عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 17-08-2009, 02:50 PM
الصورة الرمزية الهيثم 07
الهيثم 07 الهيثم 07 غير متواجد حالياً

قلم مميز
 






الهيثم 07 is on a distinguished road
افتراضي ما دام الأجل باقيا كان الرزق آتيا


















بسم الله الرحمن الرحيم

ما دام الأجل باقيا كان الرزق آتيا


فرغ خاطرك لهم بما أمرت به ولا تشغله بما ضمن لك، فإن الرزق والأجل قرينان مضمونان‏.‏
فما دام الأجل باقياً كان الرزق آتياً‏.‏ وإذا سد عليك بحكمته طريقاً من طرقه فتح لك برحمته طريقاً أنفع لك منه‏.‏
فتأمل حال الجنين يأتيه غذاؤه، وهو الدم، من طريق واحدة وهو السرة، فلما خرج من بطن الأم وانقطعت الطريق
فتح له طريقين اثنين وأجرى له فيهما رزقاً أطيب وألذ من الأول وانقطعت تلك الطريق فإذا تمت مدة الرضاع وانقطعت
الطريقان بالفطام فتح طرقاً أربعة أكمل منها‏:‏ طعامان وشرابان، فالطعامان من الحيوان والنبات، والشرابان من المياه والألبان
وما يضاف إليهما من المنافع والملاذ‏.‏ فإذا مات انقطعت عنه هذه الطرق الأربعة‏.‏ لكنه سبحانه فتح له -
إن كان سعيداً- طرقاً ثمانية، وهي أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء‏.‏ فهكذا الرب سبحانه
لا يمنع عبده المؤمن شيئاً من الدنيا إلا ويؤتيه أفضل منه وأنفع له‏.‏ وليس ذلك لغير المؤمن
فإنه يمنعه الحـــظ الأدنى الخسيس ولا يرضى له به ليعطيه الحــــظ الأعلى النفيس
والعبد لجهله بمصالح نفسه وجهله بكرم ربه وحكمته ولطفه لا يعرف التفاوت
بين ما منع منه وبين ما ذخر له‏.‏ بل هو مولع بحب العاجل وإن كان دنيئاً
وبقلة الرغبة في الآجل وإن كان عليا ولو أنصف العبد ربه
وأنى له بذلك، لعلم أن فضله عليه فيما منعه من الدنيا ولذاتها ونعيمها أعظم من فضله علــيه
فيما آتاه من ذلك، فما منعه إلا ليعطيه، ولا ابتلاه إلا ليعافيه، ولا امتحنه إلا ليصافيه، ولا أماته
إلا ليحييه، ولا أخرجه إلى هذه الدار إلا ليتأهب منها للقدوم عليه وليسلك الطريق الموصلة إليه
فـ ‏{‏جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذَّكَّر أو أراد شكورا‏}‏‏(‏سورة الفرقان، الآية‏:‏ 62‏.‏‏)‏
‏{‏وأبى الظالمون إلا كفوراً‏}‏، والله المستعان‏.


الفوائد
للإمام ابن القيم-رحمه الله
منقوووووووول

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اللهم ارحم أمواتنا واموات المسلمين


أخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة الهيثم 07 ; 17-08-2009 الساعة 02:57 PM.