[احمد الزهراني]

يقونة التحولات والانفعالات






بقلم: سعد السبيعي ريشة: مازن الرمال
إن ما يلفت نظرك في قراءة شخصية حسين عبدالغني (أيقونة) التحولات والانفعالات هو ذلك الوجه.. فهو واجهته التي تستطيع قراءته منه، ذلك الوجه المثير في تعبيراته وإيحاءاته.. فهو حينا يأخذ طابع الجدية والصرامة المبالغ فيها مرات فيقطب العينين ويزم شفتيه فتظهر صورة طاقة مختزنة, وأرهقه عشق مجنونته إلى حد الهيام فانعكس تأثيرا على أطرافه المرهفة والموعودة بلمسة معلم, ويتقد جسده النحيل في حالة غليان يليقان بجدية الحدث. وما إن يتحول من ممارسة وركض حتى تجده يزفك بنبرة فنان ويختتم مفرداته الحجازية الجميلة بابتسامة طفولية بريئة وتلقائية تشع فتلمع عيناه وتضيء وجنتاه، وتنفرج شفتاه في سعادة حقيقية تعود به سنوات إلى الوراء، ثم سرعان ما يلملم أطراف هذا الواقع من حالتي الممارسة والحديث (التصريح) ليجلس في صمت الأب المستمع الحاني الودود لصغاره الثلاثة (عمر, عدي, محمد), إلى أن يخرج من هذه الحالة إلى حالة الرجل الشهم فترى وجهاً مألوفاً في (مركاز) الود يلتقط الطرفة والنكتة أو يصنعها.
ولد أيقونة التحولات المثيرة حسين بن عمر بن عبدالغني السليماني في مكة في 21 يناير 1977 التحق بالأهلي ناشئاً وأصبح هدافاً إلى أن جاء المدرب الخبير أمين دابو لينقله إلى الطرف الأيسر الدفاعي في نقلة مختلفة تماما؛ وليتحول من شهرة الهداف إلى شهرة التميز والأرقام مع دوره المستحدث.
حسين من اللاعبين المؤسسين في الأهلي كونه تدرج في الفئات السنية من ناشئين للشباب ثم للفريق الأول الذي لعب له أول مرة عام 1416 أمام فريق القادسية, وكما سارت خطاه بناديه تدرج في صفوف المنتخبات الوطنية من الناشئين إلى الشباب إلى الأولمبي فالمنتخب الأول (قائده حاليا) ولعب دوليا حتى الآن (113) مباراة دولية, وأهم أهدافه الدولية هدفه الرأسي الحاسم بمرمى العراق في طريق صعود المنتخب الأولمبي السعودي إلى أتلانتا عام 1996.
و تحولات عبدالغني لم تتوقف على المراكز والأدوار وهو الذي لعب في الخطوط الثلاثة عدا حراسة المرمى, لكنها كانت أيضا تحولات في الألوان فخلع النادي الأخضر متجهاً للأصفر لتأتي بدايته الرسمية مثيرة جدا بصناعته كل تفاصيل المغامرة (يسجل في مرماه) بدهشة والتصحيح (يسجل في مرمى المنافس) بروعة في ليلة عرفت انفعالات وتحولات وصرخة ميلاد جماعية لكحيلان.