عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-2009, 02:13 PM   #3177
احمد الزهراني
 
الصورة الرمزية احمد الزهراني
 







 
احمد الزهراني is on a distinguished road
افتراضي رد: ~*¤®§][§][( رابطه عشاق العـالمـــي )][§][§®¤*~



المقال لعلي مكي في صحيفة الوطن

ويستفتونك عن (ماجد)؟ الاستفتاءات الرياضية في منطقتنا العربية مضحكة، وأكثرها إضحاكاً استفتاء الآغا أو (mbc) الأخير لقياس أفضلية رجل كرة القدم السعودية والخليجية والعربية والآسيوية الأول وسيدها المتوج بأمر الكرة قبل أمر المدربين والفنيين والمحللين والإعلاميين والكُتاب والجماهير العاشقة "ماجد أحمد عبدالله"، وهو استفتاء مضحك في موضوعه ونتيجته لأنه من قبيل تفسير الماء بعد الجهد بالماء!
لا يحتاج ماجد إلى استفتاء من أي نوع. إنه الأسطورة واللاعب الخارق المعجز شاء من شاء وأبى من أبى. ليس هذا فرضا لحالة عاطفية أو إقصاء للرأي الآخر. كما أنه ليس مجرد إعجاب عابر بمدرج أصفر أو أخضر، بل هو العقل والعاطفة معاً. الذين يحبون بعاطفتهم يشهدون بهذا. والذين يسمون أنفسهم العقلانيين أيضا لا يمكن أن يقولوا إن ماجد شأنه شأن الآخرين من النجوم. ماجد عبدالله حالة خاصة وفريدة واستثنائية لم تتكرر حتى الآن، فإلى هذه اللحظة التي أكتب فيها هذه السطور، لم تنجب ملاعب أكبر قارات العالم على امتداد تاريخها، لاعبَ كرةٍ يضاهيه أو يشبهه أو حتى يقترب منه موهبةً وفناً وإعجازا.
إنني حينما أقرأ لزملاء هنا وهناك وهم يغتصبون لقب: (الأسطورة)، ثم يخلعونه على هذا اللاعب أو ذاك من لاعبيهم المفضلين، وإن كانوا نجوما ولهم بصماتهم، إلا أنهم يضحكونني كثيرا إذ يبدو هؤلاء اللاعبون في منظر يثير السخرية؛ فالثوب أوسع بكثير من أجسامهم الضئيلة وأطول جدا من قاماتهم القصيرة. كم أشفق على اللقب والمُلَقَّب معا! ذلك أن (الأسطورة) لقب له مواصفات وشروط ومعايير؛ فليس كل ما يلمع ذهبا، فالفنان (أيّ فنان) سواء في كرة القدم أو في غيرها من الفنون كافة لا يتحول إلى أسطورة، إلا في وضع واحد فقط وحالة وحيدة لا غير، وهي عندما يأتي بفعل خارق في مجاله وتخصصه وحرفته لم يفعله غيره ولم يصل إليه سواه طوال مسيرته.. وهكذا كان الفنان ماجد هو اللاعب الوحيد في قارة آسيا بأكملها الذي أمطر شباك المنافسين بأهداف من كل شكل وصفة، بل إنه أصاب أهدافا لم يسجلها لاعب سواه في طريقتها وأسلوبها، وصعوبتها وسهولتها وصعوبتها في آن، وتنوعها بين الرأس والقدم مهارة و(حرفنة). ولم تكن أهدافه الخرافية، أو ما وصفت بذلك بيضة ديك (أي مرة واحدة حظا وصدفة ورَمية عشوائية)، بل تكرر ذلك كثيراً وفي منافسات رسمية قوية حاسمة ومصيرية على كافة الصُعد المحلية والإقليمية والقارية والدولية.
ولو كان لكرة القدم أن تتكلم عن هذا الغزال الأسمر، الطويل كنخيل نجد والعالي كجبال مكة، لقالت الكرة شهادتها دون نفاق أو مواربة، ولأقسمت أنها تنحاز لرجل يقال له: ماجد بن أحمد عبدالله؛ لأنه عندما يضعها بين قدميه ويسير بها بهدوء وحنان العاشق تكون في أوج اختيالها وفتنتها، يضيء لها كل الدروب نحو بلوغ الهدف وتمنحها العزة والكرامة والقوة وهي تخترق برشاقة دفاعات الخصوم، غير مكترث بصلابتهم وتمرسهم ويقظتهم؛ لأنه يثق بمهارة قدميه واتقاد عقله وحبه إمتاع الناس فيسكن الكرة عزيزة وقريرة في بيت الفرح.
كرة القدم مثل الكتابة "تخلص لمن يخلص لها وتتخلى عن الانتهازيين"، لذا فشهادتها صادقة لا تكذب فلا مصلحة لها سوى المتعة الحلال، وأجمل متعتها كانت مع ماجد.. ولكم تمنيت لو أنهم يستنطقون الكرة أو يستبطنون إحساسها في مسيرتها العظيمة مع هذا اللاعب الفذ! فلو أنهم فعلوا ذلك لكانت (أي كرة القدم) قد تنهدت طويلا تنهيدة الحنين للزمن الأخضر الجميل بل زمنها الأجمل والأفضل والأكمل، ولكانت قد روت حكايات طويلة وعذبة من المتعة والفن والجمال والإعجاز، ولنصَّبت السعودي ماجد أحمد عبدالله لاعب الزمان والمكان بل لاعب كل المراحل وكل الحقب وكل الأزمنة وكل القرون في قارة آسيا.. ولو سألوا آسيا: بماذا تُفاخِر؟ لكان ماجد من بين إنجازاتها التي تباهي بها، ولقالت كرتها بكل كبرياء وفخر: "من أعظم منجزاتي في القرن العشرين لاعب سعودي يدعى ماجد عبدالله، كان عندما يمارس معي الحب يجعلني أكثر وسامة وملاحة وعذوبة".
ولسوف يصادق التاريخ على قول كرة القدم هذا ويسجل شهادته بحزم وقوة وتجرد قائلا: "إن ماجد أحمد عبدالله هو مع أساطير العالم القليلين في كرة القدم؛ لأنه لم يهبط من ليل الخرافة أو الصدفة، وأن سنابله نبتت هنا في جزيرة العرب ونمت وكبرت في وضح النهار بعرقه وكده وجهده وتعبه وكفاحه وموهبته الأصيلة المتفردة لا بشيء آخر! وإن فنه الكروي العظيم كان كالخلود جديرا بأن يفلت من كمائن الموت والنسيان والطمس والتشويه والتضليل.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
اخي [ العضو ] & [ الزائر ] الكريم
....::::: انت زائر صفحتي رقم :::::....

أخر مواضيعي
احمد الزهراني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس