من حق القلم
الحارثي وهجوم النصر
عبدالله الفرج
لا يختلف اثنان على أن المهاجم الدولي سعد الحارثي أحد المهاجمين الذين يملكون الموهبة والقدرة على التسجيل، واللعب بقتالية وإخلاص وذلك أهم الركائز التي جعلته المهاجم الأوحد في النصر، وأوصلته للمنتخب الوطني، وقادته للحصول على الشعبية الكبيرة من قبل جماهير النصر التي تتنامى بصورة ملفتة رغم أنَّ الحارثي لم يساهم ولو مرة واحدة في تحقيق فريقه لبطولة تعطشت لها الجماهير سنوات، وكان أكثر زملائه تعويلاً عليه من قبل الجماهير للمساهمة في استعادة هيبة (فارس نجد) وإعادته لجادة البطولات، ولم يحالف التوفيق النجم الجماهيري في تحقيق ذلك لأسباب عدة، منها ما يتعلق به، وأكثرها عائد لوضع الفريق، الذي عانى طويلاً على الصعيدين الفنِّي والإداري، ليتجرد تدريجياً من النجوم، وليغيب اللاعب النصراوي عن قائمة المنتخب على غير المعتاد.
ورغم أنَّ الكرة السعودية تحظى بعدد من النجوم الذين يملكون جماهيرية كبيرة، تحصلوا عليها بعد عناء وجهد ومساهمات فاعلة في البطولات التي جمعتها أنديتهم؛ إلا أن شعبية سعد الحارثي ربما تتجاوز الكثير منهم، وهو ما يكشفه تعاطي الجماهير المحبة له مع الأحداث، ومتابعة أخباره، وسباقهم القوي للتصويت له في أي تنافس كان، وكذلك الاستقبال الخاص الذي يحظى به دوناً عن غيره من النجوم في الأندية الأخرى.
ولا شك أنَّ إصابة الحارثي بداية الموسم الرياضي الماضي شكلت صدمة للاعب الذي كان يأمل في تحقيق شيء مع فريقه، ولجماهيره التي ترى فيه قائداً مثاليا للهجوم الأصفر، وجاءت أنباء الآلام التي شعر بها قبل المغادرة إلى برشلونة، وأخرجته من التدريب مثيرة للقلق على مستقبل المهاجم الخلوق، ومدى نجاح العملية الجراحية التي أوقفته قسراً عن ممارسة اللعبة.
النصر الذي خطا خطوات جيدة على طريق تدعيم صفوفه بعدد من اللاعبين المحليين، والأجانب في مراكز عدة، ومن بينها منطقة الهجوم بالتعاقد مع لاعب ال32 مليوناً محمد السهلاوي تعاملت إدارته مع الأسماء التي استقرت عليها في قائمة معسكر برشلونة الإعدادي على أنَّ الحارثي سيكون جاهزاً لقيادة النصر مع ريان بلال والسهلاوي والشهراني، وعلى الرغم من أمانينا الصادقة بأن يعود سعد نجماً متألقاً في النصر والمنتخب؛ إلا أنَّ ذلك لا يمنع من القول بأن وضع الهجوم النصراوي لا يزال مقلقاً، وفيما (لا قدَّر الله) لو عادت الإصابة من جديد، أو احتاج وقتاً أطول للعودة؛ فسيجد المدرب الأورجواني جورج داسيلفا نفسه في ورطة؛ ما يجعلنا نطالب صراحة مسيِّري الفريق (لأصفر) بإعادة النظر في وضع الهجوم، خصوصاً وأنَّ الموسم المقبل سيكون أكثر احتداماً، والغلبة فيه دائما لمصلحة من يملك البدلاء، ويزداد الأمر أهمية بعد إقرار مشاركة الفريق في بطولة الخليج.
فاصلة
قد نفترق، قد نبتعد، ولكن يظل الأمل في اللقاء هاجساً لا يفارقنا.