لا يهمني الرقم تحديداً، والذي قيل أنه لامس سقف العشرة آلاف مشجع نصراوي حضروا في مقر النادي لمشاهدة أول تدريبات الفريق، بقدر ما يهمني منظر حقل الزعفران الكبير وهو يكتظ بأسمى لمحات العشق الأسطوري الخالد، (شاء من شاء وأبى من أبى)!
عظمة يا جمهور النصر، فها أنت تغلق أفواهنا معشر الكتاب بالشمع الأحمر على مدى أسبوع كامل، وتلوي أعناقنا رغماً عن أنوفنا إليك، لترغمنا على كتابتك، والكتابة لك، فهاهي أفكارنا في أدراج مكاتبنا حتى موعد لاحق، بعد أن أجّلنا كتابتها لنجاريك صناعةً للأحداث الرياضية العملاقة، ونحذو حذوك ضخاً للحماس المتقد في شرايين الركود، ماذا تفعل يا جمهور النصر؟ بل ومن أين لك هذا؟ فليس جديداً ربما أن تطبق حركة الأمواج المكسيكية في المدرجات، أو أن تقلدك جماهير الأندية الأخرى وتطبقها من بعدك! ولكن الجديد: هو أن تجعل أغلب أقلام الكتاب الرياضيين في أغلب الصحف تؤدي حركة الأمواج المكسيكية هذا الأسبوع بالتناوب من أجلك، بعد أن كنت قضيتنا الأولى ما بين مؤيد ومعارض على تعدد أطيافنا وميولنا ومشاربنا أفلا يكفيك هذا بالله عليك؟!
المحيط الاتحادي الهادي!
كنت أتحدث أنا ومدير التحرير محمد البكيري ذات يوم عن عدة قضايا وأحداث رياضية مهمة، ولأن أبرزها تلك الأيام كان يهم جماهير الاتحاد فأتذكر أنني قلت: ما يميز جمهور الاتحاد عن غيره من جماهير الأندية الأخرى أنه كالمحيط المترامي الأطراف إذ لديه القدرة الخارقة على ابتلاع أخبار المرجفين وشائعات المغرضين وهضمها بهدوء لتختفي نهائياً عن الأنظار حتى لو كانت بحجم السفينة العملاقة الشهيرة: التايتينك!
فلا أتذكر أن جمهور الاتحاد قد ثار كله يوماً كردة فعل ضد خبر صحفي أو ضد صحيفة، ولا أعرف سبباً لذلك، فهل هي ثقافة البلوي وذكاؤه أثناء التعامل مع الإعلام والتي تشرّبها جمهوره؟ أم أنها ثقافة أهل الحجاز النبلاء أصلاً بأخلاقهم اللطيفة والملفتة للانتباه حتى وأنت تتعامل مع أحدهم في مكان عام فيقدم لك خدماته بكل طيب نفس وتواضع؟!
تخيلوا لو أن قضية المليار ريال التي رفعتها إحدى المؤسسات ضد منصور البلوي والاتحاد كانت ضد ناد آخر ـ والتي كان يثيرها المرجفون بين كل فترة وفترة في وسائل الإعلام ـ يا الله، ماذا سيحدث؟ فكم أغبط مسؤولي الاتحاد على ثقافة هذا الجمهور الواعي الذي يستحق بكل مصداقية وحياد أن أطلق عليه لقب : المحيط الهادي.
الجدير بالذكر أن القضية إياها قد أقفلت رسمياً بعد النطق بالحكم يوم الاثنين الماضي في الجلسة الختامية للقضية إذ تم رفضها وتصديق الحكم.
تـمريـرات
* استعجال الإدارة بترحيل الفريق إلى معسكره الخارجي يقف خلفه الهتافات الجماعية التي لا تزال ترددها الجماهير في التدريبات وهي تهتف باسم المدرب السابق!
* السفر المفاجئ كان خطوة ذكية جداً تحسب للإدارة بصراحة، عندما أبعدت الفريق (بمدربه الجديد ولاعبيه) عن هذه الهتافات اليومية التي ستؤثر بلا شك على نفسيات ومستويات الجميع!