[خليل الحريري]

السهل الممتنع

الانقراض

صالح السليمان



من خلال مقابلة الجزيرة سئلت عن أسباب التعثر في تأهل المنتخب لكأس العالم.. فذكرت أن تراجع نتائج وإنجازات الكرة السعودية لها جملة أسباب لا المساحة ولا طبيعة المقابلة تمنح فرصة التوسع في هذا الشأن.. وسأتطرق إلى أحد هذه الأسباب.. وهو نضوب وقلة المواهب.. وهذه لها أسبابها..

في الموسم الماضي وما قبله تابعت فرق الشباب والناشئين في الهلال وهو النادي المفترض أنه من أكثر الأندية عناية بالفئات السنية.. فشعرت بوجود فارق كبير بين لاعبي الفرق السنية سابقاً عن الآن.. في الأول تجد الفريق مليء باللاعبين المهرة وترى اللمسات الفنية والموهبة.. الآن فريق يحقق بطولة سنية لا تكاد تجد ما تعتبره مكسباً أو موهوباً إلا لاعبين أو ثلاثة..

وبعيداً عن كفاءة الأجهزة الإدارية والتدريبية والكشافين والعين الخبيرة.. فمن أهم أسباب تراجع عدد المواهب.. هو أن الحاضنة الأولى للخامات وهي فرق الحواري تراجعت أعدادها بسبب تقلص الأراضي البيضاء..فلو أخذنا العاصمة الرياض على سبيل المثال وهي التي قدمت أبرز وأعظم الأساطير الكروية السعودية الثنيان وماجد وسامي والنعيمة وأنور.. تراجعت كثيراً في إنتاج المواهب وأصيبت بما يشبه العقم.. بسبب انعدام الملاعب الترابية والأراضي البيضاء في الأحياء.. في وقت من الأوقات كان كل بيت في الأحياء الشعبية أمامه ملعبه وكانت تمثل حاضنة مبكرة في كشف المواهب.. لذا نرى توفر الأراضي البيضاء وفرق الحواري جعل من الأحساء مثلاً مصدراً جيداً للاعبين.. أيضاً الملهيات الآن والانشغال بألعاب البلاي ستيشن.. صارت تشجع الصغار على التكاسل عن الحركة مكتفين في إشباع نهمهم بكرة القدم من خلالها..

أيضاً دخول عصر الاحتراف وتسهيل تنقل اللاعبين بين الأندية.. جعل الأندية الكبيرة والمقتدرة مالياً تعتمد (الشراء على الجاهز) متخلية نسبياً عن مهمتها في تفريخ اللاعبين.. ولا شك أن دوري المدارس والأكاديميات هو الحل..