المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وردة جورية
لا توجد عدة شخصيات للإنسان بل هي شخصية واحدة فقط . غير أن تنوع المواقف يفرض تنوع أساليب السلوك الذي يصدر من الفرد . فما يفرضه تواجدك في جنازة يختلف عما يفرضه تواجدك بفرح وهكذا . وما طرحه صاحب الموضوع لا يقصد به تنوع الأساليب بل يقصد به تذبذب الأخلاق والنفاق ، حتى نكون صريحين مع بعضنا البعض . فقد تظهر المحبة لشخص تكرهه وتحسده وتغار منه لالشيء إلا لأنك تخشى أن يؤذيك فتظطر للكذب عليه وإظهار صورة غير التي تعبر عن شعورك الحقيقي اتجاهه . وقد تدفعك مصلحتك المادية والشخصية لأن تعطي هذا الشخص المزيد من إظهار الاحترام والود إلى أن تأخذ منه ماتريد ثم تدير ظهرك . أو تكون ذو طمع في منصب أو قرب من شخصية مهمة فتتملقها وتعيش تحت ظلها ، وبمجرد أن تنهار تلك الشخصية فإنك تدير ظهرك عنه وتتركه لأنه أصبح لايساوي شيئا . وبهذا تتعدد الأوجه بتعدد الدوافع الكامنة وراء إقامة العلاقات فمن تخاف منه تقيمه وتحترمه وتخشى سطوته . ومن لا تخاف منه فإنك تحاول تصغير وتقزيمه سواء بالتوبيخ أوبالذم أو بالضرب -إن كانت زوجة - فتتعدد الأساليب ويرتفع هذا النوع من الناس وينخفضون على حسب ما يقابلون من شخصيات ومن مواقف فلا تجد له صفة ثابتة ولا تستطيع أن تمدحه أو تسبه . وكما قال المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه : خيركم خيركم لأهله . فهذا هو المحك كما أن الإيمان هو المحك الرئيس لكل هذا . أشكرك جزيل الشكر فقد جعلتني أكتب