الشنفرى
? - 70 ق. هـ / ? - 554 م
عمرو بن مالك الأزدي، من قحطان.
شاعر جاهلي، يماني، من فحول الطبقة الثانية وكان من فتاك العرب وعدائيهم، وهو أحد الخلعاء الذين تبرأت منهم عشائرهم.
قتلهُ بنو سلامان، وقيست قفزاته ليلة مقتلهِ فكان الواحدة منها قريباً من عشرين خطوة، وفي الأمثال (أعدى من الشنفري). وهو صاحب لامية العرب، شرحها الزمخشري في أعجب العجب المطبوع مع شرح آخر منسوب إلى المبرَّد ويظن أنه لأحد تلاميذ ثعلب.
وللمستشرق الإنكليزي ردهوس المتوفي سنة 1892م رسالة بالانكليزية ترجم فيها قصيدة الشنفري وعلق عليها شرحاً وجيزاً .
--------------------------------------------------------------------------------------
اختلف العلماء في اسم الشنفري ولقبه ونسبه فقال بعضهم ان الشنفري لقب له واسمه عمرو بن براق او ثابت بن اوس او ثابت بن جابر على ثلاثة اقوال وقال بعضهم ان الشنفري هو اسمه الحقيقي لا لقبه وهو يعني الغليظ الشفتين وان الشاعر لقب بذلك لعظم شفتيه وهو من الاوس بن الحجر بن الهنء بن الازد بن الغوث
ولا نجد في مصادر ترجمته تاريخا محددا او تقريبا لتاريخ ولادته ولا لمكانها ولا تعيينا دقيقا لوالدة او لوالدته ونشاته فقد اختلف الرواة فيها الى ثلاث اقوال
اذ قال بعضهم انه نشا في قوم الازد ثم اغاظوه فهجرهم
وقال اخرون ان بني سلامان اسروه صغيرا فنشا فيهم يطلب النجاة حتى هرب ثم انتقك منهم
وقال ت فئة ثالثه انه ولد في بني سلامان فنشا بينهم وهو لايعلم انه من غيرهم
حتى قال يوما لابنة مولاه اغسلي راسي ياخية فغاضها ان يدعو باخته فلطمته
فسال عن سبب ذلك فاخبر بالحقيقه فأضمر الشر لبني سلامان وحلف ان يقتل منهم مئة رجل وفعل
ولئن كانت المصادر العربية تتفق في جعل الشنفري من الشعراء الصعاليك بل اهمهم فنها تختلف في سبب تصعلكه وفي الاغاني له ثلاث روايات
احداها عن ابي هاشم محمد بن هاشم النمري وفيها ان الشنفري اسرته بنو شبابه بن فهم فلم يزل فيهم حتى اسرت بنو سلامان بن مفرج من الازد رجلا من بني شبابه ففدته بنو شبابه بالشنفري فنشا الشنفري في بني سلامان
اما الرواية الثانية فعن مجهول وتقول ان الازد قتلت الحارث بن السائب الفهمي فأبوا ان يبوؤوا بقتله فباء بقتله رجل منهم فلما ترعرع الشنفري جعل يغير على الازد مع فهم
اما الرواية الثالثة جاء فيها ان بني سلامان سبت الشنفري وهو غلام فجعله الذي سباه في بهمه يرعاها مع ابنه له فلما خلا بها ذهبت ليقبلها فصكت وجهه ثم اخبرت اباها فخرج اليه ليقتله فوجده ينشد ابياتا ياسف فيها على ان هذه الفتاه لاتعرف نسبه فساله الرجل عن نسبه فقال الشنفري انا اخو بني الحارث بن ربيعه فقال له لولا اني اخاف ان يقتلني بنو سلامان لانكحتك بنتى فقال علي ان قتلوك ان اقتل بك مئة رجل منهم فانكحه ابنته وخلى سبيله فشدت بنو سلامان خلافه على الرجل فقتلوه ثم اخذ يوفي بوعده فيغزو بني سلامان ويقتلهم
ومهما تكن الروايات المختلفه فانه من الثابت ان الشنفري انشأ مع بعض رفاقه العدائين ومنهم تأبط شرا و السيلك بن السلكه و وعمرو بن البراق و واسيد بن جابر وهم عصبة عرفت في الادب بالشعراء الصعاليك
نقل الرواة عن مقتل الشنفري روايتيين وهي
ان بني سلامان هم الذين قتلوه بعد ان قتل منهم خلقا كثيرا وتقول الرواية الاولى ان بني سلامان قتلوه بمساعدة أسيد بن جابر أحد العدائين
وفي الثانية انه غزا بني سلامان فجعل يقتلهم ويعرفون نبله بافواقها في قتلاهم
حتى قتل تسعة وتسعين رجلا ونحن نعلم انخ حلف ان يقتل منهم مئة رجل المهم ثم غزاهم غزوة فنذروا به فخرج هاربا وخرجوا في اثره فمر بامرأة منهم يلتمس الماء فعرفته فاطعمته اقطا ليزيد عطشه ثم استسقى فسقته رائبا ثم غيبت عنه الماء ثم خرج من عندها وجاءها القوم فأخبرتهم بخبره ووصفته لهم فعرفوه ورصدوه على ركي لهم وهو من ركي ليس لهم ماء غيره فلما جن عليه الليل اقبل الى الماء فلما دنى منه قال إني اراكم وليس يرى احد انما يريد بذلك ان يخرج رصدا ان كان ثم فاصاخ القوم فسكتوا وراى سوادا وقد كانةا اجمعوا قبل ان قتل منهم قتيل ان يمسكه الذي الى جنبه لئلا تكون حركته قال فرمى لما ابصر السواد فاصاب رجلا فقتله فلم يتحرك احد فلما رأى ذلك امن في نفسه واقبل الى الركي فوضع سلاحه ثم انحدر فيه فلم يرعه الا يهم على راسه قد أخذوا سلاحه فنزا ليخرج فضرب بعضهم شماله فسقط فأخذها فرمى بها كبد الرجل فخر عنده في القليب فوطئ رقبته فمات
ثم خرج اليهم فقتلوه وصلبوه فلبث عاما او عاميين مصلوبا وبقي عليه من نذره رجل قال فجاء رجل منهم اي بني سلامان كان غائبا عن تلك الاحداث فمر به وقد سقط فركل رأس الشنفرى برجله فدخل فيها عظم من رأسه فهاجت عليه رجله فمات فكان هذا الرجل تمام المئة !!
نعم الشنفرى من رجال الحجر لكن المفاجئة ان قبيلته لا تسكن جبال السروات بل تسكن سهول تهامة
فهو يسكن وادي حلي قرب القنفذة وهذا الوادي تسكنه قبيلة بني الاحمري و منهم كثير من التابعين والصحابي
ابو زرارة الاحمري نديم معاوية بن ابي سفيان ومنهم تابعيين سكنوا الكوفة
وكانوا من انصار علي وعلاقتهم ببني فهم جيرانهم شديدة و جميع الصعاليك الذين عاشرهم الشنفرى
من بني فهم الذين نزل فيهم واخذ يغزو قبيلته الاحمريين الذين انكروا نسبه اليهم
و بني فهم مساكنهم بين القنفذة و الليث
وهناك دراسة تصدر قريبا موضوعها موطن الشنفرى من خلال الاماكن في شعره