
،
،
،
في إحدى المسلسلات الوطنية .. تدور إحداثه حول الفنان السعودي فهد الحيّان ابن القرية الذي يبحث عن الاستقلالية و العمل.
يقف الحيّان على خشبة مسرح متواضعة في وسط القرية كـ( ستآند أب كوميدي) وخلفه ( ربعه ) حاملين ( تنكة التمر) يقرعونها كطبول بعد كل فكاهة يقولها
الحيان :
خذوا خذوا ذي .. تراها قنبلة بس أخاف تصير إصابات .. والله أخاف
الشيبان :
لا لا هات هات ..
الحيان :
يقولون بيوفرون الكهربة والسكن والإعانات .. لا ويقولون بعد بيحارون البطالة ويضفونا حنا يالشباب من الشوارع
فتقرع الطبول يتمايل الحيان بجسمه الثقيل ضاحكا مقهقها فيما يتساقط الـ(شيبان) والنسوة الحاضرات من أعلى الكراسي من شدة الضحك
فتغشى القرية كلها حالة من الضحك والسخرية

مشهد ساخر يُطبع في الذاكرة .. ورسالة استعطاف إلى من رسم مسبقا مئآب الشاب القروي وقريته
هكذا كان واقع قُرانا وهكذا ستكون ، ضحايا مركزية القرارات والاهتمامات
لتورث أوضاع مرزية على جميع الأصعدة .. بؤس من حيث الموقع والواقع
الأهم إن القرويين لا يتحملون مسؤولية أميتهم وبدائيتهم .. طالما يقبع عالمهم تحت سلطة الاستكثار وعدم التكافؤ

انت قروي ..؟؟
سؤال مع قليل من الجهد العضلي لرفع حاجب دون الاخر للدلالة على عقلية المتحجر او نفسية السآذج ..
لكن ، أذا ما استثنينا تلك الأمور التي ذكرها ( الحيان ) من مسكن وكهرباء وإعانات
و استثنينا الفيصلية والمملكة .. واستثنينا مآكدونالز وبيتزآ هات
ويدخل في ذلك الجينز ، والرخام ، وضجيج السيارات الفارهة .. وهلم جرا من اساليب ومظاهر التمنق
سيبرز القروي بصورة المتحضر .. الأكثر لباقة في تعاملاته مع المرأة ( كزوجة ، كـ جارة ، كـ بنت بلد ) حيث لا وجود لمفاهيم الاستغلال و الذئاب البشرية
والأكثر احتراما للذوق العام و لمعتقدات محيطه في إطار دين وعقيدة .. حيث لا وجود لمفاهيم الإفراط والتفريط
والأكثر تفانيا لأرضه ولعرضه ولـ يد الجماعة .. حيث لا وجود لمفاهيم الأنانية و حب الذات
والأكثر مهارة في مواجهة الحياة .. حيث لا وجود لمفاهيم التشاؤم ولا لقضايا الانتحار والاكتئاب ..

"
خلاصة القضية
توجز في عبارة
لقد لبسنا قشرة الحضارة
والروح جاهلية!! "