رد: كل يوم ايه مع تقسيرها (سورة الفاتحه)
معنى ((الحمد لله رب العالمين))
الحَمْد’: مصدر حَمِدَ يَحْمَد’ أي إذا أثنى على شيء، وهو الثناء الذي ضد الذم.
الحمد في لغة العرب: الثناء الكامل.
والألف واللام لاستغراق جنس المحامد أو للاستحقاق.
الله جل وعلا هو المحمود لذاته، إذ له أسماء الجلال وصفات الكمال فهو وحده يستحق الحمد فهو محمود قبل أن يحمده الحامدون أو حتى إن لم يحمده الحامدون، وهو الواحد الأحد قبل أن يوحده الموحدون أو حتى إن لم يوحده الموحدون، وهو الإله الحق قبل أن يفرده بالألوهية العابدون أو وإن لم يفرده أحد من خلقه بالألوهية والعبودية. فكل شيء في الكون من عرشه (سمائه) إلى فرشه (أرضه) ناطق بوحدانيته وناطق بحمده ففي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد وكل شيء في الكون شاهد بحمده. فما عمرت الجنة إلا بحمده و ما أنزل الكتب كل الكتب والصحف كل الصحف إلا بحمده و ما أرسل الرسل كل الرسل والأنبياء كل الأنبياء إلا بحمده.
شاء الله تعالى أن يفتتح كتابه بالحمد لله رب العالمين وجعل الحمد خاتمة كل شيء فقال "وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين"
سبق الحمد من الله لنفسه فإن أول من حمد الله هو الله لأنه يستحق الحمد بأجمعه ونهى أن يحمد الخلق أنفسهم فقال: "ولا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"
وهو أول من حمد نفسه لأنه لما خلق الخلق علم أن الخلق سيعجزون عن حمده حمدا يليق بكماله وجلاله حتى محمد صلى الله عليه وسلم أظهر عجزه عن حمده تعالى فقال: "لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك"
أضاف بعض العلماء معنىً بليغاً آخر فقالوا: لما علم الله جل وعلا كثرة نعمه على خلقه وعباده وأنها لا تعد ولا تحصى وعلم عجز وتقصير خلقه في حمده وشكره عليها بدأ بحمد نفسه فقال: "الحمد لله رب العالمين"
كان صلى الله عليه وسلم إذا قام في جوف الليل يفتتح ذكره بالحمد فيقول: "اللهم لك الحمد"
قال ابن مسعود: نور السماوات والأرض من نور وجهه سبحانه وتعالى
جاء في صحيح مسلم من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال:
" إن الله تعالى لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه ويرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه".
جاء في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال:" جاء حبر من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد إن الله يمسك السماوات يوم القيامة على أصبع والأرضين على أصبع والجبال والشجر على أصبع والماء والثرى على أصبع وسائر الخلق على أصبع ثم يهزهن فيقول أنا الملك أنا الله. فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبا مما قال الحبر تصديقا له. ثم قرأ ( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون)"
جاء في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: " إن النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال اللهم لك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن و لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن و لك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ومن فيهن و لك الحمد أنت الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق وقولك حق والجنة حق والنار حق و النبيون حق ومحمد حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت ولا إله غيرك"
جاء في صحيح مسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها"
جاء في صحيح مسلم من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال:" الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدوا فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها"
روى الحاكم في المستدرك بحديث صححه الشيخ الألباني رحمه الله على شرط مسلم من حديث سلمان رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: " يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السموات والأرض لوسعت فتقول الملائكة يا رب لمن يزن هذا فيقول الله لمن شئت من خلقي فيقولون سبحانك ما عبدناك حق عبادتك"
جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: "كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم"
جاء في صحيح البخاري وسنن أبو داود والترمذي ومالك بسند صحيح من حديث رفاعة بن رافع الزرقي رضي الله عنه أنه قال: " كنا نصلي وراء النبي صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركعة قال سمع الله لمن حمده قال رجل من ورائه ربنا و لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فلما انصرف قال من المتكلم قال أنا قال رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول" يبتدرونها أي يتسابقون لتسجيلها.
جاء في سنن الترمذي بسند صحيح من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: " لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال يا محمد أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأنها قيعان وأن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر"
جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: " من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر"
جاء في صحيح مسلم من حديث جويرية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم " خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة قال ما زلت على الحال التي فارقتك عليها ؟ قالت نعم قال النبي صلى الله عليه وسلم لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته"
مر بكر بن عبد الله المزني على رجل حمَّال إلا أنه سمع الحمَّال يقول: " الحمد لله أستغفر الله، الحمد لله أستغفر الله. فاقترب منه وقال: أما تحسن غير هذا؟ قال: كلا بل أحسن غيره كثير. فإني أقرأ القرآن والحمد لله ولكني أرى أن العبد بين نعمة وذنب فأحمد الله على نعمه وأستغفر الله لذنوبي، فبكى بكر وقال: الحمَّال أفقه منك يا بكر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|