مرسى الكلمة
اليوم في الهلال .. وغداً في النصر
فياض الشمري
أصبحت معظم الاندية السعودية مرتعاً خصباً، وربما صنف بعضها دار عجزة للكثير من اللاعبين الأجانب الذين ترفضهم الاندية في الخارج بحكم تقدمهم في السن واعتزالهم، او ضعف مستواهم، والغريب ان التعاقد معهم يتم بأرقام مالية مهولة، وهذه عادة موسمية حتى على مستوى المدربين الذين هم الاخرون يفضلون السباق هنا ليس لأن مسابقاتنا مثيرة وفرقنا قوية وبطولاتنا منظمة، ولكن لأنهم يجدون عقوداً لايحصلون عليها في أي بلد آخر.
فالمدرب الذي يلفظه الهلال يتلقفه النصر، والمدرب الذي يطرده الاهلي يحتفي به الاتحاد، والمدرب الذي ينهي عقده الاتفاق يحتضنه الشباب، دون السؤال لماذا طردوا؟، وهكذا الى ان يطوف جميعهم على انديتنا ويأخذون مافي خزائنها، اما اللاعبون الاجانب والعرب الذين تقمصوا ذات الدور فحدِّث ولاحرج، بداية بتوقيع المغربي احمد بهجا للهلال ومن ثم الاتحاد ومنه إلى النصر، مروراً بالبرازيلي سيرجيو الذي جاء للهلال وذهب للاهلي، لينتقل الى الاتحاد، وبعد ذلك البرازيلي كماتشو الذي حط رحاله لأول مرة في السعودية بين جنبات الهلال، ليعود بعد انهاء علاقته شبابيا، ثم السنغالي موسى نداو الذي لعب للهلال ومنه الى الاتفاق، وحماد جي الذي مثل الطائي ثم الوحدة وبعده الحزم، ونشأت اكرم الذي ارتدى شعار النصر ومنه الى الشباب، والبرنس تاجو الذي تعاقد معه الاتحاد قبل يرحل الى الاتفاق، وأخيراً المعتزل دولياً طارق التايب الذي اخفق مع الهلال واختار الشباب وجهة جديدة وغير هؤلاء لاعبون لايمكن حصرهم بسهولة.
ترى لماذا فقط الاندية السعودية هي التي يتنقل بينها اللاعبون الاجانب والعرب جماعات وأفرادا؟، هل ذلك فشل من إدارات الاندية في البحث عمن هو افضل منهم أم أن السماسرة برعوا في الترويج لبضاعتهم فوجودوا ان الاندية السعودية هي من يوقع معهم بأرقام خالية، في كل الاحوال هناك خلل يتجاهله البعض!.
ربما لأن الاندية السعودية أصبحت غير قادرة على حماية أموالها بجلب اللاعب المفيد الذي تستثمره فنياً ومادياً، وبالتالي تسليم أمرها الى السماسرة الاجانب الذين اصبحوا اذكياء في الضحك على إدارات الاندية، بينما الوسيط السعودي المسكين الذي يريد ان يستفيد ماديا ويفيد رياضة بلده تجده لايحصل الا على اليسير، واحياناً لاتمنحه الأندية الثقة التي تحفزه لجلب السلعة النافعة، وربما تحاربه من خلال تضييق الخناق!!.
مثلما شاهدنا لاعبين عرباً وأجانب يطوفون على معظم الاندية السعودية في سنوات مضت (حراج وحدة ..حراج ثنين)ومن ثم الاعتزال فالسيناريو ذاته سيتكرر مواسم مقبلة، والسبب غياب الفكر لدى من يختار، والاكتفاء بما يجلبه السماسرة الذين تمرسوا في معرفة نقاط الضعف في إدارات الاندية السعودية، وكيفية إقناعها، ومن ثم تمرير الكثير من الصفقات الفاشلة عليها.
الاندية في البلدان الاخرى تعتني باختيار اللاعب الاجنبي الجيد اعتناء شديدا حتى يساعد على الارتقاء بمستواها، ونحن منذ سنوات لانعرف الا بهجا ونشأت والتايب وكماتشو وبقية من لفظتهم انديتهم وحلوا علينا بعقود لايحلمون بها!