[عطر الكون]

ضجت المنتديات والمجالس بما فعله شاب سعودي ظهر على فضائية وهو يتحدث في غرفته الخاصة ( ذات الألوان الحمراء ) عن اصطياد الفتيات وعرضه بعض (العوامل المحفزة) لإتمام عملياته البطولية؟ .. ومن ثمَّ استعراضه بسيارته ونزوله عند أحد الأسواق لاصطياد الفتيات.. كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم؟


إن هذا الشاب أعطى صورة سيئة للعالم عن الشاب السعودي وسذاجته
ووجب على المجتمع مقاضاته.



الصورة الثانية


تضج الشبكة العنكبويتة بعشرات الألوف من المنتديات, ولكن بعضها تتقمص من قريب أو بعيد صورة الشاب السابقة وطريقته, فهناك منتديات تخصصت في مناقشة الجنس, وبعضها في نشر الإلحاد وغير ذلك.. ولكن العجب من بعض المنتديات التي قد تحمل أسماء القبائل فما أن تفتح صفحتها الأولى حتى تداهمك مقاطع مختلفة من الأغاني وبث مباشر لبعض القنوات مثل mbc fm(لسنا بصدد تأويل وبيان خلفيات مثل تلك التصرفات الحمقاء) ولكن بالتأكيد أيضا:


أن تلك المنتديات أعطت صورة سيئة للقبائل عن تلك القبيلة.
ووجب على القبيلة مقاضاتها وبيان أن ذلك لا يمثل القبيلة من قريب أو بعيد.




حملة التحليل الحقيقي
عندما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم رجلا يغتسل بالخلاء, صعد المنبر وقال بعد حمد الله تعالى: " إن الله عز وجل حليم حيي ستير، يحب الحياء والستر فإذا اغتسل أحدكم فليستتر " . وقد عدَّ العلماء ستر العيوب من أجل النعم فقد قال الضحاك في قوله تعالى وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة) قال: أما الظاهرة فالإسلام والقرآن، وأما الباطنة فما يستر من العيوب.



وقد ورد أن موسى عليه السلام لما خرج بقومه لدعاء الله تعالى أن يغيثهم لم يستجب الله دعاءهم, وقال الله تعالى : ياموسى إن فيكم عبدا يبارزني بالذنوب منذ أربعين سنة, فصح بالناس : الذي بارز ربه بالذنوب والمعاصي أربعين عاماً أن اخرج. فلما صاح موسى وقع في نفس الرجل أنه هو فدعا ربه : يا رب! اللهم إني أتوب إليك فاسترني، اللهم إني أتوب إليك فاسترني، اللهم إني أتوب إليك فاسترني.



وقيل أنه ندم على فعاله وقال: إلهي وسيدي : عصيتك أربعين سنة وأمهلتني, وقد أتيتك طائعا فاقبلني.

فأظل الغيم موسى وقومه وانفتحت السماء بمطر كأفواه القرب , فقال موسى : يا رب! سقيتنا وأغثتنا ولم يخرج منا أحد! فقال الله: يا موسى! منعتكم السقيا به فلما تاب وسألني أعطيته وسقيتكم بعده، فقال موسى: يا رب! أرني ذلك الرجل، فقال الله جل وعلا: يا موسى! سترته أربعين عاماً وهو يعصيني أفأفضحه وقد تاب إلي وبين يدي؟




وقد أدرك السلف عظم هذه النعمة فكان أحدهم إذا سُئل كيف أصبحت يا فلان ؟ يقول : أصبحت بين نعمتين, ذنوب سترها الله علىّ فلا يعيرني بها أحد , ومحبة قذفها الله في قلوب العباد لم يبلغها عملي.
وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقسم أن من ستره الله في الدنيا سيستره في الأخرى, فإن الحليم إذا ستر غفر .


فيا أيها الحبيب لا تهتك ستر الله عليك وتجاهر بمعاصيك, ماذا ستقول لربك إذا قال لك : " يا أيها الإنسان ما غرَّك بربك الكريم".


وإنطلاقا من قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة),وقوله : : ( لا يستر عبد عبدا في الدنيا ، إلا ستره الله يوم القيامة )
فإني أدعوكم أن تقوموا بحملة في مجتمعكم الصغير والكبير شعارها : هيا نستر من حولنا .


لكن هذه الحملة بالتأكيد لا تشمل من يجاهر بمعصيته فقد قال عليه الصلاة والسلام : " " كل أمتي معافى إلا المجاهرين " فإذا كان المستور ممن يصر على المعصية ويجاهر بها وجب فضحه والتحذير منه.

------------------- منقول للفاأده ------------------
...