فضل قيام الليل
بسم الله الرحمن الرحيم
استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه من جميع الذنوب والخطايا
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:
قال اللَّه تعالى (الإسراء 79): {ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً}.
وقال تعالى (السجدة 16): {تتجافى جنوبهم عن المضاجع}الآية.
وقال تعالى (الذاريات 17): {كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون}.
وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: كان النبي يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقلت له: لم تصنع هذا يا رَسُول اللَّهِ وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال: (أفلا أكون عبداً شكورا)
مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.وعن المغيرة نحوه. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
وعن علي رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي طرقه وفاطمة ليلاً فقال: (ألا تصليان ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
(طرقه): أتاه ليلاً.
وعن سالم بن عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن أبيه أن رسول الله قال: (نعم الرجل عبد اللَّه لو كان يصلي من الليل) قال سالم: فكان عبد اللَّه بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلاً. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
وعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما قال، قال رَسُول اللَّهِ : (يا عبد اللَّه لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
وعن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال ذكر عند النبي رجل نام ليلة حتى أصبح قال: (ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه أو قال أذنه) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ قال: (يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب على كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر اللَّه تعالى انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقده فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كَسْلان) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
(قافية الرأس): آخره.
وعن عبد اللَّه بن سلام رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي قال: (أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.
وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ : (أفضل الصيام بعد رمضان شهر اللَّه المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما أن النبي قال: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كان النبي يصلي من الليل مثنى مثنى ويوتر بركعة. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال كان رَسُول اللَّهِ يفطر من الشهر حتى نظن أن لا يصوم منه، ويصوم حتى نظن أن لا يفطر منه شيئاً، وكان لا تشاء أن تراه من الليل مصلياً إلا رأيته ولا نائماً إلا رأيته. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها أن رَسُول اللَّهِ كان يصلي إحدى عشرة ركعة (تعني في الليل) يسجد السجدة من ذلك قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه، ويركع ركعتين قبل صلاة الفجر ثم يضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المنادي للصلاة. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
وعنها رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: ما كان رَسُول اللَّهِ يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً، فقلت: يا رَسُول اللَّهِ أتنام قبل أن توتر فقال: (يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
وعنها رَضِيَ اللَّهُ عَنها أن النبي كان ينام أول الليل ويقوم آخره فيصلي. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
وعن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: صليت مع النبي ليلة فلم يزل قائماً حتى هممت بأمر سوء، قيل: ما هممت به قال: هممت أن أجلس وأدعه. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
وعن حذيفة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال صليت مع النبي ذات ليلة فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة ثم مضى، فقلت يصلي بها في ركعة فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها: يقرأ مترسلاً، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع فجعل يقول: سبحان ربي العظيم. فكان ركوعه نحواً من قيامه، ثم قال: سمع اللَّه لمن حمده ربنا لك الحمد. ثم قام طويلاً قريباً مما ركع، ثم سجد فقال: سبحان ربي الأعلى، فكان سجوده قريباً من قيامه. رَوَاهُ مُسلِمٌ.
وعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: سئل رَسُول اللَّهِ أي الصلاة أفضل قال: (طول القنوت) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
المراد بالقنوت: القيام.
وعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ قال له: (أحب الصلاة إلى اللَّه صلاة داود، وأحب الصيام إلى اللَّه صيام داود: كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يوماً ويفطر يوما) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
وعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ يقول: (إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل اللَّه خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي قال: (إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح الصلاة بركعتين خفيفتين) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: كان رَسُول اللَّهِ إذا قام من الليل صلاته بركعتين خفيفتين. رَوَاهُ مُسلِمٌ.
وعنها رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: كان رَسُول اللَّهِ إذا فاتته الصلاة من الليل من وجع أو غيره صلى من النهار ثنتي [اثنتي] عشرة ركعة. رَوَاهُ مُسلِمٌ.
وعن عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ : (من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ : (رحم اللَّه رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فإن أبت نضح في وجهها الماء، رحم اللَّه امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فإن أبي نضحت في وجهه الماء) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
وعنه وعن أبي سعيد رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما قالا قال رَسُول اللَّهِ : (إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا أو صلى ركعتين جميعاً كتب في الذاكرين والذاكرات) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها أن النبي قال: (إذا نعس أحدكم في الصلاة فليرقد حتى يذهب عنه النوم فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ : (إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه فلم يدر ما يقول فليضطجع) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
وفي الختام أسأل الله تعالى أن يُعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يختم لنا شهر رمضان بالغفران، والعتق من النيران.وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه البررة الكرام وأزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.