عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-06-2009, 12:22 PM
الصورة الرمزية مهندس / ياسر زهران
مهندس / ياسر زهران مهندس / ياسر زهران غير متواجد حالياً
 






مهندس / ياسر زهران is on a distinguished road
افتراضي أوباما يبوس الواوا

[align=right] بقلم د. محمود خليل[/align]
[align=right]حماية النفس واجبة على كل مسلم ومسلمة. والقرآن الكريم يقرر«أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً». وقد خلقنا الله شعوباً وقبائل لنتعارف لا لنتحارب.

والمسلم الحقيقى هو من يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ويعلم أن الله تعالى يحب الصادقين، ويجزى المحسنين أشد الجزاء، «هل جزاء الإحسان إلا الإحسان»، ويعاقب المفسدين أشد العقاب «وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون».

هذه الكلمات ليست من إحدى خطب الجمعة بمساجد مصر، بل هى تلخيص لمجموعة الأفكار الأساسية التى حدد بها الرئيس «أوباما» موقف الولايات المتحدة من العالم الإسلامى خلال خطبته الشهيرة بجامعة القاهرة، ولم يكن ينقص أوباما فى هذه الخطبة سوى أن يختمها بقوله تعالى «إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذى القربى» إلى آخر الآية، ثم يقيم صلاة جماعية تضم كل من شملتهم قاعة القبة تحت إمامته.

لقد قدّم الرجل حديثاً بارعاً عن الإسلام، ونال بعد كل معنى كان يردده حول سلوك المسلم الحق حظه من التصفيق الحاد، ولست أدرى هل كان الحاضرون يصفقون للقرآن أم لأوباما !، المهم أنهم فى النهاية صفقوا – وصرخوا – لكلمات الرجل أكثر مما يصفق أو يصرخ له «الأمريكان» !، رغم أن الخطاب لم يقدم شيئاً فى النهاية، ولم يخرج - كما توقعنا منذ عدة أسابيع - عن مفهوم العلاقات العامة والجهود «الكلامية» التى تبذلها الدول من أجل تحسين صورتها الذهنية لدى الآخر!

لم يطرح أوباما عبر خطابه أى فكرة إجرائية، يتحدث فيها – على سبيل المثال – عن رفع الحصار عن مواطنى غزة، بل طالب حماس بالتوقف عن المقاومة. تحدث عن الملف النووى الإيرانى، وعبر على الترسانة النووية الإسرائيلية. تحدث عن واقع الديمقراطية وحقوق الإنسان وتداول السلطة لدى حكومات عربية امتدح الحكمة والخبرة التى تتمتع بها نتيجة وجودها فى الحكم لعقود من الزمن!.

ولسنا فى حاجة إلى أن نفصل فى هذه النقطة أكثر من ذلك، فقد كان الكل يعلم أن أوباما لن يمنح شيئاً أكثر من الكلام المعسول الذى يمكن أن يشنف به آذان أمة تبلورت حضارتها حول نص، وأن مستمعيه سيشعرون بالنشوة والاستمتاع أثناء الخطبة، ليعودوا بعد ذلك إلى بيوتهم، وكأن شيئاً لم يكن، تماماً مثلما يحدث فى خطب الجمعة، حيث يصرخ المصلى استمتاعا بما يسمع من وعظ وكلام كريم وعظيم حول ضرورة أن يكون سلوكه أفضل

والحقيقة أن أوباما نفسه لم يفعل شيئاً أكثر من أن يبوس الواوا، فمثلما نفعل مع أطفالنا عندما نقبل «نبوس» أى جرح «واوا» يصيبهم دون أن نعالجه، اكتفى أوباما بأن يبوس الواوا التى أصابت علاقة الولايات المتحدة بالمسلمين، دون أن يقدم أى إجراءات علاجية لها. وقد كان الرجل ممثلاً فى ذلك للبراجماتية الأمريكية التى تبحث عن تحقيق الأهداف دون اكتراث بالوسائل.

فقد جربت هذه الإدارة مع بوش سياسة الضرب مع الشتيمة ضد المسلمين، لكنها مـع أوباما تعتمد على الضرب بدون شتيمة، لا بل إنها تمدح، وتدغدغ المشاعر، وتتحدث عن عظمة القرآن، وتسامح الإسلام ، وأخلاق النبى صلى الله عليه وسلم.

لذلك فإننى لا أجد وصفاً لأوباما خيراً من تلك العبارة التى استخدمها تشرشل فى وصف «لورانس العرب»، حين قال عنه: «إنه رجل قلما يجود به الزمان»، كذلك أعتقد أن أوباما من هذا الصنف من الرجال الذين قلّ أن يجــــود بهم الزمان بالنسبة للأمريكيين بالطبع، كما كان «لورانس» بالنسبة للإنجليز!. والحقيقة أن دورى الرجلين قريبا الشبه للغاية.

وإذا كان «لورانس القديم» قد أجاد فى الحديث إلى العرب بلغتهم، فإن «لورانس الجديد» أثبت مهارته فى التعامل مع عقل الإنسان العربى (ومحله أذناه) بصورة مميزة للغاية. ولا لوم على أيهما فى ذلك، فكلاهما يعمل من أجل صالح بلاده وإدارته.

الآن فقط نستطيع أن نفهم لماذا اختار أوباما الرياض كمحطة هبوط له فى زيارته للمنطقة، والقاهرة كمكان لإلقاء خطابه إلى العالم الإسلامى. إنها من جديد البراجماتية الأمريكية التى تعتمد على أسلوب اختيار الحلقة الأضعف، أو المناطق الأكثر رخاوة عندما ترغب فى إعادة هيكلة أى منطقة. فقد اختـارت الإدارة الأمريكية العالم العربى كمكان يخاطب منه أوباما المسلمين، لأنه يمثــل الحلقة الأضعف على خريطة العالم الإسلامى.

فأين نحن من تركيا أو إيران أو إندونيسيا أو ماليزيا؟ ففى هذه الدول تعيش شعوب وتعمل حكومات لا تهتم بهذه المظاهرات الكلامية التى تمتدح القرآن والإسلام، ولأن أوباما قرر ألا يعطى المسلمين شيئاً أكثر من الكلام، فقد كان من السذاجة أن يختار منطقة أخرى على خريطة العالم الإسلامى خارج المنطقة العربية، حتى ولو كانت إندونيسيا التى قضى فيها طفولته.

وداخل العالم العربى اختار «أوباما» الحلقة الأكثر ضعفاً التى تمثلها دول تبحث عمن يدغدغ مشاعرها حول زعامتها «الوهمية» للمنطقة، أو قيادتها الروحية لها، أو حكمة قادتها الذيــــن صقلهم الزمن!، وعبقرية رجالها الذين يطربون للكلم الطيب، وجمال «نسوانها» اللائى صرخن ابتهاجاً عندما تحدث أوباما عن ضرورة أن تنال المرأة حقوقها بالمساواة مع الرجل، وغير ذلك من أفكار تثبت أن الإدارة الأمريكية كانت موفقة فى اختيار المكان،

ومجيدة فى إعداد أوباما وتحفيظه الكلمات التى يخاطب بها المسلمين بأسلوب يتفوق به على الكثير من مشايخنا، تماماً مثلما فعل «لورانس العرب» حينما ارتدى الجلباب والعقال العربى ليكلم العرب بلغتهم، لذلك فلم يكن ينقص أوباما سوى أن يرتدى «عمة» فوق رأسه وهو يخطب تحت قبة الجامعة (مؤنث جامع) «عشان يلبسنا العمة كويس»
[/align][align=center]منقول[/align]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
[poem=font="Andalus,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,5,limegreen" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
يــارب عـُــدتُ إلــى رحَــابِـكَ تَـائِـبَــاً=مسـتـسـلـمـا ً مـسـتـمـسـكـا ً بــعُـــرَاكَ
إنـي أويـت لـكـل مــأوى فــي الحـيـاةِ=فــمــا رأيــــتُ أعَــــزَّ مِــــن مــــأواكَ
وتلَمَسَـتْ نفسـي السبيـلَ إلــى النَـجَـاةِ=فـلَــمْ تـجــدْ مَـنْـجَـى سِــوَى مَـنْـجَــاكَ
وبحـثـتُ عـن سِـرالـسَـعـَــادَةِ جـاهــداً=فـوجــدتُ هـــذا الـســرَّ فـــي تــقــواكَ[/poem]
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس