الموضوع: مناظرة رائعة
عرض مشاركة واحدة
قديم 15-08-2009, 01:07 AM   #10
شذى الريحان
عضو اداري
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية شذى الريحان
 







 
شذى الريحان will become famous soon enough
افتراضي رد: مناظرة رائعة

مهند القرني


يُعلقُ الأستاذ الكريم على معتقدي في ( توارة موسى ) فيسجلُ ملاحظاته عليها فبدأ بالآية التالية :


{فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ }البقرة79


وسجل عليها عدة ملاحظات :

1) أن القرآن قال ( فويلٌ ) ( لمن يبيعوا كتابه ويكسبون منه ) ولم يقل لمن يُحرف الكلام .

ولا شك أنني صُدمتُ بسماعي لهذا الكلام إذا أن الآية تقول ( فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ ) أي أن اليهود يكتبون كلاماً بأيديهم وينسبونه إلى الله تعالى والأستاذ الكريم لا يُسمي ذلك تحريفاً بل قفز إلى نقطة بعيدة وهي سببٌ من مسببات هذا التحريف التي ذكرها القرآن وهو قوله تعالى : ( لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً )



2) أن القرآن لم يصرح بأن الوعيد متعلقٌ باليهود فلم يقل ( فويلٌ لبني إسرائيل )

ولاشك أنه مما صدمني حقيقة إذن أن الأستاذ لم يكلف نفسه بقراءة الآية في سياقها حتى يعرف لمن الوعيد في قوله ( فويلٌ ) يعود على من ؛ فإن الآية في سياقها تتحدثُ عن اليهود وعن طلب موسى لهم أن يذبحوا بقرة ....
فتقول الآية :

( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ{67} قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ{68} قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ{69} قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ{70} قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ{71} وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ{72} فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ{73} ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ{74} أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ{75} وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىَ بَعْضٍ قَالُواْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ{76} أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ{77} وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ{78} فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ{79} ) البقرة



فلا أظنُ عاقلاً يقول بأن الوعيد متعلقٌ بغير اليهود !!!


مهند القرني


3) أنه لا وجود حتى تلميحٌ عن التحريف .


وهذا ليس بصحيح فالآيات في سياقها تتحدثُ عن تحريف لكلام الله وذلك بكتابة كلام بشري ونسبته إلى الله تبارك وتعالى {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ }البقرة79

بل وتصرح الآية في سياقها بتحريف اليهود لكلام ربهم فقال تعالى : ( أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ )البقرة 75



وهذا كما يقال : ( تحريف مع سبق الإصرار والترصد ) فهم تعمدوا تحريف كلام ربهم مع علمهم بذلك

ولا أدري هل قرأ الأستاذ الآيات بشكل صحيح أم أنه مجرد ادعاء بلا دليل !!!



وكذلك يسجل الأستاذ ملاحظته على الآية الثانية من سورة المائدة {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }المائدة13



1) ما معنى يحرفون الكلم عن مواضعه ؟؟

وأقول للأستاذ الكريم لماذا لم تقرأ ما وضعت رابطه أمامنا بأكمله حتى تجد الجواب على سؤالك ؟؟

يقول ابن كثير كما نقل لنا الأستاذ رابط تفسيره :



اقتباس:
أَيْ فَسَدَتْ فُهُومُهُمْ وَسَاءَ تَصَرُّفُهُمْ فِي آيَاتِ اللَّهِ وَتَأَوَّلُوا كِتَابَهُ عَلَى غَيْرِ مَا أَنْزَلَهُ وَحَمَلُوهُ عَلَى غَيْر مُرَاده وَقَالُوا عَلَيْهِ مَا لَمْ يَقُلْ عِيَاذًا بِاَللَّهِ مِنْ ذَلِكَ
.


أي قالوا على الله تعالى ما لم يقله وهذا ما أوضحتهُ الآية السابقة من سورة البقرة {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ }البقرة79

فاليهود زوروا وبدلوا في كتاب ربهم جل في علاه
2)

هل يعني التحريف بالحذف أم بالإضافة ؟؟


وأقول : أنه يحتمل التأويل الباطل وهذا ضعيف , ويحتملُ الإضافة على كلام الله تعالى ما ليس منه وتغيير وحيه وهذا أولى .

ولعلك ترجعُ إلى بعض كتب المفسرين في ذلك :

كالكشاف للزمخشري حيث يقول : { يُحَرّفُونَ ٱلْكَلِمَ } ( بيان لقسوة قلوبهم، لأنه لا قسوة أشدّ من الافتراء على الله وتغيير وحيه )

وكالطبري في تفسيره حيث يقول : { يُحَرّفُونَ الكَلِـمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ }.( يقول عزّ ذكره: وجعلنا قلوب هؤلاء الذين نقضوا عهودنا من بنـي إسرائيـل قسية، منزوعاً منها الـخير، مرفوعاً منها التوفـيق، فلا يؤمنون، ولا يهتدون، فهم لنزع الله عزّ وجلّ التوفـيق من قلوبهم والإيـمان يحرّفون كلام ربهم الذي أنزله علـى نبـيهم موسى صلى الله عليه وسلم، وهو التوراة، فـيبدّلونه ويكتبون بأيديهم غير الذي أنزله الله جلّ وعزّ علـى نبـيهم ويقولون لـجهال الناس: هذا هو كلام الله الذي أنزله علـى نبيه موسى صلى الله عليه وسلم والتوراة التـي أوحاها إلـيه.)


وكالقرطبي في الجامع لأحكام القرآن حيث يقول :

{ يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ }أي يتأوّلونه على غير تأويله، ويلقون ذلك إلى العوامّ. وقيل: معناه يبدّلون حروفه. و «يُحَرِّفُونَ» في موضع نصب، أي جعلنا قلوبهم قاسية محرّفين. وقرأ السُّلَمِيّ والنَّخَعِيّ «الكلام» بالألف؛ وذلك أنهم غيّروا صِفة محمد صلى الله عليه وسلم وآية الرجم.

فهذا تزويرٌ وتجديفٌ على الله تبارك وتعالى وعلى كتبه ....



ولعل الآية تتوافق مع ما جاء في ( إرميا 8 : 8 ) ( كيف تقولون نحنُ حكماء وشريعة الرب معنا , حقاً إنه إلى الكذب حولها قلم الكتبة الكاذب خزى الحكماء إرتاعوا وأخذوا هاقد رفضوا كلمة الرب )

وهذا تصريحٌ من أنبياء بني إسرائيل المتأخرين فقد عاصر انحراف اليهود وذلك قبيل الغزو البابلي وسبي اليهود , وهو دليلٌ على تركهم لدين الله وتحريفهم لشريعته , وأن الكتبة الموكلون بالكتب المنزلة قد حولوها إلى الكذب والزور .


ولعل من الآيات المبينة لتحريف اليهود لكتاب ربهم :

قوله تعالى : {أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }البقرة75

وهذا دلالة على تحريفهم وتبديلهم لكلام ربهم عن إصرار وعلم


ولعلي أختم بمسألة هامة جداً / هل يمكنُ أن يضع الله تبارك وتعالى عقوبة لأمر يستحيلُ وقوعه ؟؟ بالطبع لا وذلك ضرب من ضروب الخيال بلا شك

ولعل الأمر يتبين في أن الكتاب المقدس يذكر لنا عقوبة من يحرف كلام الله تعالى فيقول : كما في رؤيا يوحنا ( 22 : 18 _ 19) ( وأنا أنذر كل من يسمع الأقوال النبوية في هذا الكتاب أن لا يزيد عليها حرفا، وإلا زاده الله من النكبات الموصوفة في هذا الكتاب , ومن حذف حرفا من الأقوال النبوية في هذا الكتاب، حذف الله نصيبه من شجرة الحياة ومن المدينة المقدسة، وهما اللتان جاء وصفهما في هذا الكتاب )

فالنصارى يقولون باستحالة تحريف الكتاب المقدس وأنه أمرٌ من سابع المستحيلات !!!

فهل وضع الله تعالى عقوبة لشئ يستحيلُ حدوثه ؟؟

وكذلك نجدُ في سفر ( التثنية 4 : 1- 2 ) ( والآن يا بني إسرائيل. اسمعوا السنن والأحكام التي أعلمكم إياها لتعملوا بها فتحيوا وتدخلوا وتمتلكوا الأرض التي يعطيكم الرب إله آبائكم 2 لا تزيدوا كلمة على ما آمركم به ولا تنقصوا منه، واحفظوا وصايا الرب إلهكم التي أوصيكم بها)


فهل يمكن أن يصدر هذا الكلام من الله إذا كان كلام الرب غير قابل للزيادة ولا للنقصان أو بمعنى أصح ( التحريف ) !!

لا شك أنه لم يقل ذلك إلا لمعرفة تمرد ذلك الشعب وتحريفه لكلام الله تعالى , وهذا ما يذكره سفر ( التثنية 31 : 25 ) ( قال للاويين، حاملي تابوت عهد الرب : خذوا سفر الشريعة هذا وضعوه إلى جانب تابوت عهد الرب إلهكم، فيكون هناك عليكم شاهدا , فأنا أعلم تمردكم وعنادكم لأني، وأنا معكم في الحياة، تمردتم على الرب، فكيف بعد موتي؟ )



وفي سفر الأمثال أيضاً ما يفيد أن التحريف لا يستحيلُ حدوثه ( الأمثال 30 : 5 ) ( كلام الله نقي كله , والله درعٌ للمحتمين به , لا تزد على كلام الله ؛ لئلا يوبخك فتظهر كاذباً )




فالرب يوصيهم في تلك النصوص بأن لا يزيدوا على كلامه أو ينقصوا , فهل الرب يوصيهم بأمرٍ " عدم الزيادة على كلامه أو النقصان " يستحيل وقوع نظيره " التحريف " ؟؟؟ وهل يمكن للرب أن يضع عقوبة لشئ يستحيلُ حدوثه ؟؟



نتمنى من المناظر الكريم إفادتنا بما ورد .


شكراً مرة أخرى للأخ اليكساوي وننتظر مداخلته القادمة ...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
شذى الريحان غير متواجد حالياً