رد: مذكرات الأعضاء (سجل ذكرياتك هنا )
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني وأخواتي أعضاء المنتدى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مذكرتي اليوم مختلفة من نوعها مذكرة سوف تبقى في
ذاكرتي وعقلي ماحيييت ولن أنساها حتى لو أنسيت اسمي
وهي وبعنوان حدث في مثل هذا اليوم :
فاليوم هو 9/9/1430هـ
وفي مثل هذا اليوم في التاسع من شهر رمضان المبارك من عام 1418هـ.
حدث في عائلتنا حدث جلل ومصاب عظيم أهتزت له أركان منزلنا وأبكت
قلوبنا قبل عيوننا .
إلا وهو فقدان والدنا الغالي الذي وافته المنية عن عمر يناهز 63هـ غفر الله له ورحمة
رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى وجمعنا الله به في مستقر رحمة وغفرانه أنه سميع مجيب
فقد كان ولدي يعاني من ضغط وسكر ومشكلة في القلب ولكنه لم يقصر في واجباته ولم يقعده المرض
عن خدمة أهل بيته وبيته بل كان شعلة من النشاط وكان قلبه معلق بالمساجد وكان يسابق المؤذن بالذهاب
إلى المسجد وقد تبرع بعد تقاعده بأن يكون مؤذن وإمام في في نفس الوقت في أحد المساجد حيث كان
المؤذ والإمام التابعين للمسجد مشغولين وقد تطوع بذلك لحبه في الصلاة والمسجد ولرغبته في الأجر والمثوبة .
وقد بدأ شهر رمضان المبارك في ذلك العام وقد ظهر من والدي عدة علامات تدل على أنه يحس بقرب أجله
ومن هذه العلامات :
* تقول والدتي لقد تقضى مقاضي لرمضان وكانت أضعاف أضعاف ماكان يجيبه الأعوام السابقة
وكلما قلت له لماذا كل هذه المقاضي أنها زائدة عن حاجتنا فيرد عليها بقوله أحسن خليها
أخاف ماعاد أحد يجيب لك شي .
* كان بعض أخواني راحوا تمشية للدمام تقول والدتي صلى أول صلاة جمة في ذلك الرمضاني
ودخل البيت وكان في أجمل حلة ملابسه بيضاء ورائحة العود والعطور تفوح منه والسواك في يده
وقال لي يلافلانه أشتقت للأولاد ما كأنهم طولوا علينا وهم أصلاً لهم 3 أيام منذ سفرهم فقط
وقال أول مرة أصلي الجمعة وهم ماهم معي بسلامتهم الله يحفظهم وكأنه كان يحس بأنه سوف
يموت قبل ما يراهم وهذا ماحدث فعلاً ماعدا واحد منهم لم تعجبه السفرية ورجع لنا .
* وأيضاً تقول الوالدة قبل وفاته بيومين حلق رأسه وشرى أمواس حلاقة ونظف نفسه وطلب مني مقص
أظافر وقلم أظافره .
* أما ماشاهدته أنا من علامات في والدي فهي كما يلي :
فقد كنت عند الأهل من قبل وفاة والدي ب 3 أيام وشفت منه عجائب أفعال وأقوال :
1- قبل موته بيومين جمع كل الفواتيرالماء والكهرباء والتلفون لكي يسددهاوحصل واحدة منها
جته بالغلط وهي لأحد الجيران وكان مهتم منها بالمرة وكل شوي يطلعها من جيبه ويقول فين فاتورتنا من
فاتورة الجيران أخاف أضيع حقت الجحيران وتجلس في ذمتي هاتيها أحطها في جيبي وأنا أصلي الصبح
أعطيه وكل مرة يقلي أنتي متأكده أنها لجارنا ، ماهي لنا ؟؟ وكل مرة أأكد له وينسى وقد تعجبنا من شدة أهتمامه
بالفواتير وأنشغاله بها لهذه الدرجة العجيبة . مايبي يموت وفي ذمته شي الله يرحمه ويغفر له .
2-في يوم الثلاثاء قبل وفاته بيوم ذهب للمسجد وصلى صلاة الظهر وجلس يقرأ في المسجد حتى قرب
صلاة العصر كعادته وبعدها جاء وطلع على سطوح البيت وكان يحمل معه أشياْ كثيرة شراها ويريد أن يضعها
في غرفة ملحق فوق السطوح عرفنا فيما بعد تلك الأشياء وتعجبنا كيف شرها في ذلك الوقت بذات .
وبعدها ذهب لصلاة العصر وتأخر أيضاً شوي لقرآة القرآن أيضاً وبعدها أشوفه يطلع وينزل في نشاط
عجيب ومشغول مرة يدخل ومرة يخرج وبصمت وقبل حلول وقت المغرب بحوالي نصف ساعة دخل وهو واقف
عند باب الصاله الخارجي وجالس يفصخ نعاله وينظرلي ويتبسم ويقول والله لجعلت قدام البيت من برى مثل
المراية نظفت الحوش والعتبه من وقدام باب بيتنا من برى والأشجار ربطتها بحبال وجعلت في أطراف الحبال
حجارة وخليتها تتدلى من فوق جدار الحوش عشان تمسك الشجر على الجدار . فقلت له ليش يابوي الله يهديك
تنظف والشغالات موجدات ليش ما خليتهم هم اللي يقومون بهذه الشغلات قال بكل بساطة يابنتي قلت أتسلى فيها
وأقطع اليوم حتى يجي المغرب . وكأنه كان يعلم أو يحس بأن الأماكن التي نظفها كانت اليوم الثاني وفي نفس الوقت
مليئة من برى ومن جوه بالمعزين وكأنه كان ينظف من أجلهم فسبحان الله الذي يعلم مافي نفسه وقصده .
المهم جلست أنا وهو في الصالة نسولف مع بعض حيث كنت حامل في شهري التاسع وتعبانه وأمي منعتني ما أشتغل
معها في المطبخ وجالسة مع أبي .
وكانت سواليفه غريبه كان يسولف لي عن أخت له توفت قبل حوالي 25سنة وكيف حزن عليها وأخذ أجازة من شغله
عشان وفاتها وزاد على إجازته من عنده زيادة وخصموا عليه الراتب . ثم خبرني بأن له فلوس عند شخص وأنه
قابله وقال له سوف أجيب لك فلوسك بعد العيد وخبرني بأسمه . وكأنه يقول أنا باموت وإذا جاكم الرجال بالفلوس
خذوها منه مع العلم بأن ذلك الرجل لم يأتي إلى يومنا هذا ولا نعرف عنه شئ وأحتسبنا فلوس والدي اللي عنده صدقة له .
هذا وقد قرب موعد الأذان وذهبت أتوضأ للمغرب وأسمع والدي يقول لأمي عجلي بالفطور قرب الأذان وعند إنتهائي من
الوضوء خرجت فقال لي بالله قبل ما تجلسين مري على أخوك في المجلس وقوميه يجي يفطر معنا وكان أخي هذا قد رجع
من الدمام لم تعجبه التمشية مع أخواني الباقين كان له حظ يشوف أبي قبل وفاته .
المهم جلسنا على السفرة نفطر الفطور الأول وكانت أختي دائما تصنع لأبي عصير مخصص خالي من السكر لأنه
مريض بالسكر وفي تلك اللحظة وإحنا على السفرة مد أبي يده على كأس عصير فيمتو محلى وصحنا عليه
جميعاً لالالالالا هذا مايصلح لك كله سكر خذ عصيرك الخاص بك كنا حريصين عليه لكن بعدها متنا قهر عشان
أنه مات وكانت نفسه في تلك الكأسه من عصير الفيمتو وفي نفس الوقت لو شربها ومات بعدها لوسوس لنا
الشيطان بأننا كنا السبب في وفاته .
وبعد الفطور ذهب للمسجد وأم الجماعة كعادته ورجع للبيت ولم نحس برجعته وكنت أنا وأختي في الصالة
وأمي مشغولة في المطبخ تحضر للفطور الثاني وكنا أنا وأختي كل واحدة منا تقول للثانية أشعر بدوخة
ودي أنام فقالت أختي لي شكل عطرك هذا هو اللي جاب لنا الدوخه قلت لها لا والله مو من العطر كل يوم
أتعطر منه وهادي ماقد سبب لي شي وبعدها قالت لي أختي عن حلم غريب في خالي بعد دقائق شفناه في والدي
وأنا كذلك أقول لها عن حلم في أجدى خالاتي وتحقق في خالتي الثانية عندما جتنا تعزي في والدي فسبحان من
ينزل العزاء قبل المصيبة وأحنا نسولف أنا وأختي كل 5 دقائق أقول لأمي يمه ماكن أبي تأخر في المسجد
فتقول أمي يمكن احد المطاوعة عزمه كعادتهم يتعازمون لكن أنا قلبي غير مريحني أحس أن في أبي شي .
فقرصني قلبي وقلت لأمي لا يكون أبي جته دوخه في مكان فخافت أمي ورمت كل شي بيدها وراحت تركض جهة
مجلس الرجال وكنت أنا وأختي حاطين أيدينا على قلوبنا ننتظر أمي وش تقول وفجئة صرخت أمي الحقوني يابنات
ألحقوني أبوكم داخ عند باب الحمام وتفازعنا إحنا وأخي والشغالات ونقلناه في المجلس وذهبت أختي تتصل بالإسعاف
وأنا جلست عند رأسه وأشوف أبي يرتجف من البرد كنا في أيام الشبط القارسة وكنت أقول لأبي ومن غير شعور
وأردد قل لا إله إلا الله يا أبي وأنا مستبعدة ألموت نهائيا ولكن الله أنطقني فلو كنت أعرف أن أبي يحتضر كان مت
من الرعب والهلع وكنت أقول لأبي يهلل ويكبر وكان يهلل ويكبر معي وفجئة رأيت منظر غريب هدي والدي هدوء
غريب وصار وجه منور وأنا أقول له الحين يابو يجي الأسعاف وينقلك للمستشفى فصار يلوح بيده بالرفض
كأنه يقول خلاص يابنتي ما عاد ينفع الطبيب قرب أجلي وفجئة ومع دخول رجال الأسعاف بيتنا وقد لبسنا عباياتنا
وتحجبنا رأيت والدي يلتفت على القبله ويرفع يده جهة القبله ويتشهد بأصبع الشهادة والله أني لم أتوقع
أنه الموت ودخل رجال الأسعاف وقاسوا ضغطه وعرفوا أن حالته متردية وشالوه على نقالة الأسعاف وأقسم بأن يده
بجانبه مرتفعة وأصبع الشهادة مازال كما هو يوحد الله حتى أقول لأحد المسعفين نزل يده أحس انه تعب فقل لي لالالا أتركيها
هو يبي كذا وذهبوا به لأقرب مستشفى وذهبت أمي وأخي خلفهم بسيارة أبي وأنا بقيت أنا وأختي نحتري الأخبار وقد عرف
كل الجيران والأقارب وأنتشر الخبر في كل مناطق المملكة التي لنا فيها أقارب وحضر أخواني من الدمام وتجمع الناس
وأنا كنت في البيت كل نص ساعة يجيني أتصال من المستشفى تعطيهم أمي الرقم فيسألوني عن تاريخ أبي المرضي
لأن أمي من الفجعة لم تذكر شي جلست تصيح وتبكي .
عملوا لوالدي إشاعة مقطعية للدماغ وجدوا عنده جلطة دماغية خطيره ودخلوه للعناية المركزة ورجعت أمي للبيت وهي
تحمل ملابس أبي ثوبه وجاكيته ورمتها على أحد الطاولات وهي تقول أبوكم لن يرجع لكم مرة ثانية وهي تصحيح
وتبكي وصرخت أنا وأختي لالالالا لا تقولين كذا أرجوك فأحتزمت أمي بغترة أبي وجلست تلف وتدور وهي تبكي
أما أختي فقد أصابها لوجوم وجاءها شئ عجيب أمتنعت لا تتكلم ولا تأكل ولا تشرب ولا تتحرك إلا شي بسيط
قد توقعت لوأبي توفى سوف يحدث لها شي فجلست أفكر فيها .
المهم مرت علينا ليلة ألله وحدة عليم بحالتنا وقد جاء أحد أعمامي بسحور لنا ولم نستطيع مد يدينا له وكان الرعب
مخيم علينا وقد ذهبنا لزيارة والدي في العناية ودخلونا رغم تشدد العناية ولكن عندما رأوا حالته ميئوس منها
تركونا ندخل أنا وأختي وأخونا وكان أبي في حالة محزنه ويتنفس تنفس صناعي وكل الأجهزة مركبه عليه
ونظرات الممرضات ما تطمن وجلست أقرأ القرأن عند رأس أبي وجلست أحدثه وأقول يا أبي إذا أنت تسمعنا أو تحس
بوجودنا حولك أعطني إشارة بيدك أو بأي شي وفجئة رأيت دمعة تخرج من عينه اليسرى أخذت منديل ومسحتها برفق
وحين مسحتها أهتز كل بدنه هزة واحدة ولم أعلم ماهي تلك الهزة وقبلت جبين والدي ويديه ورجليه وأخرجونا من
عنده ثم اتوا أخواني من السفر ودخلوا على أبي ولم يحس بهم وهو الذ كان بشوق لشوفتهم قبل ما يموت .
رجعنا للبيت وكلنا هم وحزن وكلما رن جرس الهاتف نهضنا جميع حوله مرعوبين أي خطب ننتظره في ذلك
الصباح أي خبر سوف يأتي مع طلوع الفجر .
وبعدما أدينا صلاة الفجر وأشارت الساعة إلى السادسة صباحاً رن جرس الهاتف فقام أحد أخواني ونحن واقفين
حوله ننتظر ماهو الخبر وفجئة سمعنا أخي يرد على المتصل وهو يردد أنا لله وإنا إليه لراجعون ورمى السماعة
ودخل المطبخ يبكي وأنا صرخت ونظرت إلى أختي وأحتضنتها على صدري وكانت صرخة واحدة منها وبعدها تفككت يدي
من يديها ولم أعد أستطيع الأمساك بها وقد هوت على الأرض مغمي عليها واصابتها حالة من التشنج وقد قام
أحد أخواني بأحضار الأسعاف لها ودخلت نفس المستشفى الذي توفي والدي فيه وجلست هناك حتى الساعة العاشرة صباحاً
وقد أسعفوها بالمغذيات والأبر حتى فاقت وقد كان جميع من في البيت حتى أمي راحو معها للمستشفى لخوفهم
أن تلحق بأبي حيث كانت متولعة به وهو يحبها .
كنت أنا في البيت لم أستطع الذهاب معهم لحملي في التاسع وفي هذه الأثناء وصل أخي الذي كان يعمل في خميس
مشيط ودخل عليه وقد قابله أحد أخواني عند الباب وخبره بأن أبي قد توفي ودخل الغرف وأخذ يقلب في الفرش
والبطاطين وهو يقول فين أبويه فين أبويه وكانت حالته تقطع القلب من الحزن وقلت له أبي في المستشفى يا أخي
هذا وقد كان أبن جيراننا واحد زهراني رجل صالح وملتزم ويشارك في تغسيل الأموات وقد ذهب يشارك في تغسيل
والدي وفجئة جانا منه البشير ودخلت علينا أمه وأخواته وهن يقلن لنا أن ولدنا فلان يقول بشروا عمتي فلانه يقصد امي
وبناتها وقولوا لهن لا يبكون على عمي فلان والله أنه بإذن الله من أهل الجنة والله أننا نغسله وهو يتبسم وخفيف
جسمه مثل الريشه وكأن أحد يقلبه لنا ونحن نغسله وصاحب المغسله (المغسل ) يقول والله ما قد مر علي مثله
يتبسم ونحن نغسله ويساعدنا بنفسه .
هذا وقد أصرينا أنا وأمي وأختي أنا نشوفه ونودعه الوداع الأخير في المغسلة وقد ذهبنا وطلبت من زوجي وأخي بأن
يفتحون لنا وجه كي نقبله وعندما شفنا نور وجه أطمئنت قلوبنا رأيت وحه ممتلي وأبيض وراحت منه كل التجاعيد
كأنه شباب حتى أن أختي قالت لن أبكي بعد اليوم على والدي فهو من أهل الجنة بإذن الله والله لقد جلست رائحة
المسك في غطوتي وفي منديل مسحت به دموعي بعدما قبلت جبين أبي جلست شهور لم تنقطع .
وقد صلوا على أبي صلاة العصر حيث طلب أعمامه تأخير دفنه حتى يجيون من الديرة يشوفونه .
رحم الله والدي رحمة واسعة وخلد روحه مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن ألئك رفيا.
هذا وقد رأت أختي والدي في المنام في رؤيا طويله بشرها فيها بأنه دخل الجنة .
لن أنساك يا أبي مهما طالت الأيام والسنين فلك مني أخلص الدعا وأصدقه
وجمعني الله بك في مستقر رحمته .
وأسفه يا أخوان على ألإطالة فق أخذني الحديث
وأسفه أيضاً بأن الأستراحة ليست مكان لبث الهموم والأحزان
فهي للعب والفرفشة ولكن لم يكن عندي في هذا اليوم مذكرة
أحق عندي من ذكرى موت أبي .
فأرجو المعذرة منكم
ولكم تحياتي :[/align]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|