السهل الممتنع
(المقاطعة) هل حان إيقافها..؟!
صالح السليمان
عندما خرج الأمير عبد الرحمن بن مساعد في توقيت معين من الموسم المنصرم وفي بداية انطلاقة قطار الدوري ليعلنها صريحة على الملأ مقاطعة قناة أبو ظبي بسبب حيثيات ذكرها في حينه كان لهذه الخطوة وجاهتها ومبرراتها واعتبارها ذلك الوقت.
والآن وبعد مُضي ما يقارب العام على هذه المقاطعة.. حان الآن ضرورة مراجعة هذه الخطوة ودراسة مردودها وإيجابياتها وسلبياتها.. وهل ما زال للمقاطعة بقية.. أم أن الرسالة وصلت.. وحققت المقاطعة أهدافها أو بعضاً منها.. وهل من مصلحة الهلال الاستمرار فيها؟
برأيي الشخصي أن إدارة الهلال لا بد أن تتقدم خطوة ليتقدم الطرف الآخر مثلها للوصول إلى نقطة اتفاق ووفاق.. حتى لا تتحوَّل العلاقة بين الطرفين إلى نوع من المكابرة وحوار الطرشان..
أنا تابعت قناة أبو ظبي كثيراً من ناحية المباريات المنقولة فوجدتها أفضل من القنوات الأخرى تعليقاً ومتابعة وتحليلاً.. ولم أُلاحظ شيئاً يُمكن أن أقول إنه فيه تحامل على الهلال.. بل هو العكس رأيت فيها إنصافاً وثناءً على الهلال لا يُمكن سماعه في برامج التحليل الأخرى.
فمثل قناة أبو ظبي لم تخطئ حتى بما يساوي (1 في الألف) من بلاوي وكوارث القناة التي أسهمت في الموسم المنصرم في تدهور نتائج الهلال..
حتى البرنامج القضية وسبب المشكلة تابعت بعضاً من حلقاته في أواخر الموسم لم أجد فيه شيئاً يدينه ضد الهلال.. لأن المقدم تمكن من السيطرة على ضيوفه وقطع الطريق على بعضهم في انتهاز موقعه للنيل من الهلال.
الأستاذ محمد نجيب مقدم البرنامج شخص إيجابي ومنصف.. وكون منسق البرنامج سعيد هلال ورط البرنامج أو أحرجه ببعض الضيوف الموافقين معه في الميول فهذه نقطة تحسب على المقدم أيضاً.. ولا أعتقد أن مشكلة البرنامج طرح آراء متعصبة من بعض ضيوفه.. لأن هذا يُعبِّر عن عُقدهم الشخصية ومركب النقص لديهم فإنك لا تجني من الشوك العنب.. ولكن المشكلة التي قد تُحسب على البرنامج هي في السماح بتمرير معلومات كاذبة من بعض ضيوفه، وهو ما أغضب رئيس الهلال وأخرجه من طوره.. وهذا ما على الأستاذ محمد نجيب الانتباه له.
فإذا كان ولا بد من المقاطعة.. فلتكن المقاطعة على قدر الخطأ، ولو افترضنا وجود اعتراض على برنامج فلتكن المقاطعة للبرنامج المعني.. وليس للقناة بشكل عام..
أتمنى أن تكون السياسة الإعلامية التي تنتهجها إدارة الهلال بالنسبة للفضائيات أكثر حيوية ومرونة وحصافة.. ولا بد من مراجعتها دورياً.. لأن في هذه السياسة نوعاً من التناقض.. ففي حين تتعامل بحدة بسبب برنامج.. في المقابل تتعامل بكل تسامح وتساهل مع قنوات تعمَّدت الإضرار بالفريق رغم المكاسب والملايين التي حصدتها من هذا النادي وجماهيره.. بشكل أغاظ جماهير النادي.
وأشعر أن البعض يقول إن مقالك يتناقض مع ما كتبته في الموسم المنصرم.. وهذا غير صحيح.. بل أعتبره الحلقة الثانية ومكملاً لانتقادي السابق.
فأنا ركزت على نقد البرنامج تحديداً بسبب مغالطات ضيوفه وتمرير حزمة كبيرة من الأكاذيب مستغلين حسن نية الأستاذ نجيب وضعف خلفيته عن الرياضة السعودية، وهو ما تنبه له في الحلقات الأخيرة للبرنامج.
كما لم أؤيد المقاطعة ولكن لم أنتقدها ولم أنتقد قناة أبو ظبي بشكل عام ولم أنتقد الأستاذ نجيب.. ومقالاتي موجودة (بالنت).. يمكن الرجوع لها للاطمئنان أن لا تناقض بينها وبين مقالي هذا.. ولكن أرى أن المقاطعة رسالة ووصلت ولنكن أكثر أريحية ورحابة صدر.. وعلى سمو رئيس الهلال قطع الطريق على أي شخص أو جهة ما أو منافس يغذي وينفخ في سبيل استمرار المقاطعة.