عرض مشاركة واحدة
قديم 20-09-2009, 01:16 AM   #12
كبرياء انثى
 
الصورة الرمزية كبرياء انثى
 







 
كبرياء انثى is on a distinguished road
افتراضي رد: .•ܔ مُلْتَقَى ،، مَقْهَى الثَقَافَةْܔ•.

( امرأة من طابقين ) , للكاتبة / هيفاء بيطار


رواية ممتعة, تضمنت أحداث جميله, كتبت بأسلوب سلس شيق,
ولغة ساحرة بالغة العمق, ترافق ونسجها دقة في التصوير, وحبكاً درامياً رائع !!
لم تخلو من الجرأة,ولم تخشى خوض غمار , الثالوث المحرم, وبتفصيل دقيق جدا؟

اتسمت بتنويع قصصي مشوق ..... برغم سمة البطء في السرد, والذي
وصل في أحيان كثيرة إلى حدود الرتابة !!
كانت هناك من التجاوزات مايجعلك تعيش في دائرة من التساؤلات مع نفسك ....
وبدون شك تلك لحظات شيقة ؟؟ لكن...أحسست بوجل لتلك الجرأة ....
إلا انني لم أغلق الرواية , فقد أكملت قراءتها حتى النهاية !!
قليله هي مساحات الشجن فيها ... وربما عائد ذلك لشخصية الكاتبة الحادة,
وهذا أول انطباع تولد لدي عن الكاتبة,حين شاهدتها لأول مرة , في لقاء تلفزيوني ....
وكانت تتحدث عن مسيرتها الأدبية , وعلاقتها بالنقاد , فقد وصفتهم بالمغرضين !!
وترى أنهم قلة من يملكون أدوات النقد البناء !!
/
/

كثيرة هي لغة الجنس في الرواية , وجرئيه لحد التفصيل باجواءها الحميمة ؟؟
والتي أفقدت الرواية جزء من قيمتها ؟؟ وأنا هنا.. لا أؤيد هذا السرد الاباحي !!
أرادت الكاتبة في روايتها... أن تقف على معاناة بعض الشباب الطموح في الحياة ,
وترصد العقبات والماسي , التي يواجهها في سبيل في الوصول للشهرة,
وتمثل ذلك في حياة نازك بطلة الرواية , وهي كاتبة موهوبة ,
لديها محاولة لكتابة رواية , وتأليف بعض القصص القصيرة ....
تملك روحاً طموحاً لا حدود لها , و تسعى جاهدةً لتحقيق أهدافها وغايتها ,
وذلك من خلال علاقتها بصديق والدها , والذي أصبح صديقها فيما بعد ,
السيد زاهر( الرمز ) كما اسمته بالراوية , والذي بدوره ,
يعرفها بكاتب البلاد الشهير , كما أشارت إليه بترميز عميق ,
فهو يمثل التحدي, وبوابة المجد ... وهو من سوف يأخذ بيدها إلى
عالم الشهرة , والأضواء !!

تقول : ما كانت كتباتي تجد لها مكانا في الركام
الذي ينشر في الصحف والمجلات , كنت اعرف أننا في زمن
لا يستطيع الشخص ذاته أن يثبت موهبته ,
ويجبر الآخرين على سماع صوته , أن لم يسنده طرف قوي !!
فهي ترى بنفسها كاتبة لا يشق لها غبار ... حيث تقول :
( لدرجة كنت اردد بيني وبين نفسي ..
أنني أنا الكاتبة, والكاتبة أنا ,
ولعلي ألمحت بعيني هول المخزون من الانفعالات الإنسانية المحتبس داخلي,
كنت أحس بداخلي بئرا لم اسبرها
),
تخلل الرواية بعض المنعطفات المثيرة,والنتائج العكسية المفاجئة نظراً للسياق العام,
حيث تشكلت في أكثر من مقطع درامي شيق , وذلك من خلال الصعوبات
التي تواجهها نازك في طريقها عندما تصطدم ببعض الطامعين بها كأنثى جميله .....
كل تلك الأحلام الوردية ما كانت لتتحقق دونما تتصدم برياح التملق والاستغلال....
فكانت المقايضة وإرضاء شهواتهم ثمن لذلك الهدف الذي تسعى لتحقيقه !!
تجلى ذلك من خلال علاقتها المصدومة بكاتب البلاد الشهير:
( اعلم أن في أعماقه يخشى انطلاقي، يخاف أن أحقق ذاتي وأطغى عليه..
يا له من أناني بخيل وسافل، تذكرت كيف يميل لتعهير الأدبيات؟
أليس من واجب الكبار أن يتعهدوا الصغار
) .
استعرضت في احد فصول الرواية , ( الخطايا تحمل وتلد ) , فكرة شائكة ,
وهي الفروق الطائفية , وآثار التربية الدينية في كل طائفة ,
وأيضاً التزاوج ببساطة بين الأديان , وتجلى ذلك من خلال
علاقة نازك المسيحية بالشاب المسلم صفوان !!
- رأي: التطرق لمواضيع كتلك يفتح الباب أمام احتمالات
تأويلية عديدة فمن الأفضل إغلاقه من البدء
إجمالا … ذهبت الرواية إلى علاقة الرجل بالمرأة حيث ترى
أن هناك إجحاف بحق المرأة, وسلب لحقوقها, وبأنها تعامل كـ سلعة,
فعلاقة الرجل بالمرأة اكبر من تلك النظرة الجنسية, فالعلاقة روح, وجسد,
وباعتقادي من تلك القيمة, تم استو حاء مسمى الرواية !!

سأترككم مع بعض المقاطع من الرواية !!
هنا تتحدث عن أول لقاء بينها وبين كاتب البلاد الشهير حيث تقول:
( لا ادري لماذا شعرت فيما هو يسألني سابرا ثقافتي أنني أمراه من ضباب
فيما هو رجل من صخر !! كنت نكرة وكان معروفا ومقروءا, لدى الملايين,
حاجز الشهرة ينتصب بيننا, يحفر له جذور راسخة, بينما أنا قادمة من
عزلة قوقعتي وأوراقي التي لم يقراها احد ) !
نسج ساحر اعشق هذا الوصف !!

وهنا في حديث آخاذ مع نفسها , تقول:
( كنت ضحية شعور ين متناقضين في آن , أولهما أنني لا أساوي شيئا
وثانيهما أنني امتلك موهبة كامنة أعماقي كدرة لا تقدر بثمن ,
وكنت استطيع أن أعيش الشعورين في وقت واحد ,
وكان الزهو الذي يولده إحساسي بموهبتي
يتأبط إحساسي بعدميتي وتهميشي في مجتمعي كنت مجرد موظفة,
عملي في الواقع هو البطالة الأبدية وراتبي حقير
وحياتي الاجتماعية مقفرة لسبب رئيسي هو شح الراتب
الذي كان يضطرني أن أبقى بحالة شلل !!
لكن رغبتي بالكتابة كانت تطفو فوق شخصيتي وفوق حياتي ) .

كانت نازك امرأة مطلقه تعيش وحيدة , وكانت تدرك في قرارة نفسها
أن سحر شخصيتها هي أهم الوسائل في تحقيق أهدافها ,
تقول:
( واتاني الهام أكيد أن المطلقة تتمتع بسحر وجاذبية لا يقاومان بالنسبة للرجال ,
وبأنها من غير أن تعلم تمتلك موهبة الرقة والرهافة ,
بعد تحررها من اسر رجل كان يعرقل انطلاق كل مشاعرها
العفوية والايجابية في الحياة , وبأنها تعلمت بعد طلاقها
كيف تعطي ذاتها بسخاء وتواضع ) , في المقابل ترى انه
( ليس هناك ماهو أكثر تعاسة من أن تنام أمراه وحيده في فراشها ) .

من أقوال هيفاء بيطار :


_ تقول .... أنا صوت كل امرأة مضطهدة , المرأة مستقلة بذاتها عن الرجل !!
_ وتقول لماذا: تدفن المرأة بالصمت, فالمرأة تقرأ العالم بصورة مختلفة عن الرجل !!
_ هي ترى انه ليس من المفترض أن نظرية الادب موعظة اخلاقية !!


ارق المنى

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
سبحانك اللهم إني كنت من الظالمين
أخر مواضيعي
كبرياء انثى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس