[خليل الحريري]

هلالية السهلاوي وزمن الاحتراف



فهد الروقي
نعلم أن تطبيق الاحتراف الكامل بكل حذافيره يحتاج لسنوات طويلة والخوف كل الخوف أن تكون تلك – ضوئية – خصوصا إن كنا سنسير على تلك الخطوات البطيئة كما نحن حاليا وضمير المتكلم للجماعة يشمل الكل دون استثناء – اتحاد كرة، فرق كروية، إدارات. لاعبين، إعلام، جماهير، منشآت – وكل من يرتبط بالمستديرة الصغيرة كل على حسب حقوقه وواجباته وما له وما عليه ولنضرب مثلا بحجر الزاوية وهم اللاعبون فقد ثبت بالعين المجردة أن المصلحة الشخصية هي المعيار الحقيقي عند اللاعبين إلا في حالات نادرة لتحديد عملية الانتقال والرغبة في تحديد المصير ولكم في السهلاوي خير مثال فهو الذي أعلن هلاليته على الملأ وتمنى الانتقال إليه بعد أشهر قليلة من انتقال القحطاني وحين جاءت عملية الانتقال فكر في مصلحته وترك عاطفته جانباً – وهذا عين العقل – لمن رأى في نفسه القدرة على الفصل بين واجباته العملية وبين عاطفته الجياشة – وعلى النصراويين تقع مسؤولية تفريغ العاطفة وترغيبه بفريقه الجديد وسحب ترسبات عاطفته السابقة شيئا فشيئا فهو قد اختار الانضمام للفريق الأصفر بكامل قواه العقلية دون ضغوط سوى إعماله للمنطق فالمردود المادي الذي تقاضاه – اللهم لا حسد – مغر جدا والفرصة في فرض موهبته قائمة في فريق يعاني من فقر حاد في القدرات

في الجهة الأعلى من منظومة الاحتراف وهي المسؤولة عن كل شيء والمسماة مجازاً لجنة الاحتراف ما زالت هي الأخرى تعاني من قصور حاد في تطبيق الأنظمة واللوائح حتى بات المتابع يشك أن هناك أمورا تطبخ بليل بدليل أن قضية قرني أبها التي انتهت بصلح فرح له أعضاء اللجنة أكثر من فرح جماهير النصر بصخرة دفاعية جديدة لعلها تغلق المنافذ المشرعة للشباك الصفراء في زمن أظنه ولى ولن يعود وحين أغلقت ملفات القضية أصدرت اللجنة (بياناً فاضحاً) لها قبل أن يكشف خلل الإدارتين المتنازعتين وفيه تم لفت نظرهما للتجاوزات التي حدثت منهما وكان من الأجدر أن تصدر البيان وتتم المعاقبة بعد أول اجتماع على الساحل الشرقي ففي عملية التأخير حتى ينتقل اللاعب للنصر تأويلات تثير الشبهات وسأتوقف هنا قبل أن ندخل سويا في المحظور ونقترب من كشف بقية فصول مسرحية الدلال.

ومن ناحية الجماهير تظل (العاطفة) هي مصدر الحكم الأول والأخير إلا فيما ندر حتى أن الأمور تصل عندها للمحبة والكُره ولكم في حادثة انتقال الدوخي من الهلال للاتحاد خير مثال حين غضبت منه الجماهير الزرقاء ووصل ببعضها أن أطلقت عليه لقب (الخائن) وقد جاء ذلك نتيجة ردة فعل عكسية حين تحول الحب الجارف إلى نقيضه والآن يبدو أن الأمور في طريقها لسابق عهدها فحين تأكد أحمد أن (من طلع من داره قل مقداره) وشاغله عشق الطفولة حنت الجماهير إليه وتحول حنقها منه إلى محبة أولية وللمعلومة لو أردنا استعراض الأخطاء التي تقع فيها أطراف منظومة الاحتراف لاحتجنا لمحيط من المداد ولغابات من الورق وما الشواهد أعلاه إلا باعتبارها آخر الأحداث وليس أخيرها في حين أن التصحيح يحتاج لأضعاف مضاعفة من هذه وتلك.