[خليل الحريري]

الإتي أهم وأغلى

طالبوا بمعاقبة محمد نور وتأديبه وعدم السماح له بالانضمام إلى معسكر إسبانيا، وانه غير جدير بارتداء قميص العميد بعد تمرده الأخير وتلاعبه بمصلحة وسمعة الاتحاد، لكنهم فجأة انقلبوا 180 درجة وصاروا معه يدافعون عنه ويتغنون بنجوميته ويهاجمون المدرب بوسيرو على عدم استدعائه والاستفادة من خدماته.. لماذا؟ لان الاتحاد بالنسبة لهم أهم وأكثر قيمة واحتراما من المنتخب..

هكذا يكون الفارق في تعاملهم بين النادي ومنتخب الوطن، وقضية نور الأخيرة جاءت لتكشفهم على حقيقتهم، ففي الوقت الذي يرون فيه أن تمثيل الاتحاد لا بد أن يكون وفق شروط صعبة وصارمة ومواصفات نادرة ونجومية لافتة وسيرة ذاتية منضبطة، نجدهم في المقابل ينظرون إلى أن الدفاع عن اسم وشعار وألوان الوطن يمر عبر قياسات مرنة ومعايير سهلة، ودون أية ضوابط أو قيود أو التزامات أدبية أخلاقية أو سلوكية يفرضها شرف تمثيل الوطن، وتحقيق طموحات وأحلام الملايين من أبنائه.

المهارة الفردية لا تكفي ولا تصنع وحدها الإنجازات الرياضية فهناك الانضباط وتطبيق أسس ومبادئ الاحتراف وقوة الانتماء والإخلاص والروح القتالية والثقافة العامة والرياضية بمعانيها وأسمائها المتعددة، وهذه في رأيي مقومات وعناصر من الضروري تكريسها والأخذ بها لتطوير أداء وزيادة رصيد منجزات الكرة والرياضة السعودية عموما.

إهدار الحقوق بالقوانين المغيبة

في كل مرة يواجه فيها أحد الأندية قضية ما ضد هذه الجهة أو تلك أتساءل: لماذا لا يوجد ضمن هيكلة النادي الإدارية وعضوية المجلس إداري متخصص بالقانون يستطيع بخبرته وتأهيله أن يحمي النادي ويدافع عن حقوقه وينظم أداءه ويضبط تعاملاته؟

ما يجري هو عبارة عن ممارسات فوضوية تعتمد على الاجتهادات العاطفية أكثر من أي شيء آخر وبالتالي تهدر حقوق النادي وتفقد مشروعيتها وتأثيرها وإقناعها، لأنها لم تصدر بلغة قانونية واثقة قوية ومعبرة تحفظ للنادي حقوقه، وتكشف في الوقت نفسه أخطاء وثغرات الطرف الآخر، في حالة أن يكون النادي هو المظلوم والمتضرر والمجني عليه وليس العكس.

على ضوء ما رأيناه في مواقف عديدة صاخبة وأحداث سابقة مزعجة، تخيلوا لو أن ناديا كالهلال تعامل مع ملفاته الداخلية والخارجية وقضاياه تجاه بعض الأسماء واللجان والوسائل الإعلامية والقنوات الفضائية بإجراءات وأساليب قانونية، فعلى الأقل سيسجل لنفسه موقفا يرضي جماهيره ويثبت حقوقه ونظامية تحركاته، كما ينصفه أمام التاريخ والرأي العام.