[صادق الود]

الآن فقط.. النصر بمن حضر





محمد الشيخ

لم يرق لي يوما، ولم يقنعني شعار "النصر بمن حضر" الذي تغنى به النصراويون منذ النصف الثاني من التسعينيات الماضية، إذ كنت أرى أن ذلك الشعار، لم يكن سوى مورفين لتخدير وعي الجماهير النصراوية، إزاء واقع ناديهم الذي عانى ما عانى في حقبة خلت من الانجازات والحضور اللائق بكيان كبير كالنصر؛ بدليل أنه وكلما زاد تمسك النصراويين بذلك الشعار، زاد نكوصهم وتراجعهم.

لكن لاشك لدي بأن النصراويين من أصحاب القرار قد نجحوا في مرحلة ما في تسويق ذلك الشعار، لاسيما في الفترة التي أوهم فيها أنصار النادي أن فريقهم يعيش مرحلة تغيير جلد، أو ما سميت مرحلة إعادة البناء، فيما كان يحتضر ويتهاوى؛ لكن طول أمد الغياب النصراوي عن البطولات والذي بلغ العقد الكامل أعاد النصراويون لوعيهم، فخرجوا من قفص الشعارات الوهمية، لاسيما في السنوات الأخيرة، مطالبين بإعادة النصر -كيفما كان- لواقعه كبطل ثابت في معادلة الكرة السعودية.

الإدارات النصراوية التي تعاقبت على استلام مفاتيح القرار في النادي، عجزت بشكل واضح عن تلبية مطالب الجماهير التي لم تعد تقتنع بشيء سوى أن ترى (العالمي) يزاحم أقرانه على منصات التتويج بالبطولات، لا أن يكون مجرد ضيف شرف فيها، بيد أن الأمور حاليا تبدو لي قد اختلفت، ليس لمجيء الأمير فيصل بن تركي كشخصية وحسب، وإنما لأنه –في ظني- يمثل ثقافة مختلفة، يمكن أن تؤسس لمرحلة مغايرة تماما عن المراحل السابقة التي عاش فيها النصر أسوأ فتراته، لاسيما وأننا نشهد فترة يمكن أن نصطلح على تسميتها (الطفرة الاحترافية) والتي هي بحاجة لرئيس ذي مواصفات خاصة جدا.

ما يميز حراك رئيس النصر حاليا، هو سعيه لهدم كل المشاريع السابقة التي كانت سببا في تخلف النصر عن ركب المنافسة، إن على المستوى الإداري أو الفني، بحيث يصير النصر في حالة انعتاق تام عن تلك المراحل الضبابية في تاريخ النادي، ومن الجميل ما نشهده من تغييرات إن على مستوى الأفراد أو الأداء أو الخطاب، أو في حالة الانفتاح على الآخر غير النصراوي، وإن ظل شيئا من تلك المراحل عالقا هنا أو هناك؛ لكن الأيام كفيلة بالتغيير القسري.

الإدارة فن، وليست عنادا أو تحدٍيا ومشكلة النصر مع الإدارات الماضية أنها جربت كل فنون العناد والتحدي، ولم تجرب فنون الإدارة، فانشغلت عن النصر بمواجهة هذا والتربص بذاك، على عكس ما نشهده في إدارة النصر الحالية التي بدا لي أنها تتبع أسلوب (فن الممكن)، وهو الأسلوب الذي أكاد أجزم بأنه سيركب النصر قارب البطولات، وبمن حضر هذه المرة.