[الراس الصغير]

[align=center]

كان في زمان غابر يعود الى ماقبل بناء سد مأرب
رجل اكحل العين عريض البراطم يقال له االراس الصغير

وكان على هذه الحال الى ان وصل
سن 26 من عمره وفي لليله قمراء خرج على غير عادته متجه نحو الصحراء بمفرده وكان

يتمتم على نفسه ويضحك فقام والتقط حجر ورماه بكل قوته

في وسط وادي فصادف انه ضر من اهل الارض احد وما لبث ان جائه رجلين عيونهم خضر

كبيره على حجم جرة الفول (قلابه) فضربوه حتى فقد وعيه وما استيقض الا على حرارة

الشمس فوجد نفسه ممدد على الارض وبقربه نبع ماء ولكن


لا يستطيع ان يتحرك . وبينما هو على هذه الحال سمع اصوات بالقرب منه ولما امعن

النظر وجد نساء حباهن الله بالجمال الوافي والخلق العالي . وصاح يستنجد بنساء

حتى وقفوا على راسه تعلو وجوههم الدهشه فقالو له من انت وما الذي اتا بك هنا

فقال لا اعلم وهو يتألم . فساعدوه على النهوض واعطوه الماء واحضرو له طعام
ياكله ..

وهو يقلب وجهه فيمن حوله .. فقال بالله من انتم ومن أي عرب انتم فقالت
احد النساء ..
انت في عرب ورد الوادي .. نحن عرب كله نساء لايوجد به رجال ..

فقال الراس الصغير من يحمي ارضكم من غزو الاعداء ومن يتدبر شؤنكم فقالت الجاريه ..

يوجد في العرب فارسات اشجع من الرجال





اما اذا اردت ان اخبرك بمن تدير امر العرب فهي البتول

حكمة وفطنه تعرف بقاطعة خشوم الرجال .. لها في كل حول قطع خشم خمسين رجل ..

انصحك ان تفر منها ولا تراك .. فقال اكملي يااخت العرب .. فقالت الجاريه

وتنعم البتول برفقة في مجلسها تستانس بحديثهم وتاخذ المشورة منهم

فقالت الجاريه الا تريد ان احدثك بالمزيد فانا في شوق منذ زمن بعيد لي احدث رجل
مثل هذا الحديث فنحن في هذا العرب لم نحدث رجال منذ اكثر من خمسة عشر عام فقال
الراس الصغير ان امر هذا العرب لا يطاق فكيف تصبر النساء بلا رجال وكيف يصبر الرجال
بلا نساء .. فقالت الجاريه (على ايدك دحنا غلابه ) فقال الراس الصغير (ويش تقولين يامره )

حينها انطلق الراس الصغير وقال دلوني على البتول فقالت الجاريه على رسلك هل انت مجنون

فقال والله مالجنون الا ماانتم فيه فنطلق وانطلقن معه الجواري وحين اصبح قريب

من البتول حاصرنه فارسات العرب ووضعن السيوف على رقبته فصاح بهم اين البتول
صاحبة امر هذا العرب ..

فاقبلت تجر ردائها وقالت دعوه فقد اقبل علينا من نقطع
انفه فقال انفي لا ينال الا بحقه فقالت البتول وما حقه قال زواجي بمن
احب فقالت البتول قبحك الله يا هذا والله مامر علي احد اجراء واقبح منك
فقال
والله لو كان جزائي الموت ماتركت امراً قصدته .. وانشد يقول

شكوت فقالت كل هذا تبرم *** بحبي أراح الله قلبك من حبي

فلما كتمت الحب قالت لشد ما *** صبرت وماهذا بفعل شجي القلب

وأدنو فتقصيني فأبعد طالبا *** رضاها فتعتد التباعد من ذنبي

فشكواي تؤذيها وصبري يسوءها *** وتجزع من بعدي وتنفر من قربي

فيا قوم هل من حيلةٍِ تعرفونها *** أشيروا بها تستوجبوا الأجر من ربي

حينها اجتمع النساء في خيمة البتول وقالو لقد حدث مالا يوجب الصبر ولا نظن انه
يوجد على وجه الارض من يكره الحب .. افيقي يالبتول فان دموع هذا الرجل صادقه

فلا تقتليه بحبك .. فصاحت بهم البتول وقالت ماذا داهكم هل انتم مجانين .. رجل
اول مرة في حياتي اراه ويقول مايقول وتصدقونه .. لقد نال منكم بحسن كلامه ولكن
لاتشرق شمس الغد الا وخشمه مقصوص راح فيها الراس الصغير هههههه

فقالو النساء والله لا تمسه يدك بسؤ ولقد اجمعنا على امر نراه الصواب بعينه ..

فقالت البتول وماهو .. قالوا ما ان تعطيه الفرصه ليثبت لنا عكس ماتدعينه او
تتنحي عن سيادة هذا العرب .. حيث ان تصرفك لا يوحي بحكمتك التي عهدناها ..

فغضبة البتول وقالت مااضن هذا الرجل الا ساحر ادار عقولكم حتى فقدتم فطنتكم

وقالت البتول الرحيل الرحيل .. لا جلوس بعد اليوم معكم ..



نكمل بعدين هههههههه[/align]