[خليل الحريري]

دروب
البيان الهلالي.. والحملة على ابن سعيد!
فهد الدوس

جميل جداً أن تكرس إدارة الهلال بقيادة الأمير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد ثقافة التفاعل مع كل ما يخص ناديها، وتأصيل القيم الإدارية الرامية إلى المحافظة على حقوق النادي وضمان حمايته من كل اساءة أو إثارة الهدف منها زعزعة استقراره، سواء في نقل الأنباء المغلوطة أو ممارسة تجاوزات، أو حتى تزييف الواقع اشباعاً لرغبة الميول من ثلة يحكمها التعصب والانتماء للشعارات المتنافسة وما زالت تعمل وفق الأهواء والميول المتعصبة.

مطلع الأسبوع الماضي أصدرت الادارة الهلالية بياناً عاجلاً تضمن نفياً سريعاً لما ذكر على لسان مدرب الفريق: البلجيكي الجديد "جيريتس" من انه يرفض استمرار اللاعب السويدي ويلهامسون صاحب أغلى صفقة في سوق الاحتراف السعودي ويوصي بالبحث عن لاعب بديل، ذلك أن مثل هذه الأخبار المغلوطة تهدف بلا شك الى الإثارة ومحاولة خلق إشكالية تنعكس تداعياتها على وضع الفريق، ولا غرو ان البيان "الأزرق" جاء بسرعة الصارخ لإيضاح الحقيقة ودرء البلبلة عن المدرب الخواجة، وكان هذا البيان - جميلاً في مضامينه.. والأجمل بالطبع لو كان مثل هذا البيان حاضراً ومتواجداً في الساحة الإعلامية عندما تعرض مؤسس النادي ورمزه الأكبر الشيخ عبدالرحمن بن سعيد لأعنف حملة إعلامية يواجهها في تاريخه من ٦٥ عاماً، سقطت معها كل قواعد الأدب والأخلاق الرياضية من فريق التعصب بجهله وحقده المتراكم وما تعرض له "شيخ الرياضيين" من حملة شرسة منظمة انتهكت معها كل المبادئ المهنية والأعراف الاعلامية والقيم الاخلاقية.

ومع الأسف كنا ننتظر صدور بيان هلالي يحدد موقف النادي من الإساءات والبذاءات التي طالت مؤسس الزعيم ووصلت إلى حد نشر رسومات كاريكاتيرية تستهزئ به وبلغت بأحد الأقزام ان يتهمه بالجنون، وانه شيخ مقيد بالسلاسل، وأين؟! في الصحيفة نفسها التي خصها أبو مساعد بحديثه المثير، وهو القامة العملاقة الذي ضحى بكل ما يملك من جهد ومال وصحة وعطاء على مدى نصف قرن من أجل بناء وقيام هذا الكيان الأزرق الذي أصبح اليوم من أكبر الأندية إنجازاً ونجوماً.

ولولا الله ثم هذا الرمز الرياضي العملاق لما رأينا الهلال يلوح في أفق الذهب والإنجازات المتوالية.

ومصدر استغرابنا، الموقف السلبي من الإدارة الهلالية التي لزمت الصمت حيال ما واجهه مؤسس ناديها من بذاءات وإساءات خرجت عن مفهوم النقد المنطقي وقواعد الاخلاق والمبادئ الرياضية.. بصورة تجعلنا نتأسى ونتحسر على هذه الحملة الشرسة التي تعرض لها "مؤسس الهلال" في هذا الزمن - الأغبر -، وعزاؤنا الوحيد في ظل الموقف الهلالي الغريب ان التاريخ الرياضي الذي أنصف الشيخ عبدالرحمن بن سعيد بما قدمه لرياضة وشباب وطنه.. شكل خط الدفاع الأول في حماية رائده من خربشات الصغار والجهلاء!!