صوموا تصحوا ... الصيام والصحة النفسية
بسم الله الرحمن الرحيم
كل عام وأنتم بخير بمناسبة حلول هذا الشهر الفضيل ، الذي نسأل الله أن يتقبل منا صيامه وقيامه ..
ويكتب لنا فيه الرحمة والمغفرة والعتق من النار ..
من حكم الله تعالى أن شرع لنا شهراً للصوم ، لما في الصوم من فوائد كثيرة على الصائم ..
فقد قال صلى الله عليه وسلم : “صوموا تصحوا” ..
فـ بغض النظر عن الفوائد الجسدية والبدنية ، نود أن نقف لحظة عند الآثـار النفسية ..
فالصوم أولاً يؤدي إلى صفاء الذهن ، فقد قال لقمان لإبنه “يا بني إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة وخرست الحكمة وقعدت الأعضاء عن العبادة”.
كما يساعد على ترويض النفس على الصبر كما قال صلى الله عليه وسلم “الصوم نصف الصبر” .
ويقول الإمام الغزالي رحمه الله: الصيام زكاة النفس ورياضة للجسم ، فهو للإنسان وقاية وللجماعة صيانة ، في جوع الجسم صفاء القلب ، وإنقاذ البصيرة ، لأن الشبع يورث البلادة ويعمي القلب ويكثر الشجار فيتبلّد الذهن ، أحيوا قلوبكم بقلة الضحك وقلة الشبع وطهروها بالجوع تصفو وترق.
والنقطة الأهم من ذلك ، هي إستشعار قيمة النعمة و - السعادة - ..
لن تجد أبداً غنيـاً يخبرك بأنه يتمنى الحصول على - شربة ماء - أو ربما - شق تمرة - أو - حبة سمبوسة - ، فربما هو لا يستمتع أصـلاً بما يقدم إليه من كل ما لذ وطاب في سائر الأوقـات ..
ولكن انظر إلى حاله في رمضـان ، عندما يصبح - الماء والتمرة والسمبوسة - هي أقصى أمانيه ، ويستشعر بطعمها وبقيمتها مع أذان المغرب بعد أن حُـرم منها طوال اليوم ..
وفي تلك اللحظة ، نستشعر حكمة من حكم الصيام المتعددة ..
آمل - أخوتي الكرام - أن نكون في رمضان هذا أفضل مما كنا عليه في كُل الأشهر والسنوات السابقة ، وأن يكون فرصة لنا للإستغفار و الوقوف مع النفس والتفكر ، ولا يضيع في التنقل بين الموائد وقنوات التلفزيون ..
عسى الله أن يوفقنا ويوفقكم لما يحب ويرضى ويتقبل منا ومنكم صالح الأعمال فيه
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه آجمعين ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|