[زهرانيه كووول]

بسم الله الرحمن الرحيم


فأول سر هو ان تعلم
قال تعالى (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ)
وانه لاتضيق رحمته على عبد يطلبه اناء الليل والنهار أن يرحمه بقلب صادق ذليل منكسر
وروي أن جبريل عليه السلام كان يحثو على فم فرعون التراب عندما تلفظ بشهاده(خشيه أن تتداركه رحمة الله)
والمتأمل في هذا الموقف يجد فيه واسع رحمة الله وأيضا فضل الأيمان به وتوحيده فإذا تحقق هذا في قلبك فتح لك

السر الثاني وهو
إحسان الظن بالله
فإذا تقرر بقلبك ان الله واسع الرحمة فهنيأ لك ان تحسن الظن بالله وكما روي في الحديث القدسي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يقول الله تعالى : ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) .رواه البخاري و مسلم
ويجب أن تعلم أخي المبارك سيرة الأنبياء والرسل في حسن ظن بالله عز وجل
وان إبراهيم عليه السلام ألقى في النار وأحسن الظن بربه فقال الله لنار كوني بردا وسلاما
وأن موسى عليه سلام عندما وقف أمام البحر والعدو من خلفه فأحسن الظن بربه وقال أن معي ربي سيهدين فأمره الله أن يضرب بعصاه البحر فنشق البحر له
ومع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حينما قال لأبابكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما

السر الثالث
إستشعار عظمة الله في كلامه وأسمائه وصفاته ومخلوقاته
ففي كلامه قال تعالى (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون)
وقال تعالى (إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا)
وقال تعالى (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا )
وفي أسمائه فعلم أخي المبارك
من أسمائه الحي :وحياه الله حياه لم يسبقها عدم ولن يلحقها زوال
قال تعالى (وعنت الوجوه للحي القيوم)
وقال تعالى (وتوكل على الحي الذي لا يموت)
وفي صفاته
أن تعلم أخي المبارك من صفات الله تبارك وتعالى (الوحدانيه)وأنه جل وعلى واحد أحد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد
وعلم أن أعظم نعيم في الجنه هو رأيت وجه الله تبارك وتعالى
وفي مخلوقاته
قال تعالى ( إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب )
والمجرات والبحار والجبال الراسيات كلها شاهده على عظمه خالقها

السر الرابع
ان تعلم ان الله غني عنك وعن كل أحد مؤمن كان ام كافر كل الغنى وأنه سبحانه لاتنفعه طاعة طائع ولا تضره معصية عاصي فإذا استنار قلبك بهذا الحقيقه علمت انك فقيركل الفقر إليه

السر الخامس
أن تعظم القران في قلبك وأن تعلم منزلة القران على سائر الكتب السماويه قال تعالى (ومهيمناًعليه)أي مشتملاعلى ما اشتملت به الكتب السابقه ,وان كلام الله لا يعدله كلام أحد من البشر وانه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه

السر السادس
أن ترضى بقضاء الله وقدره وهذا فيصل مهم بين المؤمن والكافر لأن المؤمن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطائه لم يكن ليصيبه وأن الخيره فيما أختاره الله له,قال تعالى(ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما) وعلم الله لا يقارن بعلم المخلوقين لأن علم البشر يخالطه نسيان وشك وقصور فإذا أيقنت بهذا لانت نفسك ورضت بما قدره الله تعالى لك.

وفي النهايه

أعلم يا عبد الله
أن الله ليس كمثله شىء وهو السميع البصير


المصدر: موقع الشيخ صالح المغامسي