صفه الجنه ( تربتها – انهارها)
أخي الحبيب رزقني الله واياك الزهادة في الدنيا : ان الجنة دار لا ككل دار وقرار لا ككل قررا ومسكن ما اطيبة من مسكن متعني الله واياك بالقرار فيها فهي غاية الغايات واكمل الامنيات من دخلها نسى كل نعيم ومن لم يدخلها فقد كل نعيم .
واليك اخي الحبيب عيونا من وصف بعض ما فيها من تربة وانهار وعيون ومساكن وابواب ونور وريح وثمار وطعام وخمور ولباس وفراش ولذات فاقت كل لذة . فهنيئا لمن استقر بتلك المعالم ونزل تلك الربوع .
تربتها
اخي الحبيب : إن أهل الجنة يطأون تربة ترابها المسك الأذفر وحجارتها اللؤلؤ, ففي حديث المعراج عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أدخلت الجنه فأذا فيها جنادل اللؤلؤوإذا ترابها المسك) رواه البخاري ومسلم فيا سعاده قدم وطئت تربتها .
أنهارها
اخي رحمني الله وإياك : إن الأنهار في الدنيا حياة للناس يحيون من الظمأ وزينه وراحة , يزرعون بمائها أنواع الزروع من الثمار وأشجار فيها غذاؤهم وظلهم من الحر
ولكن أنهار الجنه فوق ذلك : ( مثل الجنه التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمها وانهار من خمر لذة للشاربين وانهار من عسل مصفى ....)
وقال صلى الله عليه وسلم 
أن في الجنه بحر العسل وبحر الخمر وبحر اللبن وبحر الماء ثم تنشق الانهار بعد ) رواه التميذي والدرامي
أخي الحبيب : لطف الله بي وإياك : هل تعلم أن من أنهار الجنه نهرا أعطاه الله لنبينا صلى الله عليه وسلم ترده أمته يوم القيامه فمن كان من اهل الصلاح والاتباع شرب منه شربه لا يظما بعدها ومن كان من اهل الشقاوه ذادته الملائكه عنه فلا يشرب منه شيئا . قال صلى الله عليه وسلم ( أعطيت الكوثر فأذا نهر يجري على ظهر الارض حافتاه قباب اللؤلو ) < رواه أحمد >
وفي روايه ( هو نهر أعطانيه الله في الجنه ترابه مسك مأؤه أبيض من اللبن وأحلى من العسل ترده طيور أعناقها مثل أعناق الجزور )
فوالهفي على منه يوم الفزع الاكبر تروى في عرصات القيامه وتقي الظما الى الابد واعاذني الله واياك أخي الحبيب ان نكون ممن يذادون عن حوض نبينا صلى الله عليه وسلم فيالشقاء من كان هذا حاله تبرا منه النبي صلى الله عليه وسلم
قائلاً : ( سحقا سحقا لمن بدل بعدي )
انهارها من غير اخدود جرت
سبحان ممسكها عن الفيضان
من تحتهم تجري كما شاؤوا
مفجرة وما للنهر من نقصان
كيف بك اخي الحبيب باقوام يتمتعون بانهار الجنه قبل يوم القيامه ؟!! وهم شهداء !! قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الشهداء على بارق نهر بباب الجنه في قبه خضراء يخرج عليهم رزقهم بكره وعشيا ) جعلنا الله واياكم أحبتنا ممن يريدون هذه الانهار ويتقلبون في نعيمها .