[خليل الحريري]

نبض الحرف
القدوة محمد نور..!
عبد الواحد المشيقح

ظاهرة تمرد نجومنا على أنديتهم.. ظاهرة ربما تكون مألوفة لدى بعضهم قبل زمن الاحتراف.. وربما سنتقبلها على مضض في ذلك الزمن.. فما رأيناه وسمعناه في ذلك الزمن.. أمر كان يُصيبنا بالإحباط.. ويقتل كل طموحنا.. لكن أن تصبح ظاهرة التمرد في زمن الاحتراف فماذا عسانا أن نقول..؟!

أمر مؤسف أن يحدث ذلك في زمن الاحتراف.. ولأنه يحدث في زمن الاحتراف.. فلابد أن يقف الجميع أمام كل من لايسعى لتطبيق الاحتراف الحقيقي.. التي تكون محصلته النهائية لصالح كرتنا السعودية.. فيجب أن يكون التعامل مع النظام.. فهو سر التفوق.. وهو صانع الاحتراف الحقيقي.. وكل ماطبقنا أنظمتنا دون عاطفة جاءت النتائج ايجابية.. فطالما أن اللاعب محترف والمحترف له حقوق يجب على النادي حفظها.. فهو في المقابل عليه حقوق والتزامات يجب عليه الوفاء بها تجاه نادية..!

لكن مشكلتنا مع الاحتراف أن بعض أنديتنا هي من تساعد نجومها على ظاهرة التمرد.. بالتعامل معهم بالعاطفة.. والتدليل الزائد.. ومنحهم الحُرية يتصرفون كيفما شاءوا.. كما هو حال الاتحاد مع محمد نور.. فالاتحاديون تعاملوا مع قضية اللاعب.. وفق مسار المُبالغة في التدليل.. والثناء.. على طريقة (ومن الحُب ماقتل) فهي التي جعلت اللاعب يتمرد على نادية في أكثر من مناسبة إلى أن وصل به الحال أن يرفض الالتحاق بمعسكر فريقه..!

هُنا تبرز أهمية التعامل مع اللاعب المحترف وفق تطبيق الأنظمة.. دون تفريق بين نجم وآخر.. لكن في تعامل الاتحاديين مع نور الأمر مُختلف.. وللحق فإن الدلال الذي حصل عليه قائد النمور نور.. لم يُحسب لأدارة دون غيرها.. فجميع إدارات الاتحاد تقريبا دون استثناء كانت تعامل نور بمعاملة مُختلفة عن الآخرين.. وإن كان هناك إدارات كانت تُزيد الدلال عن غيرها بدعم من شرفيين اتحادين.. حتى البيان الاتحادي الأخير بشأن غياب اللاعب كان فيه من الاستجداء والتودد مايندى له الجبين.. أيضا الشرفي الاتحادي أحمد فتيحي الذي أوكلت له مُهمة حل القضية خرج على الهواء.. وتوقعنا منه أن يلوم نور على فعلته.. وان يقول: من صالح الاتحاد حتى يبقى قويا وصامدا وشامخا.. أن يُعامل نور بحجم الخطأ الذي اقترفه.. وفقا للائحة الاحتراف لحفظ حقوق النادي.. غير أن المفاجأة أن فتيحي خرج ليقول: إن نور هو القدوة لجميع لاعبي الاتحاد الجُدد..!

تُرى متى يُدرك بعض هؤلاء النجوم.. مالهم وماعليهم.. ليصبحوا نجوما حقيقيين.. فالسقوط سهل جدا.. وبعد السقوط لايمكن العودة من جديد.. فالنجم الكبير هو الذي تتفق سلوكياته مع نجوميته في الملعب.. وهو الذي يحسب حسابا لكل ممارساته.. حتى لاتهتز صورته ولايشوه تاريخه.. ومتى نسعى لتطبيق الاحتراف الحقيقي لتكون محصلته النهائية لصالح كرتنا السعودية (؟) ومتى سنشهد تعاملا ايجابيا مع كل الظروف مهما كان مصدرها..؟!