[جرئ ولكن!!!]

تحية اجلال وتقدير الى القائمين والمشاركين والزائرين لهذا المنتدى الذي يستحق كل احترام
اكتب اليكم هذا اليوم ايها الاعزاء ويخالجني شعور بالفخر يمتزج باحساس بالأسى على قبيلتي و بلاد ابائي واجدادي تلك البلاد التي هي موطن للعادات والتقاليد ومعاني الشهامة والمرؤة ارض الكرم والشجاعة واخلاق الرجال. ولكن كما قال الشاعر:
زمزم فينا ولكن اين من يقنع الدنيا بجدوى زمزم
قد تكون شهادتي في قبيلتي مجروحة ولكن لن اتكلم عن ماضي الاباء والاجداد الذي يعرفه من جاور او عاشر زهران, وأنما حديثي سيكون عن الأرث الذي ورثه سلفنا ولم نحفظه كما ينبغي. اقول ذلك لأنني من ابناء زهران الذين ولدوا خارج بلاد زهران. لقد ولدت في مدينة الرياض حيث انقل والدي قبل مايربو عن خمسن عاماً للعمل في القطاع العسكري كحال الكثيرين ممن نزحوا بحثاً عن لقمة العيش حينها, ومررت بعدة مراحل من حياتي مابين البحث عن هويتي فعاشرت اصنافا ً من البشر ولم اجد نفسي بينهم لاسيما وأن بعضاً من ابناء زهران ق تخلوا عن هويتهم ومايشرفهم من علوم الرجال. اقول ذلك لأني أتمنى من كل من يتشرف بحمل اسم هذه القبيلة أن يكون جديراً بحمل ذلك الاسم ليس من باب العنصرية المقيتة ولكن من باب الحفاظ على سمو الاخلاق والاعراف التي تنازلنا عنها أما بسبب بريق المدنية الزائفة واما لهثاً وراء المادة أو لمحاولة الاندماج في مجتمعات معينة لكي لانحسس بالتمييز المفتعل واما لنقس الثقة في النفس. لقد سافرت وعشت في دولتين اجنبيتين وتعلمت من الاجانب احترامهم لثقافتهم المحلية مهما كانت لانها تحمل هويتهم وثقافتهم وتاريخهم مهما بدىذلك صغيراً.
فلنسأل انفسنا ماذا قدمنا لارضنا ولأهلنا في بلاد زهران؟, ماذا خلفنا للجيل الذي سيلينا؟ هل سيقى لهم مايستأنسون به؟ أم نحن انانيون واخذنا من هذه القبيلة كل شيئ ولم نقدم لها أي شيئ؟ لماذابعض ابناء زهران جاحدين لارضهم واهلهم؟ لماذابعض ابناء في كل قطاع لا يخدمون ابناء قبيلتهم طالما انهم مؤهلين ويحملون كفاءات لايستهان بها؟ لماذا لايقوم ابناء القبيلة على اختلاف انتمائاتم بعمل مشاريع ثقافية وتنموية يكون لها مردود وانعاكاس على المنطقة واهلها وقبل ذلك على الثقافة والتراث لماذا ولماذا ولماذ؟ الكثير من التساؤلات. لقد علمتني الغربة أن من لا يحترم ثقافتة وانتمائهم سيهون على الاخرين. أن من ابنائنا الاطباء والمهندسون والاساتذة الجامعيون والصحفيون والكتاب ورجال الاعمال فأين تاثيرهم الايجابي واين رد الجميل؟ اقول كل هذا من الحرقة والتحسر لأن لينا الكثير من المقومات ولكن ماهي الاغزارة في النتاج وسوء في التوزيع.أن ابنائنا فيهم من الخير الكثير ولكن من يعلق الجرس ويدعو الى مشروع ثقافي لاحياء تراث زهران وتعريف العالم من حولنا بالموروث من عادات وتقاليد وفلكلور واعراف قبلية يحتكم اليها فضلاً عن الاثار التي لم يلتفت اليها حتى لحظة كتابة هذه الرسالة. لماذا لانوم بتوعية ابناء المنطقة وتبصيرهم بدل اللهثة وراء ثقافة تحاول جعل الناس نسخة واحدة وتقضي على التنوع الثقافي في البلاد. أين دور ابناء المنطقة من اكاديمين وصحفيين واعلاميين وكتاب ونقاد وكل من يستطيع أن يقدم ولو النزر اليسير؟ لماذا نعتقد واهمين بأن مالدينا لم يعد صالحاً لأن يكون مثالاً يحتذى؟
يأبناء زهران أن لديكم كنزً ثقافياً تحسدون عليه ولكن شغلتكم الحضارة المادية ببريقها فتخليتم عنه رغم وفائه لكم. تذكروا أن من يهن يسهل الهوان عليه. ناشدتكم الله أن تستيقظوا من سباتكم واجعلوا مافات استراحة محارب وعودوا الى مايشرفكم ويجملكم في كل ميدان. اقول ذلك لأن النار لاتحرق الا رجل واطيها, فعشقي لتراب زهران وترابها الذي نشأت بعيداً عنه وكأني غريب يفرض علي الاعتداد بنفسي وبقبيلتي التي تحمل الكثير من القيم الانسانية التي تحتاجها البشرية والمجتمعات المدنية اليوم.
فمن هذا المنبر ادعوا كل المثقفين والاكاديمين وكل ابناء القبيلة النبلاء أن نتكاتف سوياً وننقذ مايمكن انقاذه وهذه امانة احملها كل زهراني غيور فمازال المجال مفتوحاً أمامنا لنري الاخرين من نحن فليس الفتى من يقول كان ابي بل الفتى من يقول أنا زهراني اصيل وافعالي تشهد لي. اعذروني على الاطلة ولكنما مشاعر أدمت فؤادي فجدت بها.دمتم لزهران فخراً وتقبلوا فائق احترامي.
ابن زهران البار