[خليل الحريري]

بعد هوجة الاستقالات والانسحابات والاتهامات المتبادلة

الوسط الاتحادي يشتعل مع اقتراب عقد الجمعية العمومية

الاتحاديون ينتظرون الانتخابات بفارغ الصبر حتى تضع المشاكل أوزارها






اليوم - جدة


في الوقت الذي كان ينتظر أن تكون خلاله فترة الصيف الحالية مرحلة احتفالات تعم أوساط الاتحاديين بما حققه فريقهم الكروي وفرق أخرى كالسلة والطائرة وكرة الماء من إنجازات مختلفة يظل أبرزها دون منازع الفوز ببطولة أول دوري سعودي للمحترفين والتأهل إلى دور الثمانية من بطولة دوري أبطال آسيا إلا أن المشكلات تفجرت في النادي بشكل غير معهود بالرغم مما عرف عليه نادي الاتحاد من حدة نبرة النقاش بين منسوبيه ولكن هذه المرة فاقت كل المرات السابقة بمراحل مما نتج عنه العديد من الاستقالات والانسحابات من النادي.
شرارة الأحداث بدأت من نهاية مباريات الموسم للفريق عندما واجه فريق الشباب في دور الستة عشر لمسابقة دوري أبطال آسيا فبعدما نجح فريق الاتحاد في تجاوز فريق الشباب والتأهل إلى دور الثمانية خرج قائد الفريق اللاعب محمد نور وأعلن عن نيته في ترك نادي الاتحاد لأسباب فضل الاحتفاظ بها لنفسه مع رفضه القاطع أن تكون هذه الأسباب مادية أو خلافا مع مدرب الفريق الارجنتيني كالديرون.
وفي غمرة بحث الاتحاديين عن مخرج مع قائد فريقهم لاستمراره مع الفريق فجر رئيس هيئة أعضاء الشرف الأمير خالد بن فهد مفاجأة من العيار الثقيل بإعلانه الاستقالة من منصبه دون أن يحدد أيضا أسباب تلك الاستقالة حيث كان وقع استقالة سموه ثقيلا على الاتحاديين لما كان يشكله من مركز ثقل لضبط التوازن الشرفي في النادي بعد حالات الانفلات الشديدة التي كان يعيشها قبل استلامه لمنصبه وتبع استقالة الأمير خالد استقالة عضو المكتب التنفيذي لهيئة أعضاء الشرف الدكتور أحمد بامجلي وعلى الرغم من سرعة تدخل الرئاسة العامة لرعاية الشباب وتسمية نائبه طلعت لامي رئيسا للمجلس الشرفي إلا أن حوارا صحفيا للامي أجج الموقف تجاهه من قبل عدد من أعضاء الشرف وعلى رأسهم عضو الشرف منصور البلوي بعد أن شكك لامي في ذلك الحوار في دعم البلوي للنادي وأعتبر أن جميع ما يذكر في ذلك السياق مبالغ فيه ولا يمت للحقيقة بصلة الأمر الذي جعل المقربين من البلوي يؤكدون أنه عازم على ترك المجال الرياضي احتجاجا على كلام لامي وانتقاصه مما قدمه للنادي.
واكتملت هذه السلسلة بانسحاب أقوى المرشحين لرئاسة النادي اللواء محمد بن داخل من سباق الترشح لرئاسة النادي قبل اسبوعين من عقد الجمعية العمومية لأسباب أرجعها لوجود مديونيات على النادي وطلب شخصية كبيرة لا يستطيع الكشف عن أسمها منه الانسحاب من سباق الترشح للرئاسة الذي انحصر حاليا بين الرباعي الدكتور خالد المرزوقي والمحامي مدحت قاروب والمحامي عادل جمجوم والدكتور عبد الاله ساعاتي والأخير أصدر بيانا جاء فيه : أنا وجميع اعضاء مجلس ادارتي المرشحة ماضون في سباق الانتخابات بنفس القوة والثقة والحرص على خدمة النادي، ولو كانت مصلحة الاتحاد تقتضي انسحابي من الانتخابات لانسحبت فوراً ودون تردد.. لكن التطورات الاخيرة جعلتنا اكثر حرصاً على الاستمرار حتى النهاية. والمساهمة في تضمين برنامجنا الانتخابي بعض الافكار والتنظيمات الكفيلة بتماسك البيت الاتحادي وعدم اتاحة الفرصة مستقبلا لمن يحاولون خلق المشاكل والانقسامات والمساس بسمعة النادي.. ثم ان جماهير الاتحاد لا ترغب في إدارة النادي بالتكليف ولا يوجد شيء يستدعي ذلك وبالتالي لا بديل عن عقد الجمعية العمومية لضمان استقرار النادي ، لاسيما وان هناك موعدا محددا لانعقادها تم اعتماده من سمو الرئيس العام لرعاية الشباب الامير سلطان بن فهد ومن سمو نائبه الامير نواف بن فيصل وهما حريصان على تلبية رغبة الجماهير الاتحادية في انتخاب الادارة التي يرون فيها القدرة على تولي مهام النادي ورعاية مصالحه. نعرف وندرك التركة الثقيلة التي ستواجهنا عند استلام النادي، ونعرف ايضا ما ينتظرنا من تحديات وخاصة من الناحية المالية.. فأنا عندما قررت خوض سباق الانتخابات حضرت مع اعضاء ادارتي الى مقر النادي برفقة المحاسب القانوني واطلعنا على الميزانية المالية للنادي وكافة السجلات والمستندات والدفاتر المحاسبية وبناء على ما خرجنا به قام المحاسب القانوني (عضو مجلس ادارتنا) بعمل الميزانية التقديرية للأعوام الاربعة المقبلة. لست مع الذين يبالغون في تقدير ديون النادي لأننا وقفنا على المبالغ الفعلية لهذه الديون وهي كالتالي :
( 11 مليون ريال ديون تختص بقضايا معلقة لتسوية مستحقات بعض اللاعبين الاجانب + 5 ملايين ريال خاصة برواتب ومستحقات لاعبين محليين) أي ان اجمالي الالتزامات المالية على النادي 16 مليون ريال تقريبا.. ثم ان هذا المبلغ طبيعي جداً قياساً بحجم ومكانة نادي الاتحاد ، وليس غريباً أن تكون هناك ديون مرحلة من ادارة سابقة ، فنادينا عبر تاريخه الطويل كان ولا يزال وسيظل يشهد ترحيل بعض الديون من ادارة إلى اخرى، فتأتي الادارة الجديدة لتتولى معالجة الديون القديمة بكل الرضا والقبول فنحن في الاتحاد مكملون لبعضنا البعض، ولم تخلق بعد الادارة الخالية من الديون.. ويجب على أي ادارة تتولى قيادة الاتحاد ان تعمل وفق هذا المبدأ .. والشيء الذي يبعث على الاطمئنان بالنسبة لإدارتي أن الداعمين لي مطلعون على هذا الوضع المالي وملتزمون ايضا بالدعم المالي لمعالجة كل ذلك ، كما أنني على يقين بأن العضو الداعم والعضو المؤثر سيقفان مع النادي ومع أي ادارة قادمة فشكرا لهما على ذلك. ادارة المهندس جمال ابو عمارة في تصوري لم تترك وراءها ديوناً بالمعنى المحاسبي فلو نظرنا الى ما قامت به قبل انتهاء فترة التكليف لوجدناها سجلت فائضاً في ايرادات المركز المالي للنادي، فعلاوة على قيامها بصرف ما يقارب 56 مليون ريال لتجديد عقود جميع اللاعبين وتغطية مستحقاتهم المالية لعدة سنوات قادمة فهناك ايضاً ايرادات مستحقة خلال هذا الموسم تقدر قيمتها بتسعة وعشرين مليون ريال .. وهي كالتالي (000ر800ر11 ريال حصة النادي من بيع عقد فاجنر + 000ر000ر15 ريال حصة النادي من قيمة اسهمه في مشروع البندقية + 000ر500ر1 ريال من الاتحاد الآسيوي + 000ر000ر1 ريال من عائدات عطر إتي 8 ) .. كل هذا وغيره يجعلنا او أي ادارة اخرى قادمة تتقدم بجزيل الشكر على انجازات ادارة ابوعمارة فقد اراحت فعلا من يأتي بعدها . مطلوب من كل الاتحاديين الالتفاف حول ناديهم فهذا هو المنتظر منهم في مثل هذه الازمات الطارئة والمراحل الصعبة.
هذا البيان جاء قبل المؤتمر الصحفي الذي فند فيه رئيس مجلس إدارة نادي الاتحاد المهندس محمد جمال أبو عمارة بحضور رئيس هيئة أعضاء الشرف طلعت لامي جملة من المواضيع المتعلقة بالوضع المالي للنادي ردا منه على الانتقادات الشرفية الحادة جاء ذلك حيث بدأ ابو عمارة بذكر الإنجازات التي تحققت لنادي الاتحاد في عهد إدارته وهي 121 بطولة في مختلف الألعاب ثم تطرق للوضع المالي للنادي حيث أوضح أن النادي قام في العام الماضي بتجديد عقود 22 لاعبا ما بين لاعبين شباب دخلوا لأول مرة في الاحتراف أو تجديد عقود لاعبين سابقين بما مجموعه 56 مليون ريال.
وأشار بأن الديون المترتبة على الإدارة هي بمبلغ 18 مليون ريال هي عبارة عن رواتب أربعة أشهر متأخرة للعاملين واللاعبين المحليين والأجانب وبعض المستحقات المالية للاعبين أجانب مازالت قضاياهم منظورة في الاتحاد الدولي لكرة القدم.
وحول الدعم الذي تلقاه من أعضاء الشرف قال : تلقيت خلال فترة تكليفي لموسمين مبلغ 83 مليون ريال من منصور البلوي و50 مليون ريال من عضو الشرف الداعم بالإضافة لأربعين مليون ريال من عقد رعاية شركة الاتصالات وخمسة ملايين من دخل قناة العميد.
وأضاف قائلا : (الموقف المالي للنادي أطلع عليه المرشحون الراغبون في معرفة الحقائق وخدمة الكيان الاتحادي أما المرشحون الباحثون عن الفلاشات فهم من خرجوا على صفحات الجرائد وقاموا بكيل الاتهامات والتشكيك في النادي) الموقف في الوسط الاتحادي مقبل على المزيد من التسخين مع قرب عقد الجمعية العمومية للنادي يوم الثامن من الشهر المقبل لاختيار رئيس جديد للنادي وسينتظر الاتحاديون بفارغ الصبر ذلك اليوم على أمل أن يتم وضع حد لكافة هذه المشاكل بما يضمن الاستعداد الأمثل للموسم المقبل الذي تنتظر الاتحاد مشاركة هامة فيه في دور الثمانية من بطولة دوري أبطال آسيا والمحافظة على لقبهم الذي حققوه في الموسم الماضي بالفوز ببطولة دوري المحترفين السعودي.