مفهوم الكتابة
الكـتابة بمفهومها البسيط هي الكـتابة التي تحرّر الواقع , وتنقله كما هو بصورة واضحة ليس فيها
كثير من التكـلف وليس فيها ذلك الأسلوب الصّعب العالي الذي يحوّل مادة الكتابة إلى مادة علميّة
أشبه بالأبحاث والدراسات .
الكتابة وعلى مرّ القرون مرّت بكثير من الحواجز والصّعوبات كأن يكتبون على الرّقاع وأكتاف الإبل
واللخاف وحتى كانوا يكتبون على الصّخور , كانت الكتابة تعاني من شحّ المصادر نظراً لصعوبة
نقل المواد العلميّة من مكان إلى آخـر كما حدث ذلك جليّاً مع ابن رشد وغيره من أوائل الكتّاب .
هذه الأيّام , نشهد نقلة حضاريّة مشهودة على مرّ التّاريخ , فلا أحد ينكـر الثّورة المعلوماتيّة التي
تحفّنا بها , وثورة الإنترنت , وثورة المطابع ... إلى غير ذلك من المصادر التي سهّلت على الفرد
تلقّي المعلومة بكلّ سهولة وأريحيّة .
على الرّغم من مصادرة الحقوق والملكيّة بادّعاءات واهية وهشّة , فإنّ المعلومة تصل وليس بينها
وبيني أي حاجز , هذا ما اتفق الجمع على تسميته بعصر المعلومة .
من يطوف المنتديات ومواقع الإنترنت أو حتّى الجرائد المحلّية , فإنه يلحظ ذلك التوتّر بينه وبين القارئ ,
حيث أنّ الكاتب يضيف الديكورات التي لا أساس لها ويهمل المضمون , وذلك لا يحسب له , أقول أنّ
هناك جفوة بينه وبين المتلقّي حيث أننا نشعر بفرض أفكـار عن طريق الديكورات والصور البراقة
وعن طريق الجمل اللاذعة واللاهبة للمشاعر .
أيضاً هناك طرق أخرى لكسب ود الآخر وهي طرح المواضيع التي لا تعبّر عن الواقع بشيء , بل تؤكـد
اضمحلاله , بحيث أن هذا الكاتب يتملّق مدير التحرير ومدير التحرير هذا ( يصلّح الكورة وهو يشوت )
ومن هذا القبيل . فهي علاقة طرديّة بين الكاتب والمسؤول وقد يكون الكاتب هنا يوزر متخفي وهنا تكمن
الكارثة .
هي أشياء لا تشترى , الفكـرة والمعلومة , بل هي إيمان نابع من النفس أنّ ما كتبه هو ما يؤمن به
وليس ما اعتاد عليه ( العادات والتقاليد ) .
أخيراً , الكتابة هي التحرر من القيود وتحرير ذلك لعامة الناس الذين إذا وجدوها التقطوها , وهي
الكتابة لأجل الكتابة وليس لغاية في نفس يعقوب كما يقال .
|