[بحــــار]

حين كان الماضي حاضراً .... والحاضر مستقبلاً ..... كان عزف الريح على الشبابيك أشبه بموسيقى تصويريه لراعي الغنم... المتعب من عناء الوصول الى قمة الجبل.... والعودة ان حالفه الحظ مبكراً... للحاق بالكرة من مزرعة لأخرى... نزولاً الى الوادي الذي تترامى على جنباته مساكن القرية الجميلة بتقارب أهلها ....

......فبدأت المساكن تتباعد شيئاً فشيئاً إلى أن تباعد أهلها وبالرغم من ذلك كانوا متقاربين أكثر بقدر انعدام وسائل الاتصال.... فكم أبعدتنا الى ان إكتفينا برسالة معايده عبر الجوال لأخٍ أو صديق .... من تلك القرية الغناء بجبالها الخضراء ومزارعها المثمرة وآبارها الممتلئة بدأت قصت طفل خلف غنمه وهو يحمل كتاب الهجاء لأن الطفل يجب أن يكون طالباً وإن كان في الخامسة من عمره ...وراعياً للغنم ليساعد أهله..... ويتعلم الصبر.... وتحمل المشقة والوقوف على المشراف وقمة الجبل فيتربى في داخله الشموخ والكبرياء والعزة والأنفة ..... ويتعود على بلوغ الطموح فمن طلب العلا صعد الجبالٍ ....

.....وبدأ الطموح يكبر كلما كبر ذاك الفتى فأكمل تعليمه من ‘‘حياة المدرسة ومدرسة الحياة‘‘
.....وأبحر محملاً بالدعاء له من والديه ..... الى شاطيء لن يصله إلا عبر بحر ليس من السهل الإبحار فيه .... فأمواجه عاتية ..... وغبته دانية..... فإما الوصول أو اللا وصول ....

.....وأبحر البحار على مركبه فارداً أشرعته مردداً ..... ما قد سمعه وتلقاه عن البحر وحكاياته فبين غدار اعرفك يابحر ... وتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن .... إلى أن عرف سر الإبحار وفنونه وكيفية الوصول إلى شاطيء الطموح وجزيرة الحلم ..... فكم مر بجزرٍ وشواطيء كتب عنها ما أسعفته قافيته وألهمه فؤاده ... فصار عاشقاً للبحر .... متيم بعتو الأمواج فليس النجاح بالشيء السهل....

..... كان ذاك البحار الوحيد الذي أبدل مجدافه باليراع (القلم) ....وبحره الحبر ومركبه الجريد .... وهاهو العبد الفقير الى الله يبحر في محيط زهران .... (زهران) التاريخ ...(زهران) الأصالة ...(زهران) العز ....(زهران) الكرم ....(زهران وزهران وزهران ..... اللا حدود) فرجال زهران حكمة .... ونساؤهم حشمة ......كم هو مفخرة لي أن أكون أخ أصغر لأعضاء هذا المحيط فلكم مني جل التقدير والإحترام على ما تقومون به من جهد وما تقدمونه لقبيلتنا (زهران) [[ ولا على باقي القبايل زود]] فكلنا إخوة .... وأشكر من قاموا بدعوتي ومن رحبوا بوجودي فذاك شرف لي ووسام على صدري....

بحــــار.