[خليل الحريري]

عذاريب
ما بعد الصدمة!
عبدالله العجلان

تخيلوا لو أننا فزنا على كوريا الشمالية وتأهلنا مباشرة إلى مونديال 2010م فما الذي سيحدث؟!

ستنقلب أمورنا على النقيض مما نقرأه ونسمعه اليوم.. فتصير كل الأشياء والقرارات والتصرفات تمام التمام، وسنذهب إلى جنوب إفريقيا - وهنا المهم - بنفس أسلوب ورؤية وتصورات وترتيبات 2006م، 2002م، 1998م، وبالتالي سيظهر الأخضر بذات المستويات التي كان عليها في هذه النهائيات.. وعندها سنكرر الأسطوانة إياها: (ليتنا لم نتأهل) (لو أننا فعلنا كذا وتصرفنا هكذا).. وغيرها من النصائح والتعليقات التي دائما ما تصدر بأثر رجعي، وبعد أن تطير الطيور بأرزاقها ويكون الإصلاح حينها مستحيلاً..

الآن وقد انتقلنا إلى (الملحق) حيث الإرهاق والإزعاج والنظرة المغايرة والاستعدادات المختلفة، فمن الضروري ألا نتوقف فقط عند الكيفية التي ستؤهلنا إلى جنوب إفريقيا، وإنما في الإمعان فيما نحن عليه الآن، وفي بحث الأسباب والأخطاء والقرارات والأيادي كل الأيادي التي جعلتنا نتراجع عن غيرنا بهذا الشكل الذي لا يليق بتاريخ وشموخ ومكانة وإمكانات الوطن..

صدقوني ليس مهما ولا أيضا مفرحا لنا أن نتأهل لمرة خامسة قد تكون أسوأ من سابقاتها، بقدر أهمية أن ندير كافة شؤوننا الرياضية باحترافية، وبكوادر خبيرة ومتخصصة، وبأنظمة ولوائح متطورة، وبقرارات عادلة وحازمة ومنضبطة تصنع لنا رياضة سعودية فاعلة، وكرة راقية قادرة على الوصول إلى العالمية بالبناء القوي وبالمستوى الذي نتطلع إليه ونحلم به.

نعم لا نريد سواء عبر (الملحق) أو (بيت الدرج) أو (السطح) أو حتى (المجلس) أن نتأهل دون أن نعيد النظر بأسلوب إدارة المنتخبات واللجان والأمانة، وقبل أن نعرف لماذا غيرنا يتقدم بالنتائج والمؤسسات والملاعب والمنشآت؟! ولماذا لم نعد الأفضل على الصعيدين العربي والقاري في رعاية وإنتاج وتقديم المواهب، وتحقيق البطولات والإنجازات على مستوى الفئات السنية؟!

نعلم جيداً أن أمير الرياضة والشباب سلطان بن فهد أكثر المتحمسين والمهتمين بتطوير وارتقاء الكرة السعودية، لذلك نأمل من سموه الكريم أن يجعل من (صدمة) كوريا الشمالية فرصة مناسبة لتشخيص واقع الحال، ومعالجة أوضاعنا بطريقة تحقق رغبة وأهداف سموه وسمو نائبه، وآمال وطموحات الملايين من الجماهير السعودية.