ومع جعفر مرة اخرى واحواض الريحان
في اقصى الشفا البعيد عن قرية آل عياش ، كانت حيضان البن ( احواض : جمع حوض مكان زراعي صغير تزرع به بعض الشجيرات والريحان والبن والهيل مثلا) وكانت تسمى حيضان البن ، وكانت من المنعة والحصانة بحيث لا يصل اليها احد غير أهلها ، وكانت مليئة بالرياحين والبردقوش وخلافه ، وكان صاحبها يقطف منها كل سوق ليهبط به سوق سليم ( بضم السين ) في دار بني علي ( رمس ) ، فحصل ان دخل جعفر ( بطل القصة ) الى السوق واعجب بالريحان وهو شاب وسيم يحب التزين ، ولكنه أراد هدية بدون ثمن ، فرفض صاحبه بشدة الا بالثمن ن فكانت مشادة كلامية انتهت بتدخل الناس ، وهددت جعفر بقطف جميع الحيضان في القريب العاجل ، فجعل الرجل يسخر ويهزأ ، وبالفعل لم يمض طويل وقت حتى ، هجم جعفر في ليلة سوداء على تلك الحيضان بعد ان تسلل اليها خفية ، وهو يحمل بندقيته المشهورة والمسماة ( شريفة )
فطرق باب السقيفة على الرجل فلم يفتح فاخبره انه جعفر جاء للوعد ، فقال له خذ ما شئت واكفنا شرك ن فما كان منه الا ان صرم جميع الحوض دون أن يقلع منه شيئا ، وسرى به ، ليلة السوق وعاد الى القبيلة واعطى كلا منهم غراز ريحان ، وهبطو اليوم التالي للسوق متغيمر وراضي . ووفى بما أردا وسلك سبيلا صعب المرام ، وهو القائل في بعض غزلياته
بيتني حب مليح التلفات
بيات بيات
اولاد المنهبيات
الا نوو خصامهم يهلكونه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|