً عن ما أسمعه وما تقصّيتُه عن هذه الدائرة.
سطرت شكواي على صحيفة الدعوى وكالةً عن والدي وتقدمت بها صباح اليوم الثاني ، موعد الجلسة للنظر في القضية بعد أكثر من شهرين أصبح مألوفا ً مع كثير من محاكمنا،ولكن ليس مألوفا ً أن يتخلف القاضي عن الجلسة؛ والأدهى والأمر أن يتخلف عدة مرات على التوالي وهو من يضع مواعيد تلك الجلسات!
ذهلت من صالة الانتظار (في المحكمة) رأيتها مكتظةً بأصحاب القضايا ينتظرون الفصل فيها،سـألت أحدهم: متى موعد جلستك؟ فأجابني:الساعة التاسعة صباحا ً؛والآن تشير عقارب الساعة على الحادية عشر والنصف والقاضي لم يحضر بعد(الله يستر من عقارب الساعة)؛ وكرر .. حسبنا الله ونعم الوكيل .. حسبنا الله ونعم الوكيل ...هذه المرة الثانية إن لم يحضر.
خرجت وهاجسي الوحيد كم ستستغرق قضية والدي حتّى يتم الفصل فيها؟!

على الباب الخارجي للمحكمة:
وجدت مسنا ً يرهقه صعود سلم(درج) المحكمة إلى الدور الثاني والثالث فافترش نعليه عند باب المحكمة برفقته طفل في العقد الأول من العمر،سـألته لماذا يا والدي لا تنتظر في صالات الانتظار في الدور الثاني لأجل راحتك؟
فأجابني: يصعب علي يا ابني صعود السلم ولا أريد أن أكلف نفسي عناء الصعود إلى الدور الثاني والثالث إلّا بعد أن أتأكد من حضور القاضي ، ثم أسترسل ذلك المسن في الدعاء لي بالصحة والعافية "وكأني سمعته يدعو الله أن يقيني من داء السكر والضغط خاصةً" !

كيف لي أن أثق بنزاهة وعدالة قاضي به إحدى علامات المنافق؛ إذا وعد أخلف،كيف لي أن أأتمنه على دفع المظلمة وإحقاق الحق وهو لا يؤدي حق الله عليه من مراعاة ذمته وأمانته؟!

انتظرنا موعد الجلسة والأمل قليل في حضور القاضي ولو حضر فالأمل أقل في إنصافنا على يده؛ولكن النتيجة هي ما توقعناها لم يحضر القاضي وتنازلنا عن حقنا في الدنيا؛وحمدت الله أن والدي على قدرٍ من التعقل والاتزان وأنا أدرك عواقب الأمور جيدا ً وأستطيع أن أحسبها للمدى البعيدً كوالدي وإلا لارتكبنا شيئا من صنيع الجاهلية الأولى لاسترداد حقنا.
ومن هنا أســأل نفسي سؤالا ً: هل تقاعس القضاء عن النظر في دعوى المنازعات والخصومة بين المواطنين هو سبب في ارتفاع معدل الجريمة لاسيما في الآونة الأخيرة؟!
ربما ..!

شكرا ً لك والدي فعدلك لنفسك وإنصافها يفوق قدرة ألف قاضي كقاضي محكمة الحجرة.

أتمنى أن تكون هذه الصورة خاصة بمحكمة الحجرة وأن لا تكون هي صورة القضاء عامة.

قال الله تعالى:
{ ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤوسهم }


سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك[/align]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
[ربنا لا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس